وجه في الزحام وآخر الكلام

وجه في الـزحام

عبد الرحمن بو علي

لكأنني أفضي إلى بيت حزين

لكأنني ليل تضلله نوارسهُ..

ويحرسه الأنين

لكأنني أمشي إلى ماءٍ..

له شجر وأوراق..

وفاكهة وتين.

لكأنني ضيعت أمسي يا فصول

الكبرياء

أو جُعت حين الجوع مات

لكأنني أبصرت وجهي

في الشوارع والرفات

ورأيت أهوالا وأمطارا تجيء

ورأيت أطباقا وفاكهة وزيت

حتى إذا ما لاح وجهك من ثقوبي

باسما مثل الغمام

انحلَّ صوتي

وانزاح عن عيني الظلام

آخـــــــر الكــــلام

خليل حاوي

ها أنت أوهمت الدليل

وخرجت من سحب إلى سحب

تقدم صدرنا

وتشارك البحر المفاجئ مهزله

ها أنت مبتهج ,

لموتك فوق ناصية الحروف

والبحر مضطرب المسار

والسندباد يهدِّم الجيل الجديد

ويرجّ في فلك الظلام

بحر الجليد .

والزفت والكبريت والملح المدجج في سدوم

يبني لك النعش المرصع بالحجر .

ها أنت قد شُـلَّـت يداكْ

وتناثرت قطرات وجهك في مدار الأرضِ

في عمق المدار

لا الليل أيقظ فيك نارَ الجمرِ

أو جمرَ النهار

في الكهف ما بعد الجليد .

ها أنت ترتجل المساء

والليل والأمواج والمطر السعيد .

وعتمة المبنى

وضوء المدخنه

ها أنت تفضي من سدوم

وسدوم طفل أوصد الدغل الفسيح

وسدوم ليست مقبره .

يوسف الخال :

تذكرت أمس حديقتك المورقه

تذكرت أوراقها وهديل الحمام

وصورة جدي

تذكرت أمس المسافة بين صراخي يجيء

وموقد أمي

وصحوتنا المشرقه .

تذكرت أمس مناديل فوق رخام مضيء

وأطباق بين سماءين

آه , وموت الأحبة

والمطر الليلكي

وتفاحتين ومرمر

تذكرت أمس مصابيح من أوغلوا في الغياب

تذكرت نُبلك يا سيدي

تذكرت حبلا على عشبتين

وحبلا رقيقا يمزق هذا الحجاب

تذكرت هذا المغنّي

وأصحابك التائهين

وكنت أنا أول الهاربين

إلى حضن أمي .

غارسيا لوركا :

لو رأيتُكَ ما انكفأت قدماي

ولا حجبت مقلتاي

لو رأيتك ما خضت هذي الحروب التي ..

تشتهيها معي

لورأيتك قبل الوداع الأخير

لانثنيت كما تنثني ورقات الشجر

لو عرفتك قبل صباحي السعيد

لمنحتك صوتي الذي ..

أزدهي بصداه الجميل

أومنحتك ليلا حليكا

يشتت عنك العدو

إنما وأنا لم أرك .

أكتفي بقراءة ديوانك الليلكي

وأناجي مجازاتك الرائعه

أيها الشاعر القرمطي