مواضيع اليوم

وجع.. في زمن التردي

nasser damaj

2009-06-16 06:28:35

0

وجع.. في زمن التردي  
  بقلم: خليل الفزيع 

يمضي بنا الليلُ شَجياً
ونسعَى حثيثاً
لندْركَ صُبحاً أليفاً.. شَفيفاً
إذا أثقلتنا كؤوسٌ شربنا النواحَ بها
كؤوسٌ من الحزنِ عبْرَ امتدادِ الزمن
تنامتْ بها الآه
بجُنحِ الليالي
لينهمِرَ الوجعُ السرمَدِيُّ
نعاقرُهُ صباحَ مساءْ
ونمضغُهُ في ارتخاءْ
وننشدُهُ (سامريا)
بصوتٍ يَئِنُّ بعِبْءِ الزمانِ/ التردي/ الأسى
بكلِّ الدقائق
وكلِّ الثواني الحُبالى
بعُمْقِ الجروحِ التي
بها لا يَبوح
فتغمضُ كلُّ العيون
عن النهرِ حينَ تغيبُ الضفاف
عن السفح إذا ما
تطاولَ في جانبيه القتاد
وجاء الصباحُ ثقيلاً
على مفرقيه يلوحُ السواد
وراعٍ تحطـَّمَ مزمارُهُ
وذابتْ على شفتيه
أغاني الحصاد
ونَخْلٌ عليه اعتدَتْ
صنوفُ الجفاف
لتدفنَ وقتاً تسامَقَ فيه ابتداءُ البشارة
فيلبسُ ثوبَ الحِداد
ومنذ تلاشتْ معاني الفرح
فلا النهرُ يشكُو.. ولا السفحُ غَـنَّتْ عليه البلابل
ولا الصبحُ يصحُو.. ولا النخلُ عاد لدفءِ الفرح
وحين تعالى ضجيجُ النفاق
تراجَعَ معنى الفضيلة
فقد أخرستهُ طقوسُ الولاء
لكلّ المعاني الهزيلة
على جبلٍ من جليد
تحطَّمَ زورقُ عشقِ الجمال
لتغرقَ في لُجَّةِ الزيفِ تلك الحروفُ التي أدْمَنَتْ
عناقَ البراءة
إذا ما استحمَّتْ بضوءِ الحقيقة
لتحدُو بدربِ الطهارة
مواكبَ كلِّ المعاني الأصيلة
كطائر الفينقِ حين يَتلو الصلاة
يُزيلُ رمادَ الفناءِ.. يعانِقُ أفقَ الحياة
يَعودُ طليقاً طليقاً
وبعد اشتدادِ المآسي تكونُ النجاة
هناك بعيدا تلوح
تباشيرُ فجرٍ
يضمِّدُ كلَّ الجروح




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات