يحزنني كثيراً ما يتعرض له العالم العربي والأسلامي وخاصة مصرنا الحبيبة من هجوم حاد ومحاولات ضارية
لإحداث فتنة طائفية بين نسيجي الأمة العربية من مسلمين ومسيحيين ,
وخصوصاً بعد عرض الفيلم الأمريكي البذئ ( براءة المسلمين) والذي جاء ليسئ إلي الأسلام ويرسخ في الأذهان فكرة أن الأسلام أنتشر بحد السيف والتهكم علي شخص رسول الله سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم والتشكيك في رسالته السماوية وتحميله مسئولية هجمات سبتمبر وأنه لم يأتي ليحمل سلاماً للأرض بل ليحرض علي كراهية البشر وسفك الدماء والعياذ بالله كما يزعم أصحاب الفكر الملحد وأعداء الأسلام من أقباط المهجر والمتطرفين ودعاة تقسيم مصر لإقامة دولة قبطية
فقد إجتمع حلفاء الشيطان وأسسوا لأنفسهم هيئة عليا لدولتهم التي تكمن في خيالهم يرأسها إبليس الأول عصمت زقلمة بالأشتراك مع الثعبان موريس صادق والقس المتطرف صاحب دعوي إحراق المصحف الشريف تيري جونز لعنهم الله جميعاً ...
هكذا إجتمعوا بنية سوداء لتشويه إسلامنا وتفتيت وحدتنا الوطنية التي كانت وستظل تقف كالشوكة في الحلوق لأعداء الأمة العربية والأسلامية لكسر أي مخططات تنال من الأسلام أو تمس رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام فهو النور الذي نسير علي ضيه وقدوتنا الحسنة ومثلنا الأعلي والذي نفديه بأرواحنا إذا مسته أي إساءة ....
والآن أصبحت وحدتنا هدفاً رئيسياً وغالياً يسعون وراءه لتحطيمه بإستخدام هذه الأفعال الأستفزازية التي تساهم بشكل كبير في تصعيد التوترات بين النسيج المجتمعي ...
وقد أعلمنا الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم : ( وسيمكرون وسيمكر الله بهم والله خير الماكرين )
وقد أعلمنا أيضاً : ( أنهم سينفقون أموالهم في الصد عن سبيل الله وستكون حسرة عليهم ) ...
وفي ظل الأزمة التي نعاني منها والمشاكل التي نجمت عنها من إستفزاز للمشاعر وفوضي عارمة وتوتر في العلاقات بين مصر وبعض الدول إلا أنني واثقة أنهم لم ولن يستطيعوا بإذن الله تعالي أن ينالوا منا أو يحققوا غايتهم الخبيثة التي يخططوا لها ولن يفلح أحد ابداً في نزع الرباط المقدس بيننا ....
كما قال عنا المصطفي صلي الله عليه وسلم في حديثه الشريف : إذا فتح الله عليكم مصر فإتخذوا من أهلها جنداً كثيفاً فإن بها خير أجناد الأرض - فقيل ولما يا رسول الله قال : ( لأنهم وأهليهم في رباط إلي يوم القيامة ) ..
ولأن وحدتنا أكبر من مكرهم فكلما إشتدت الأزمة زادت قوتنا وكلما كثر الهجوم إتحدت وطنيتنا
وما يؤكد علي وحدتنا وترابطنا الموقف الأيجابي الذ ي إتخذته الكنائس المصرية حيال هذا الأمر ..( ولهم جزيل الشكر ) ومنهم ... الأرثوذكسية والأنجيلية والكاثوليكية ... حيث أعلنت الكنائس تبرأها من هذا العمل وشجبها لما يفعله هؤلاء وإعتبرتهم خارجين علي الكنيسة مع رفضهم المساس بالرموزالدينية والأنبياء والرسل لأن ذلك إهانة تخص مقدسات الآخرين وإعتداء علي حرية الدين والمعتقد .. وقد أشاد بهذا الموقف للكنائس المصرية العلامة الكبير الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية في الحوار الذي أجرته معه صحيفة " زونتاجس تسايتونج " السويسرية حيث أكد أن هذه الأزمة وحدت كل المصريين وأنه لن يفلح أحد في اللعب علي وتر الطائفية بعد ذلك .... بارك الله فيك يا شيخنا الكريم ...
هكذا في وقت الشدة يظهر معدن المواطن المصري الأصيل الذي يعشق بلده ويقدس ديانته ويعتز بوطنيته وبإذن الله تعالي قادر علي إجتياز جسور الأزمات مهما كبر حجمها وأشتد همها ...
وفي النهاية أناشد جميع القيادات الدينية في مصر بل وفي العالم العربي بأكمله التعاون معاً والعمل المثمر البناء علي نزع فتيل الفتنةوإزالة هذه التوترات وإيجاد نوع من التفاهم والأستقرار بين الطوائف المختلفة مبني علي إحترام المقدسات والديانات وصيانة الحريات حتي لا نسمح لأي قلة متطرفة أن تفسد علينا حياتنا وتثير الفتنة بيننا ....
ومن ذا الذي يستطيع بماله أو بجاه أن يغير الريح في إتجاهه أو يغير المكتوب عليه إلا بإذن الله
... فمصر ظلت وستظل حرة أبية بوحدة مسلميها وأقباطها حتي نهاية الزمان رغم أنف الأمريكان
التعليقات (0)