وباعوا ضمائرهم

لاأستغرب أن ينعتني الغرب بالمُتخلف ، أو حتى بالأصولي والإرهابي ، بل إن ذلك لايهز ثقتي بمبادئي وبمُعتقدي .. لكن ما يحُز في نفسي أن ينعتني بتلك الصفات وغيرها أشد وأقسى ، أخي الذي رضع العروبة معي ، ففطم نفسه على حليب الغرب (المُصطنع).

نحن ننتقد أوضاعنا العربية ، وكوابيسنا العربية ، لكننا لانفعل ذلك للشماتة مِن أصولنا ، ولا إستخفافا بواقعنا المُر ، بل نحن نفعل ذلك لأنه واجبنا الذي لانزال مُقصرين في تأديته .. وحين أقولُ نحن فأنا أقصد كل مثقف أو مُفكر عربي يعي حقيقة وضع الأمة ، ويُشهر قلمه لنقد القائمين على شؤون المُواطن الذي يظل يُعاني.

فدور المفكر والمُثقف يقتضي منه توعية إجتماعية مُكثفة ، لرفع المشاكل الحياتية مِن القاع إلى السطح لتتم مُعالجتها ... لكن بعض مُفكرينا الذين (هجروا) الواقع العربي ، يبحثون عن تلك المشاكل مثلنا تماماً ، لكن ليس للبحث عن حلول لها ، ولا لأن ذلك واجبهم ورسالتهم الفكرية ، بل للشماتة من أصولهم العربية ، ولتشويه صورة العالم العربي لدى باقي العوالم.

وكأني بهؤلاء إتخذوا مِن صورة التشويه تلك واجهة ليتملقوا بها أسيادهم الغرب ، ليرضوا عنهم ، ولِيُؤكدوا لهم بذلك أنهم معهم في حملاتهم الإبادية ضد إخوانهم ، الذين هم في منزلة البهائم في التخلف والهمجية ؟ .

 وأنا في أماكنهم لما نمت مِن تأنيب الضمير ، لكنهم باعوا ضمائرهم ، وأصبحوا سِياطا للغرب على ظهور إخوانهم العرب... فأي مُنقلبٍ إنقلبوا ؟.

تاج الديـــن : 2009