علي جبار عطية
الأربعاء 10-08-2011
اتنقل بين الفضائيات بعد نهار ظامئ لعلي اطفئ لهيب جوفي ببرنامج رمضاني او مسلسل درامي يلطف طقسنا القاسي فعلى ماذا اقع ؟
مسلسل عراقي يكثر فيه الانين والاسى ومشاهدة حفر المقابر الجماعية واستخراج الجماجم والعظام المنخورة والأم الثكلى التي تبحث عن اولادها المغيبين منذ سنة 1991 .
يزيدني الموضوع حزناً لكن نهاية المسلسل لاتعني نهاية الحزن فبعد الفاصل يأتيك مسلسل ثان وعلى القناة نفسها ينكأ الجرح العراقي ويعيدك الى اجواء الاحتلال والارهاب وضياع المشيتين !
يقض ليلك مسلسل اخر عن السفاح المعروف بأبي طبر الذي ملأ العراق وشغل الناس بعد المتنبي بامتياز ..
اتساءل مع نفسي في غرفتي ومنفاي الاختياري بين اهلي : كيف سولت للمؤلف نفسه كتابة مثل هذا العمل المرعب وهل نحتاج الى كميات دم مسفوحة مادام الدم العراقي جاريا منذ فجر الحضارات والى ان يرث الله الارض بمن عليها وفي كل مدة زمنية هناك ابو طبر ينفذ جرائمه لان هناك من يؤرقه الجمال ويذكره الحب بفشله وعجزه عن الحب فيعمد الى القتل مايحزنني حقا ان صناع هذه المسلسلات وهم يعدونها للعرض في سوق شهر رمضان لم يرعوا الا ولاذمة وهم يصورونها اذ انها حافلة بمشاهد الرقص والغناء الرخيص وتعاطي كؤوس الخمر وبتعمد واضح كأنما هم يسوقونها ليقضوا على اية فرصة للصائم للعودة الى الله وتصفية النفس .
اغمض عيني واروح ابحر في الزمن الجميل .. اتذكر قفشات ابي فارس ومشاكسات عبوسي وحجي راضي ومقالب غوار الطوشة وروائح المطبوخات وقراءة الشيخ عبد الباسط عبد الصمدالتي تنقل الصائم الى رحاب السماء وتبشره بالامل بقبول العمل وابتهال (يا اله الكون انا لك صمنا) الذي ياتي بعد مدفع الافطار والبرامج التي لاتخدش الحياء وتشعرك انك مازلت في شهر الضيافة الالهية وانك بالفعل في محطة استراحة هادفة او يمكن ان تقول انها كاستراحة المحارب .
فما الذي حصل وماهذا التخريب وماهذا التسابق العجيب على حشد الفضائيات بكل هذه الاعمال غثها وسمينها، وهل يصوم المؤمن نهاره عما احله الله ليفطر ليلاً على ماحرمه !؟
التعليقات (0)