مواضيع اليوم

وبلع حزب البشير الطعم كاملا ( بداية العد التنازلي لانفجار قنبلة ابيي )

وليد صابر شرشير

2011-05-28 08:19:24

0

الا يعي النظام ان الموافقة علي قرارات مجلس الامن الدولي بخصوص تبني السودان باعتباره مهددا للسلم والامن الدوليين يفتح الباب علي مصراعيه امام تدخلات لا حدود لها ؟؟!!

محمد حسن العمدة

يبدو أن نظام المؤتمر اللاوطني يصر على باربونيته بصورة تذهل الذهول نفسه فهو لا يريد ان يتعلم ابدا من كل تجاربه السابقة ولا يريد ان يتعلم مما قاله له الاخرون وثبتت صحته بمرور الايام , فخصوصية منطقة ابيي لم تاتي فقط لوجود البترول بها كما يتم تعريفها دائما وان كان قد زاد من اهميتها وخصوصيتها .. لكن اليس من العار ان تعلي من قيمة الجغرافية بدون أي اعتبار لانسان الجغرافية نفسه ؟!!

طوال تاريخ مشكلة الجنوب لم يكن من بين اجندة الحوار والتفاوض علي كثرتها حديث عن منطقة ابيي كمنطقة متنازع عليها لان مشكلة السودان المتمثلة في قضايا محددة ظل يرفعها المحتجون بالجنوب لم تكن حول الارض ابدا بل كانت دوما بسبب التوزيع الغير عادل للثروة والسلطة وهيمنة جهات محددة واستعلائها على كل مكونات الوطن الاخرى وكما اوضحنا في مقالات سابقة ان هذه مشكلة غالبية هامش السودان شماله وجنوبه وشرقه وغربه وحتى وسطه في سنين الانقاذ العجاف , تفاقم المشكلة بدا بايدي المؤتمر اللاوطني او قل الجبهة الاسلاموية حينها , عندما اعلنت ان سكان جغرافية جنوب السودان ليسوا بمسلمين وبالتالي ليسوا بسودانين وبذلك مباح دمهم وعرضهم واموالهم ونسائهم واطفالهم حل لاهل العروبة والاسلام هنا ادخلت الجبهة الاسلاموية بعدا اخر لم يكن في الحسبان ولم يكن من ضمن اجندة النزاع وبدلا من ان يحسم الجنرال الحرب التي جعل لها نصيبا وافرا في بيانه الاول زادها تعقيدا واضاف اليها ابعادا اخرى بلغت قمتها بطرح حق تقرير المصير كخيار اخير في حالة عدم التعايش وتوفر الثقة اللازمة بين الطرفين ولا اقول بين الشمال والجنوب .

كانت القوى السياسية الاخرى ترفض مبدئيا أي طرح لحق تقرير المصير الا انها وبعد ان صار امرا واقعا في اتفاقيات النظام مع الفصائل المنشقة عن الحركة الشعبية في فرانكفورت 1992استجابت مكرهة للتوقيع علي مبدا حق تقرير المصير لكنها رفضت بقوة أي حديث عن تقرير المصير للمناطق الثلاث الاخرى ( ابيي – جبال النوبة – النيل الازرق ) وقد نصت اتفاقات حزب الامة القومي والحركة الشعبية بشقدوم ونيروبي ومؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية 1+2 مع بقية القوى السياسية بوضوح على ذلك . وقد جاء بالنص في اتفاقية شقدوم الاتي :

1. على الرغم من ذلك فان الطرفين اختلفا حول ممارسة سكان جبال النوبة، ومنطقة أبيى، وجبال الانقسنا حق تقرير المصير :

o تطالب الحركة الشعبية لتحرير السودان بأن يمارس سكان جبال النوبة ، ومنطقة أبيى وجبال الانقسنا حق تقرير المصير تحت رقابة دولية .

o يرفض حزب الامة أن يذكر حق تقرير المصير لجبال النوبة ومنطقة أبيى ، وجبال الانقسنا لان حزب الامة لايوافق على حق تقرير المصير لاى مجموعة وطنية خارج نطاق جنوب السودان .

لكن رغم ذلك شرع المؤتمر اللاوطني في وضع الاتفاقيات التي تمزق وتفتت وتجزر السودان بداية من فرانكفورت يناير 1992 وحتى تنفيذ اتفاق تقرير المصير يناير 2011 تسعة عشر عاما قضاها النظام في وضع الاسس لتمزيق وتفكيك السودان . تقرير المصير الذي منح منطقة ابيي ممارسة حق تقرير المصير دون بقية المناطق الاخرى جبال النوبة والانقسنا هو الفأس الاخيرة التي ستشق كل مناطق السودان الاخرى طالما استمر نفس النظام في الحكم . فما من نظام استجاب للاملاءات الخارجية مثلما استجاب نظام الانقاذ ولذلك فان الفصل الثاني من تقسيم السودان سيتم عبر بوابة تقرير مصير ابيي وقد وضعت محكمة العدل الدولية اللبنات الاساسية المتينة لضمان ( عدم تنفيذ ) تقرير المصير في افضل الاحوال وفي حالة العدم تفجر الاوضاع برمتها ووضع الاقليم تحت الوصاية الدولية باعتبار ان اطراف النزاع قصر ولا يمكنهم ان يحددوا خياراتهم بعيدا عن الاوصياء الدوليين .

المتتبع للحركة الشعبية لتحرير السودان يجد انها لا تفعل ما تريد الا بعد دراسة متانية وقوية وخطط مدروسة بعناية فائقة وذكاء كبير بحيث تجعل من المؤتمر الوطني هو ( الضمان ) الوحيد لتنفيذ هذه الخطط فيعطيها ما تريد دون ادنى عناء منها ثم لا يكتشف ذلك الا بعد فوات الاوان ثم لا يجد في نفسه حياء , ويجعل من فشله نصر ويملا الدنيا هتافا !! وخير دليل علي ذلك تجميعها لاخطاء النظام ومفاجاتها له بالانفصال نتاج ما كسبت يداه ولكن اكثر ما اثار انتباهي هو المخرج الذكي جدا للحركة الشعبية والطعم الذي ( بلعته ) للنظام في ابيي .. فالاخيرة باتت تشكل ازمة حقيقية للحركة الشعبية فهي لها من عضويتها وقياداتها الكثيرين ممن ينتمون لهذه المنطقة وقد ضحوا كثيرا من اجل ان يحققوا احلامهم واهدافهم التي يرونها كما ان وجود قبائل المسيرية في ذات المنطقة ولهم من الحقوق والواجبات لما دينكا نقوك عقد من مسالة ابيي كثيرا بالنسبة للحركة الشعبية فهي – أي الحركة - قد لا تلقي بالا للنظام في الخرطوم بقدر ما تحسب حسابات التعايش مع قبائل التماس والتي تمتد مصالحها لاعماق الدولة الجنوبية وعلى أي حال فان الدولة الوليدة ليس من مصلحتها تاجيج حروب في حدودها الوليدة خاصة في ظل وجود نظام مدمن غير مستامن في الشمال .. لذلك لم تسعى الحركة الشعبية لاثارة احتجاجات على نتائج انتخابات جنوب كردفان رغم الخج الواضح جدا عليها فهي قد فازت بالولاية الاخرى جنوب النيل الازرق وليس بالامكان ابدع مما كان بالنسبة للحركة الشعبية .

لكن ماذا عن ورطة ابيي ؟!! فهذه لا تحسمها انتخابات ولا يمكن تسويتها في حال وجود دولتين مستقلتين احتمالات الحرب بينهما اقوى من السلام ؟!

وافق السودان على القرارات الاممية 1590 + 1591 + 1701 وقبلها علي القرارات 1547 (يونيو 2004)، 1556 (يوليو 2004) 1564 (أغسطس 2004) 1574 (نوفمبر 2004) 1585 (مارس 2005) 1588 (مارس 2005) وهي قرارات في مجملها تدخل السودان تحت الوصاية الدولية بموجب الفصلين السادس و السابع لميثاق الامم المتحدة فماذا تقول هذه القرارات وماذا يوجد في الفصلين السادس والسابع ؟

القرار 1590 تم اتخازه لحماية ومتابعة تنفيذ اتفاية السلام الموقعة في نيفاشا ويشمل ذلك كل ما هو ( عسكري – امني - اعلامي - سياسي - مدني ) بموجب الفصل السادس والذي ينص على الاتي :

المادة 33 من الفصل السادس تدعوا جميع اطراف النزاع لاتخاز الوسائل الكفيلة بانهاء الحروب وايجاد حلول عبر المفاوضات او الاطراف الدولية ومنظماتها او عبر القضاء الدولي وفي حالة منطقة ابيي فان كل الحلول والوسائل اعلاه قد تم استنفادها بالكامل حتى محكمة العدل الدولية

المادة 34 تعطي مجلس الامن الحق في ان يبحث أي توتر او اشكال قد يؤدي الى نزاع دولي يعرض الامن والسلم الدوليين للخطر وهذا ما يحدث الان بعد اعلان نتيجة الاستفتاء والاستعداد لاعلان الجنوب دولة جديدة كاملة السيادة

المادة 36 دي ( بأ ) على قول اخوتنا المصاريه بيت الكلاوي فهي تعطي مجلس الامن الحق في اتخاز ما يراه مناسبا من اجراءات في أي مرحلة من مراحل النزاع فما بالك بنزاع استنفد جميع المراحل ولم يصل فيه الاطراف لحلول ؟!!وبات بين دولتين وليس في اطار الدولة الواحده كما كان سابقا

المادة 37 تؤكد حق مجلس الامن في اتخاز ما يراه مناسبا لانهاء النزاع وحفظ الامن والسلم الدوليين

صدر القرار 1590 لتنفيذ اتفاقية نيفاشا الخاصة بحل النزاع مع جنوب السودان ولكن ماذا عن مشكلة دارفور ؟!! اعقب بالقرار 1591 لوضع حد للنزاع في دارفور والزام جميع الاطراف بوضع الطرق السلمية لانهاء الصراع . بعد ان استنفدت كل مواد الفصل السادس اتجه مجلس الامن للفصل السابع ومن حينها واصبح السودان في مواثيق الامم المتحدة من اكثر الدول تهديدا للسلم والامن الدوليين وبموافقة حكومة السودان علي هذه القرارات تعتبر موافقة علي كل ما يصدره مجلس الامن بناء علي ما يراه مناسبا لانهاء الصراع .

توالت القرارات المستندة علي الفصل السابع وكان القرار 1593 والذي حول قضية دارفور الى المحكمة الجنائية الدولية اذا ماذا يقول الفصل السابع للامم المتحده ؟؟!

الفصل السابع هو فصل القوة والعصا الغليظة التي تمنح لمجلس الامن الشرعية اللازمة دوليا لاجبار اطراف النزاع للخضوع للاجراءات والتدابير التي يراها مناسبة لحل النزاع ففي المادة 39 يحدد مجلس الامن ما اذا كان قد وقع فعليا ما يهدد الامن والسلم ثم يمنحه الحق في ان يقرر الاجراءات التي توقف هذا التهديد وتجبر طرفي النزاع للخدوع لها , ثم له ان يتخذ تدابير مؤقتة بموجب الماده 40 والزام الاطراف بتنفيذها وفي حالة ابيي فان من حق مجلس الامن ان يجعلها منطقة منزوعة السلاح وان يخلي جميع الاطراف من المنطقة ويجعل المنطقة تحت ادارة مجلس الامن الدولي المباشرة , في حالة ( الحنبكة ) او الرفض من اي من الطرفين فان المادة 41 تمنح مجلس الامن الدولي وسائل واجراءات بدون استخدام القوة المسلحة لاجبار الطرف ( المحنبك ) بالرضوخ مثل المقاطعة الاقتصادية او حظر الطيران او المنع من السفر وتجميد الارصدة الى غير ذلك ... اما اذا لم ينفع كل ذلك مع الطرف ( المحنبك ) فان القوة المسلحة مشرع لها في المادة 42 والتي تبيح استخدام الامم المتحده عبر قواتها الاممية استخدام الجو والبحر والبر لتنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي .

القرار 1706 يقول بصريح العبارة : اعمالا للفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة يقرر مجلس الامن استخدام قوات اليونيميس الوسائل الضرورية كافة في مناطق انتشار قواتها وذلك لحماية عناصر بعثة الامم المتحدة وتأمين حرية تحركاتهم وانتقالاتهم وحماية معسكرات النازحين واللاجئين وحماية المدنيين من الهجمات.

ما هو الوضع الان في ابيي ؟!

في السابق وقبل التصويت لصالح الانفصال كانت الحركة الشعبية تناقش المؤتمر الوطني باعتبارهما طرفي نزاع في اطار دولة واحدة الان وبسبب عدم مسئولية طرفي النزاع والتزامهما تجاه الوطن انفتق الامر وانفجر لحد الانفصال ونشوء دولتين جديدتين تماما على خارطة العالم .. هذا الواقع زاد الامر تعقيدا فن تستطيع الحركة بعد اليوم التفاوض مع المؤتمر الوطني بنفس الصفة السابقة بل صار امرا بين دولتين تتنازعان على الحدود اي اننا بسبب حماقات طرفي النزاع زدنا محن الصراعات بدلا عن حلها وبعد حلايب والفشقة والقلابات وهمشكوريب باتت لدينا والحمد لله سلسلة نزاعات حدودية النيل الازرق جبال النوبة اعالي النيل ابيي جنوب دارفور !!

الحركة الشعبية لا تريد ان تدخل الدولة الوليدة في الجنوب في صراعات حروب مع دولة الشمال والتي لن تقف مكتوفة الايدي بل ستحاول نقل الصراعات الى داخل الجنوب ولها من الجيوب ما يكفي لذلك

ايضا الحركة الشعبية لا تريد ان تترك جزء من جسدها في حضن الدولة الام فهي غير مامونة التصرفات تجاه ابناءها وتحديدا تتمتع بعداء شاذ تجاه كل ما هو مرتبط بالجنوب فالعقلية العنصرية المتنفذة في المؤتمر اللاوطني عقلية سادية لن تترك ابناء دينكا نقوك في حالهم وقد قالها بوضوح الجنرال البشير يوم امس 24 مايو 2011 ان العرب المسيرية هم مواطنين درجة اولى !!

تقرير المصير لمنطقة ابيي بات معقدا جدا ومصيره نفسه في خطر عظيم فتقسيم المنطقة عرقيا بسبب اتفاقيات الشريكين المعيبة ازم الامر حتى حسم بصورة عرقية في اكبر المؤسسات العدلية الدولية غير ان الحسم بدلا من ان يعالج الامر عقده اكثر فاكثر ..

النظام في الخرطوم ينظر لابيي باعتبارها بقرة حلوب تدر البترول الغزير الذي يمكن ان يخفف من زنقته الاقتصادية الحالية واعصارها القادم بعد 9 يوليو فابيي تمثل المخلص والمنقذ وهي التي يمكن ان تحدد مصير النظام في الخرطوم وليس مصير نفسها فلذلك لا يمكن ان يفرط فيها ابدا .. ولعل الجنرال البشير انتبه مؤخرا الى ان ابيي سودانية ونسى ان الجنوب ايضا سودانيا وفرط فيه من قبل ومن فرط في ثلث مساحة السودان لن يعجزه التفريط في عشرة الاف كلم !!

نداء البشير في مدينة المجلد والذي بشر فيه بعودة الحرب من جديد تم توظيفه جيدا من قبل الحركة الشعبية فراس الدولة يتباهى على الملا بالعودة للحرب وليس في ابيي وحدها بل في جنوب كردفان ليرد عليه والي ولاية النيل الازرق مالك عقار بان الحرب لن تكون في الجنوب والجبال بل ستكون في القصر الجمهوري في الخرطوم !! بالله عليكم من يحكم السودان ؟ رجال عصابات المكسيك وكوبا ام مافيا ايطاليا وروسيا ؟؟ والشعب يقف مندهشا لا حول له ولا قوة فالصوت صوت الجهل والعنف والحرب اما المواطن فعليه ان يتحمل تبعات ما تنتج عنه الحرب !

ولكن لماذا ترهق الحركة الشعبية نفسها ودولتها الوليدة ؟ فالمجتمع الدولي سيتكفل بكل شي طالما ان العدو جاهل بتصرفاته لا يتعلم من تجاربه ولا يريد ان يتعلم من واقعه . فالشاهد ان النظام كلما اعلن تحديه للمجتمع الدولي عاد وانبرش وقدم اكثر مما يطلب منه فعلها في نيفاشا وفعلها في دارفور رغم القسم الغليظ بكل انواعه لرئيس النظام بالطلاق مرة وبالذات الاهلية مرات ومرات ولكن حينما يبلغ الامر كرسي السلطة المهتز فان الاستجابة للضغوط الدولية خير مامن وخير ملاذ ..اذا ليس مطلوبا من الحركة الشعبية سوا توظيف تصريحات وتحركات قادة نظام الخرطوم , مع بعض التنسيق مع الحلفاء الدوليين ليكتمل السيناريو علي اكمل وجه وتبدا مرحلة التنفيذ ..

في الاسبوع الماضي عقد مجلس الامن جلسة خاصة بمناقشة تمديد فترة بعثة اليونميس بالسودان وقرر المجلس ان الوضع لا يزال مهددا للامن والسلم الدوليين وانه لا بد من تجديد فترة بقاء القوات الدولية والبعثة الاممية في السودان لمتابعة ومراقبة تنفيذ ما تبقى من اتفاقية السلام ولاحظ عزيزي القاري ان استفتاء ابيي وانتخابات جنوب كردفان والمشورة الشعبية لم تكتمل حتى الان بل ان لمجلس الامن رايا في ما جرى بجنوب كردفان بدليل انها كانت مدرجة ضمن جدول اعماله في زيارته الاخيرة اي ان الامر فيه ما فيه من الاهمية للمجلس خاصة ان من اعلن فوزه يعتبر سابق تجربة في المليشيات القبلية والعنصرية ومتهم من الجنائية الدولية ومجلس الامن بتهم تتعلق بالجرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية اعلن فوزه ليحكم منطقة تعقيداتها القبلية وصراعاتها اعقد مما كان في دارفور هذه قنابل موقوتة توشك على الانفجار .

يعتقد حكام الخرطوم ان نهاية اتفاقية نيفاشا قد اوشكت وهذا في حد ذاته دليل علي عدم استيعاب هؤلاء القوم لما يحدث بين ايديهم فانفصال الجنوب ليس سوا حلقة صغيرة من اتفاقية نيفاشا وان الالغام التي وضعت في الاتفاقية ولم ينتبه اليها الموقعين من الطرفين قد بدا انفجارها الان وهذه سوف تمتد في شريط طويل حدودي بين الشمال والجنوب وسيجد المجتمع الدولي نفسه مضطرا ومجبرا علي تنفيذ مواد الفصلين السادس والسابع وعلى استمرار تمديد البعثات الاممية ومهامها خاصة بعد انهيار اتفاقية ابوجا لسلام دارفور وتمرد حركة تحرير السودان مني اركوي ..

كل هذه المعطيات وظفتها الحركة الشعبية لصالحها بحيث تضع المؤتمر الوطني في مواجهة المجتمع الدولي والذي سيكون مجبرا علي التدخل لوضع حد للنزاع بين المؤتمر الوطني وقبيلة دينكا نقوك وليس علي الحركة الشعبية سوا اعداد عود الثقاب وكشطة لتنطلق الشرارة من كمين صغير لقوات جيش المؤتمر الوطني وليس لقبيلة المسيرية فالمشكلة هنا ليست مع القبيلة .. ويبلع المؤتمر الوطني الطعم كاملا فيهيج ويثور ويمور ويعلن انه استولى !! جيش دولة يعلن استيلاءه علي تراب من وطنه لاول مرة في التاريخ يحصل هذا .. من الذي يكتب بيانات القوات المسلحة ان لم يكن صبية المؤتمر الوطني ؟؟! هذه الكلمة رغم بساطة وقلة حروفها الا ان مضمون معانيها كبير جدا وكثير جدا فالاستيلاء دائما يكون علي شي غير ملكك وليس لك حق فيه , بينما الارض المغتصبة التي تتم استعادتها من الاخرين المعتدين تسمى محررة لكن ما علينا دولة عظيمة ويحكمها جهلاء ..

في بيانات جيش البشير يتم الاصرار علي الاستيلاء وبقاء القوات المسلحة وكذلك في تنوير وزير الدفاع لبرلمان النظام بل ويتعدى ذلك للمطالبة بعقد اتفاقات جديدة غير نيفاشا ؟!!!!! ويبلغ حماس وزير الدفاع مداه مستعرضا قوته وقوة جيشه والتي لم يجدها كل اهل السودان حينما احتاجوا اليها لتحرير مدن سودانية تم احتلالها من قبل دول جوار ولم يجدوها عندما نفذت الطائرات الاسرائيلية والامريكية غاراتها علي الاراضي السوداني ولكنا نجدها في مواجهة الانسان والمواطن السوداني ؟!! اعلان جيش البشير ووزير دفاعه وتاكيد البشير نفسه على بقاء القوات وصدور الاوامر اليها بالرد دون الرجوع لقيادته تاكيد للعالم اجمع ان النزاع في ابيي قد دخل مرحلة جديدة تستوجب تدخل مجلس الامن الدولي والذي بدا فعليا خطواته الاولى فهل يثبت البشير علي قراراته وقسمه ام سيكون كما عهدناه دائما ؟!!

من الذي ادخل المجتمع الدولي في السودان ؟

قبل 30 يونيو 1989م لم يكن هنالك اي دور للمجتمع الدولي فيما يجري بالسودان والبيان الذي حمل العهد الديمقراطي اوزارا لم تكن به جاء وارتكب افظع من هذه الاوزار وكانت اول مرة في تاريخ السودان يفتح الباب علي مصراعية للتدخل الخارجي عندما طلب النظام من مركز الرئيس الامريكي الاسبق كارتر التدخل لايجاد حلول للنزاع مع الجنوب وكما فشل كارتر فشلت محاولة النظام لايجاد حلول عبر منظمة الوحدة الافريقية رغم المفاوضات المارثونية التي قادها كل من علي الحاج ومحمد الامين الخليفة من ابوجا 1+2+3+.. الخ الخ لم يتعظ النظام من طلباته السابقة لكارتر والافارقة بل انطبق عليه المثل العربي القديم يداك اوكتا وفوك نفخ فقام بتقديم طلب لدول الايقاد بالتدخل لانهاء الصراع وتوسعت الايقاد لتشمل اصدقاء الايقاد وشركاء الايقاد لتتوج التدخلات الخارجية لدخول مجلس الامن والمجتمع الدولي والتي لن تتوقف ولن تحل اشكالا ولكن من ابتلاءات الله سبحانه وتعالى لشعب السودان ان حكم امره بيد نظام لا يعلم ما يريد ولا يستيطع ان يتعلم ولن يتعلم ولن يهدا امره الا بعد ان يخرب كل شبر من السودان .

محمد حسن العمدة
mohdalumda@gmail.com

وللمزيد من تخريب المؤتمر اللاوطني للسودان رجاء مراجعة الرابط

http://www.facebook.com/home.php?sk=group_136421919757599&ap=1




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !