مواضيع اليوم

وحدة الصف و الکلمة العربية بقلم العلامة السيد محمد علي الحسيني

وحدة الصف و الکلمة العربية

يشهد العالم جملة متغيرات و تطورات طارئة و مستجدة مثلما تشهد المنطقة و خصوصا العالمين الاسلامي والعربي أيضا تطورات وأوضاعا وأمورا وقضايا متباينة، لکن يمکن ملاحظة التداخل والترابط بين التطورات الدولية والتطورات الاسلامية والعربية والتأثيرات المختلفة على بعضهما البعض.
ظاهرة الربيع العربي التي ألقت بظلالها على العالم العربي وترکت تأثيراته الکبيرة فيه، کانت واحدة من العوامل "الى جانب العوامل المتباينة الاخرى"، التي ساهمت في المزيد من التأثير السلبي على وحدة الصف العربي من جهة وعلى وحدة الخطاب العربي الرسمي و الشعبي على حد سواء، وهو مايمکن إعتباره بظاهرة غير صحية للعرب خصوصا وانهم حاليا أحوج مايکونوا الى وحدة صف قوية و کلمة وخطاب جامع يوحدهم ويوجه خطاهم و تطلعاتهم بإتجاه تحقيق أهدافهم و آمالهم.
لسنا في صدد ظاهرة تقييم الربيع العربي سلبا او إيجابا بقدر مانحن في صدد العمل من أجل تدارك الاوضاع والحد من إزدياد الشرخ في جدار وحدة الصف وکذلك الحد من ظاهرة التغريد خارج السرب العربي وبقناعتنا أنه من الممکن والمعقول البحث عن أسباب وعوامل تقود الى إکتشاف قواسم مشترکة بين الاخوة المختلفين و جمعهم من جديد(وجمع أخوة الدم و العقيدة أمر ممکن و ليس بمحال)، على کلمة و هدف واحد يخدم الجميع دونما إستثناء.
العرب الذين أعزهم وأکرمهم الله تعالى بالاسلام و شرفهم بتبيلغه للعالم أجمع، عليهم دائما أن يتذکروا هذه الحقيقة ولايتناسوها ولو للحظة واحدة لأنها کانت سرّ و اساس رفعتهم و مجدهم الحقيقي وکما أوصانا القرآن الکريم في سورة الانفال الاية 46: (وأطيعوا الله و رسوله و لاتنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحکم و اصبروا إن الله مع الصابرين)، فإن الواجب الشرعي يقودنا و يدفعنا لکي نجتمع على کلمة حق و نسعى بالاتکال على الله سبحانه و تعالى الى نبذ الفرقة و الاختلاف و نزع الغل و البغضاء المتراکم بفعل عوامل و ظروف مختلفة في الصدور و السعي من أجل تآلف القلوب وتقاربها وتذکر نعم الله وأفضاله علينا، خصوصا وان الاستمرار في الفرقة والاختلاف ستجعلنا کالغنم القاصية التي تترصدها الذئاب وماأکثر الذئاب المترصدة بالعرب، لکن إجتماعنا ووحدة صفنا وکلمتنا ترفع من مقامنا بين الامم و تمنحنا هيبة ومکانة نحن أحوج مانکون إليها في هذه المرحلة خصوصا و المراحل القادمة، (وقل اعملوا فسيرى الله عملکم و رسوله و المؤمنون).
* العلامة السيد محمد علي الحسيني.



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات