مواضيع اليوم

وثالثهم الإعلام ..

هشام صالح

2009-11-30 23:13:04

0

 

رابط المشاركة بالقدس العربى www.alquds.co.uk/index.asp

رابط المشاركة بنظام pdf  81.144.208.20:9090/pdf/2010/01/01-05/qmn.pdf

فى السنوات القليلة الماضية وحتى اليوم ما زلنا نشكو من آثار تزاوج الثروة بالسلطة وقد تحدث الجميع عن ذلك المرض وأعراضه ولكن لم يبين لنا أحد من كتابنا وأساتذة الأقتصاد كيف السبيل إلى تطليق كلا الطرفين طلاقاً بائناً دون رجوع فيه بحيث لا يتأثر الإقتصاد المصرى تأثراً كبيراً بسبب مؤخر صداق هذا الطلاق .
وبعد أن سيطر أصحاب المال على السلطة تنبهوا أخيراً إلى أهمية الإعلام وخطورته بعد أن ظهرت الصحف الخاصة والتى قد تفتح ملفات لا تستطيع أن تفتحها الصحف الحكومية وبدأت الإعلانات فى بعض الأحيان ورقة من أوراق الضعط يمارسها كلا الطرفين ضد الآخر .
ومع التطور ظهرت القنوات الفضائية الخاصة وبعد أن أصبحت فى متناول الجميع زاد تأثيرها تبعاً لذلك فتنبه البعض من رجال الأعمال لذلك الإستثمار الجديد وإن كان المقصود منه الحماية أكثر منه المكسب فأقاموا قنوات فضائية وقدموا برامج توك شو جذبت المشاهد المصرى وأخذته بعد أن وقع أسيراً لسنوات لدى قناة الجزيرة القطرية .
وعلينا ألا ننكر أن تلك القنوات أفردت مساحات لأصحاب الفكر فى مصر ليطلوا علينا من خلالها ويطرحوا آراءهم ببعض من الحرية التى حاربت وجاهدت من أجلها الصحف الحزبية ومن بعدها الخاصة ولكن كان تأثير الفضائيات أكثر لعدة أسباب منها نسبة الأمية المرتفعة وقلة عدد قراء الصحف وإنخفاض توزيعها بالمقارنة بمشاهدى القنوات.
ومثل أى شركة جديدة لابد لها من موظفين يناسبون ذلك المجال الذى تعمل فيه تلك الشركة وتم إختيار أشخاص فى معظمهم غير مؤهلين لتلك المهمة الخطيرة فبدأت معظم تلك القنوات بالدين فجاءت بمذيع ومعه شيخ من الشيوخ الجدد أو المودرن دون أننعلم شيئاً عن مؤهلات هذا الشيخ وذاك المستشيخ رغم خطورة عمل هؤلاء ومع ملاحظة أن جهاز أمن الدولة - كما صرح وزير الأوقاف أكثر من مرة – هو الذى يعين أئمة المساجد رغم أن رواد أضخم مسجد فى مصر لا يزيد عن بضعة آلالاف من المصلين فى صلاة الجمعه .
ثم بعد ذلك جاءت بلاعب معتزل أو معلق رياضى وأعطته البث المباشر على الهواء لمدة قد تصل لست ساعات وهى مدة تحطيم خط بارليف , وهذا الجالس أمامنا لمدة ساعات طويلة لا ندرى على أى أساس تم إختياره , فهل حصل على مؤهل إعلامى يناسب ما يقوم به ؟! وتحت أى ميثاق أو قانون يعمل هؤلاء ؟! فالصحفى مثلاً لو أخطأ فمن السهل الحصول على ما يدينه فأخطاءه مكتوبة لا يستطيع العبث بها بخلاف هؤلاء .
والمكسب الحقيقى من تلك القنوات هى برامج التوك شو والتى تهتم بالشأن الداخلى والتى جذبت المشاهدين من قناة الجزيرة ورحمتهم من القنوات المملة للدولة .
والذى ينظر للمشكلة الكبيرة التى هوى فيها الإعلام المرئى الخاص بعد نهاية المباراة الثانية بين مصر والجزائر يتأكد ويظهر بوضوح العلاقة الثلاثية الجديدة وأطرافها السلطة والثروة والإعلام , وبعد أن كنا نبحث عن كيفية إبعاد الثروة عن السلطة أصبحنا نبحث عن كيفية إبعاد الثروة عن السلطة والإعلام والتى رأينا مساوىء تلك الظاهرة واضحة تماماً فيما حدث فى مشكلة الجزائر ومصر , وقد رأينا دولتين عربيتين لهما من التاريخ المشترك والعلاقات والروابط ما لا نجده بين كثير من الدول ثم رأينا تدخل - ثالثهم - الإعلام فى تلك العلاقة وكيف وصلت لهذه الدرجة من السوء بسبب الإعلام وبخاصة المأجور !!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !