وترجل فارس المرحلة عبدالله بن عبدالعزيز
لستٌ مؤرخاً ولا مٌطبلاً لكنني مواطن وصاحب رأي , العدالة في الرأي قيمة يفتقدها البعض , غادر الحياة الدنيا ملك وفارس المرحلة عبدالله بن عبدالعزيز صاحب العشر سنوات الحافلات بالإنجازات العظام تعليمياً و إقتصادياً وصحياً وتنموياً وإصلاحياً , فارس مرحلة وقائد مسيرة وضع نصب عينية الوطن والمواطن والعالمين العربي والإسلامي , مبادرات لرأب الصدع بين الأشقاء العرب ومبادرات لوأد فتن بين شركاء وطن واحد فرقتهم اللعبة السياسية المعقدة فالعراق وفلسطين شاهدي عصر على ذلك ومصر ما بعد 25 يناير شاهده على حزمة وعزمة ووقوفه مع الشعب المصري رغم حساسية الموقف والمواقف فمصر لن تنساه واليمن والعراق وفلسطين وسوريا الثورة ولبنان وكل العالم من مشرقة لمغربه , رجل السلام والإسلام والحوار العالمي فتح نوافذ الحوار مع مختلف الثقافات والأديان وعزز ذلك بإطلاق مبادرة السلام العربية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإيقاف استنزاف القضية الفلسطينية من قبل فئات تقتات على الصراعات والتعقيدات .
شواهد كثيرة شاهده على إنجازات فارس المرحلة عبدالله بن عبدالعزيز رحمة الله تعالى ’ توسعة تاريخية للحرمين الشريفين ومشاريع سكك حديدية وبرامج اجتماعية كمشروع الإسكان التنموي ودعم أسر الضمان الاجتماعي وصحية متخصصة كمشروع الملك عبدالله لغسيل الفشل الكلوي وتعليمية يتصدرها برنامج الابتعاث ومشاريع رياضية باكورتها إحدى عشر جوهرة رياضية ومشاريع مدن صحية ومنشآت تعليمية تقنية وجامعية ومشاريع ذات قدسية لا تقل أهمية عن مشاريع توسعة الحرمين الشريفين كمشروع سقيا مياه زمزم كمشروع وقفي خيري يذهب ريعه لصالح أوقاف الحرم المكي الشريف , مشاريع وإنجازات في عشرة أعوام غير وجه الوطن وأطلق مرحلة جديدة في تاريخ الوطن فعبدالله بن عبدالعزيز مؤسس الدولة السعودية الرابعة !
أبتدأ عهده بالعفو والصفح عن إصلاحيين وفتح نوافذ الحوار الوطني وأطلق عجلة مؤسسات المجتمع المدني ودشن انتخابات بلدية كوسيلة من وسائل المشاركة الشعبية وكأداة من أدوات الرقابة المجتمعية , العهد الذي ابتداه بعبارات من القلب يمثل العهد والعصر الذهبي للوطن فعجلة التحديث والإصلاح انطلقت بإشارة منه فالكثير من الأنظمة واللوائح كانت على موعد مع التعديلات والتحديث ولعل هيئة البيعة إحدى ثمرات الإصلاح غايتها صيانة استقرار الوطن وتماسك أسرة الحكم صاحبة الثلاثمائة عام في صناعة القرار السياسي بالجزيرة العربية .
أشياء كثيرة تٌميز عهد الفارس فهامش حرية التعبير أرتفع سقفه بشكل غير مسبوق وتنوعت الآراء وتعددت الأفكار , ودخلت المرأة مؤسسات كانت عصية عليها فمجلس الشورى والمجالس البلدية وبات الوطن يعيش حالة وفترة استثنائية تعددياً وثقافياً , لم يفرق بين مواطن وأخر لم يؤمن بالمذهبية ولا بالمناطقيه فالوطن وطن الجميع والتنمية حق للجميع والحرية قيمة يجب صيانتها وحمياتها هكذا كان يٌردد ويٌناضل !.
مميزات وإنجازات داخل الوطن وخارجة , ومع ذلك تبقى تلك الإنجازات صفحة مضيئة بتاريخ الأوطان والإنجازات , ترجل فارس الوطن والمرحلة في ليلة ٍ ظلماء شديدة البرودة لن ينساها التاريخ والعالم رحل وترك إرث كبير يقف له المنصفون طويلاً , أشتغل بالتنمية الداخل ولم يغفل عن الخارج فوقف مع الشعب السوري في محنته ووقف مع شعوب العالم سياسياً واقتصاديا قطع الطريق على المرجفين وأصحاب المصالح الضيقة وبارك الحوار والتكاتف والتعاون , إرث وطني كبير صنعه الفارس عبدالله بن عبدالعزيز ولكل فارس خطأ وكبوة ويكفيه صدق نيته وبساطته وعفويته واجتهاده الصادق .
بعد أن ترجل الفارس انتقلت السلطة لولي عهده سلمان بن عبدالعزيز ليصبح ملكاً على البلاد انتقال سلس للسلطة رغم ترقب البعض وصمت أخرين , يتطلع الشعب والمجتمع وهو يذرف الدموع لاستكمال المسيرة التحديثية والإصلاحية فالفارس الراحل وضع اللبنات والقواعد وسلم الأمانة والآمال والتطلعات لخلفه , المجتمع يتطلع لأن تستمر عجلة التحديث والإصلاح في الدوران والمرونة فالملفات الإصلاحية والتنموية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والصحية والسياسية كثيرة والآمال معلقة وفارس المرحلة العروبي كفى ووفى وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
التعليقات (0)