مواضيع اليوم

وثـيقة إنقـاذك يـا مصر!

hakika arabia

2010-05-19 02:17:49

0

 

محمد الدسوقي رشدي

المعارضون في مصر يسيرون على الخط الذي ترسمه الدولة دون انحراف، وسواء كان ذلك يتم عبر اتفاق مسبق، أو لأن الدولة ضحكت على المعارضة وأسقتها حاجة (أصفرا) .. تبقى النتيجة واحدة، نظام يحكم ويتحكم ومعارضة تمثل على الناس وتضحك على نفسها.

هذا عن النخبة في صفوف المعارضة، أما عن الناس فيبدو أنها ارتضت الاتفاق الذي تم دون عقد مع الدولة وجاء نصه كالتالى "من حق كل فئة من فئات الشعب أن تعلن إضرابها وترفع لافتة أو اثنين أو تلاتة حسب ما يتوفر لديها من القماش تندد فيها برئيسها المباشر، وتتهم الوزير المختص بالكسل، وتعلن مطالبها التي لا تتعدى علاوة شهرية أو حوافز سنة مالية.. وتتعهد الحكومة مقابل التزام فئات الشعب المختلفة بتنفيذ السابق دون خروج عن النص، أن تلتزم من جانبها بالاستجابة للمطالب جميعها في شكل وعد مبدأي، يتحول عقب نشر صور الاعتصامات في الصحف إلى قرار رئاسي بالاستجابة الفورية، يعقبه 10 لافتات شكر وتأييد للرئيس مبارك أو 20 أو 30 حسب ما يوفره الحزب الوطني من أقمشة للمواطنين أصحاب الإعتصام".

اتفاقية عادلة خلقتها الظروف وأثبتت نجاحها مع فئات مختلفة مثل المدرسين والصيادلة والمحامين والصحفيين، وفي الوقت نفسه ارتضت جميع الأطراف الالتزام بها دون شوشرة على اعتبار أن الكل مستفيد، الدولة تسمح للناس بهامش اعتراضي لا يعلو فوق رئيس الوزراء، وتحمل الناس (جمايل) القررات الرئاسية التي تأتي دائما منصفة للشعب، وتؤكد بأنه "لا حل ولاربط في تلك الدولة إلا عن طريق الرئيس.. فقط" .. .

والناس من جانبها لا تمانع أن تعتصم يومان أو حتى عشرة في الشارع من أجل المطالب التي تأتي في أغلبها مالية.. ولهم كل العذر في ذلك في ظل المعاناة اليومية والأسعار التي لا تعرف طريقا للهبوط أبدا.

أما بالنسبة للمعارضة فهو اتفاق مغري يسمح لها بممارسة أي نشاط على هامش الاضرابات الفئوية.. يرفع كل فصيل معارض لافتة هنا أو هناك، أو يعقد ندوة ويضع على منصتها واحد من قيادات الإضراب، مع المزيد من الهتاف والتصفيق أمام كاميرات الفضائيات.. وبعدها يتحدث كل تيار معارض بضمير مرتاح وكأنه أنقذ مصر من أزمتها وأدى واجبه حتى آخر سطر في الصفحة الأخيرة من كراسة النضال الوطني.

وحتى حينما يصاب سوق الإضرابات ببعض من الكسل، لا تعود المعارضة إلى الشارع لممارسة دورها فى كشف النظام وفساده، أو التظاهر في الشوارع مطالبة بسقوطه كما كانت تفعل منذ سنوات، ربما لقلة حيلتها، أو ضعفها الذي لا تعترف به، أو عيب ما في (أمبير) الإخلاص الخاص بقادتها.

الأحزاب و(كفاية) والإخوان وغيرهم أعجبتهم كشوف الأعذار - تتضمن التضييق الأمنى، وتحكم الحزب الوطني، والاعتقالات - التي يرفعونها كلما سأل أحد عن سر اختفائهم، وكأنهم تخيلوا في لحظة ما أن وظيفة المعارضة أن تقول للنظام (بخ) فيسقط على الأرض رعبا دون حتى أن يقول (يامه).

وكلما يشعر معارضو مصر الأفذاذ بنظرة السخرية في وجه الناس، يأتون بورقة وكشكول 60 ورقة من (بتاع) المدرسة الإعدادية، ويعلنون عن اجتماع مصيري بالنسبة للأمة، ويخرجون للناس بعد أسبوع بوثيقة تحمل اسم إنقاذ مصر، يتغير اسمها وليس مضمونها حسب مزاج صاحب الكشكول لتصبح في مرة الجبهة الوطنية للتغير، أو كما استقرت مؤخرا لتحمل اسم (إعلان القاهرة للديمقراطية)، على إعتبار أن ما فشلت في تحقيقه وثيقة إنقاذ مصر ..ستحققه وثيقة إعلان القاهرة للديمقراطية لأن الأولى كانت مكتوبة بقلم (بيج) والثانية كتبت بقلم (باركر).

عموما أنت الأن تعتبر الكلام السابق نوع من تكسير المجاديف، أو تقليل من شأن مجهود نخبة المعارضة في مصر.. بينما الحقيقة أن الأمر يتعلق بضرورة لفت نظر تيار يقول أن هدفه إنقاذ مصر، دون أن يفعل شيئا سوى الهتاف حينما يشتد الظلم .. لحظة واحدة يامصر .. هكتب وثيقة انقاذك وأجيلك.


ـ
كاتب/ مـصر




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !