نفس الوجوه الصدأة للإعلاميين والحكام والمحللين والسياسيين التي رأيناها على مدى ثلاثين عاما ما زالت تزاحمنا المناصب وتزعجنا في الشاشات بصورة تجعل الحليم حيرانا والمشاهد يائسا والمواطن رافضا لكل ذلك...
نفس الوجوه التي هللت لإنتخاب مجلس الشعب هي التي تشكك في شرعيته...هذه الشرعية كلمة يستخدمها الظالم لكي يظلم بالقانون ويزيف بالقانون ويقتل بالقانون كما تفعل أمريكا إذا أرادت غزو دولة أو تدميرها فيتم التدمير والعدوان بالشرعية المزعومة ....
ولكن الشعب الذي يسمونه حزب الكنبة أى الذي يشاهد ولا يتكلم لا يقتنع مهما حاول المضللون أن يشوهوا الصورة فالشعب أذكى من هؤلاء لأن الشعب بالملايين وهؤلاء بالآحاد لا يمكن أن يخدعوا ملايين الناس بأفكار قلة لا تعد حتى على أصابع القدمين...
قولوا ما شئتم يا أهل الشاشات الفضائية ويا أهل السياسة الانتهازية فلن يؤمن بحرف مما تقولون....
ومهما حاولتم شرح الباطل تحت عباءة الشرع والدستور فلن تقنعوا أحدا...
إن المثل الشعبي الذي تتخذونه أساسا لسياساتكم (لبس البوصة تبقي عروسه) مثل باطل لا ينفع في تحقيق العدل بالتزييف...العدل أساس الملك قانون إلهي محترم وما لم يطابق الفعل قانون السماء فلن يمر لأن المريد هو الله والإنسان العادي مطبوع على فهم الحق لأنه غير مستفيد من التزييف والباطل...وفي الأخير لا يصح إلا الصحيح....
إن الشعور العام بالظلم لا تمحوه كلمات السياسيين المزينة المزيفة ويستحيل إقناع المجنون بأن الشمس لا تضيء إلا إذا أشعل الرئيس فلان أو الإعلامي زيد أن يشعل فتيلها...كونوا أكثر من ذلك فهما قليلا...
إن الباطل لا يستقر إلا أياما تنكشف بعده الحقيقة ولكنكم تعلمون أيها المنافقون والكذابون أن ما تقولونه باطل محض إلا أنكم مستفيدون منه ولولا ذلك لسارت الأمور على ما يجب أن تسير عليه....
إن الدستور الذي أنشأتم به أجهزة رسمية هو نفسه الذي تجرمون به أفرادها وتحكمون ببطلانها ...إن الدستور له أساتذة يستطيعون لي عنقه ليوافق اليمين وليوافق اليسار في نفس اللحظة ...وينقسم أساطين الدستور إلى موافق لما تريد السلطة أو معارض لها وكلاهما يدعي الحق في جانبه...
أما من حيث الواقع فكل من طال عمره من هؤلاء نما في عهد مبارك ومن قبله وزادت ثروته وعلا جاهه وسما منصبه غالبا لن يكون مع الجديد لأن سلطانه وثروته مهددة بالضياع إذا حكم بالحق الصريح....
إن الشيوخ الذين يقال عنهم أساطين العدل والقانون قد زيف بعضهم صورة الحكم السابق حيث كانوا في مناصبهم العليا...وبعضهم ممن لم يستطع الهروب من الحساب قبع في السجن الآن....
إن الإعلاميين الذين تلونوا بكل ألوان الطيف حيث بكوا على مبارك ولعنوا الثورة في بدئها أصبحوا الآن أبواقا يسبحون بحمدها!!...
من الطبيعي أن يكون نصف الشعب مع الثورة لأنهم لم يكونوا من أتباع النظام السابق ونصف الشعب الآخر مع النظام السابق لأنهم كانوا من أركانه وأيديه أقدامه ومستفيدين من فساده ولن يتغير حديثهم لأن الفرصة فاتتهم فلا بد أن يشككوا في الثورة ويلعنوها ويصبون جام غضبهم على القائمين والمنادين بها...
لا عجب أن نرى من يدافع عن الفاسدين بكل قوته ودون حياء حيث فقدوا الحياء وأصبحوا إما قاتلين أو مقتولين فما حظ الحياء مع هؤلاء؟...
وفوق ذلك كله أرى أن ما يحدث ليس له مدبر ولا حاكم ولا منفذ إلا الله فهو الذي يحكم ولا يقع في ملكه إلا ما أراد فتابعوا جميعا ما يفعله الله وقولوا ....(سبحان الله) ...ف.....إليه يرجع الأمر كله ...و.....إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين....
التعليقات (0)