إن مأساوية حياة الإنسان أنه قد فرض عليه وجوده القسرى , ورأى ومارس فى هذا الوجود ألوانا من المتع , ولكنه وجد نفسه أيضا أمام موت قسرى يستلب منه هذه الحياة التى أحبها وأدمن متعها , لم يتقبل الإنسان أن تضيع منه الحياة بكل متعها , وكانت تلك هى الثغرة التى تسلل من خلالها دعاة الدين كى يوهموه بحياة أخرى بعد الموت , وأيضا لكى يجد عزاء عن مظاهر عجزه أمام ألون الشقاء التى يعانيها فى وجوده من مرض وفقر . من هنا كان الدين أمام الإنسان ملاذا لضعفه ومبررا لوجوده , ومهونا من شأن موته , ومبعدا شبح الفناء المطلق من وجدانه , ومن هنا أنا أتفق مع المؤمنين فى أن الملحد أكثر شقاء زقلقا من المؤمن , . الملحد واجه عقله بالحقيقة , وقف فى عرائه الوجودى دون غطاء زائف يوهمه بحياة ستتجدد فيه بعد أن يصير ترابا , وبيوم قيامة يأتى بعد ملايين السنين . يبقى الأهم فى القضية , وهو أنه لا توجد مشكلة فى أن يكون هذا الإنسان مؤمنا لأن الإيمان يعطيه طمأنة النفس حتى لو كانت وهمية , ولا أن يكون هذا ملحدا لأن عقله قد رفض هذا الوهم وآثر أن يواجه الحقيقة بكل قسوتها , المشكلة فى هذا الوباء الإسلامى الجديد الذى ينتشر فى العالم كله ليستمتع بقتل إخوته فى البشرية حتى الذين يشتركون معه فى الإيمان بوجود الله ولكنهم على دين آخر , بل حتى الذين يشتركون معه فى الإسلام ولكن على مذهب مختلف . هذا وباء يجب التصدى له وعدم التساهل فيه وإلا فإن البشرية ستدفع ثمنا غاليا ومخيفا
التعليقات (0)