وجهها أم شيءٌ أخر

وجهها أم شيءٌ أخر

في المجتمعات الخاضعة لسيطرة فكر واحد تعيش المرأة بين حواجز مٌغلقة من كل جانب فكل شيء ضدها ولا أمل بنجاتها من ذلك سوى الصبر والنضال من أجل حريتها وحقوقها !

الوجه عند السلفيين رمزٌ للفتنة والشهوة والإثارة الجنسية وليس السلفيين وحدهم بل هناك تيارات ومدارس فكرية وفقهية ترى في وجه المرأة رمزاً للفتنة والشهوة , تلك الرؤية القبيحة ردة فعل طبيعية لما غٌرس بالعقل من سوداوية تجاه المرأة كمثال لا يقبل القسمة على أثنين  , عندما تقع المرأة في تبرج شكلي فإن العقول الموغلة في التدين الروحي هجوماً عليها دون إدراك للفارق بين الخطاء والخطيئة , التبرج الشكلي الذي تمارسه المرأة هو ذلك الذي لا تكلف فيه منسجم مع قناعتها في اختيار ما تراه مناسباً لها ولا يتعارض مع مجموعة المسلمات التي تؤمن بها ذلك التبرج الشكلي قد يكون خطاءً إذا كان في أماكن من المفترض الأ يكون فيها لكنه يعد خطيئة عند من لا يرى في المرأة سوى مفاتنها وأعضاء جسدها المٌثيرة ولا يرى عقلها وقدراتها العملية والعلمية .

في المجتمعات المغيبة الواقعة بين الجهل والتبليد عندما تكون المرأة سوداء من الخارج مغطاة بالكامل فهي ذات شرف ومؤمنة وراضية وصابرة وقائدة للشريفات لكن تلك المرأة السوداء إذا اضطهدت خادمتها بأي شكلٍ من الأشكال فإن المجتمع لا يلتفت لذلك السوء بل يغض الطرف عنه فالقيمة ليست في المعاملة الإنسانية والفكر والإبداع القيمة فقط في كمية الملابس التي تحجب المرأة وفي كمية التزام المرأة بنظريات وآراء التبعية والاضطهاد والقمع التي تندرج تحت بند " سد الذرائع " خوفاً على الرجل من الفتنة وليس خوفاً على المرأة من الذئاب البشرية ؟

المعضلة الحقيقية ليست في رمز الفتنة " الوجه " وليست في جسد المرأة الذي يجب تغطيته وتحجيبه بل في العقل الذي فسر كل شيء بظنون سيئة وقتل الظن الحسن وحول المرأة إلى أشبه ما تكون بالسلعة فهي للمتعة وجدت ولأجلها ستبقى وتدوم !.

المرأة الإنسان ضحية آراء وأفكار ومعتقدات أنتجها العقل البشري الجامد وليست ضحية قيم ومسلمات دينية وروحية وليست هي وحدها المضطهدة بل كل إنسان لا يلتزم ولا يؤمن بجملةٍ من الآراء والمعتقدات التي يؤمن بها غالبية المجتمع يعد ضحية فالإنسانية مختزلة في التبعية المطلقة فقط , القيم الإنسانية لا تٌفرق بين إنسان وأخر الجميع سواسية والتعاملات بين الأفراد رابطها إنساني وسلوك الناس نابع من قيم إنسانية فكل شيء داخل المجتمعات المؤمنة بالحريات والحقوق والاختلاف والتنوع والتعددية ينشأ من الإنسانية ويعود إلى الإنسانية القيمة العالية التي حثت وركزت عليها كل الأديان وصانتها بكل وضوح ؟

المشكلة ليست في المرأة بل في العقل الشهواني وفي بذور زٌرعت داخل العقول البشرية جعلت من المرأة شيطاناً يفتن الذكور وجعلته جسداً يٌفجر الغرائز فالمرأة عبارة عن كٌتله من الأعضاء الجنسية المُثيرة التي تٌخرج الشيطان من قمقمه وتٌخرج الإنسان من نطاق الإنسانية وهي بكل تأكيد ليست كذلك ؟