مواضيع اليوم

وانتصرت أمتي..

ابنة امة

2014-10-26 11:20:49

0

وانتصرت أمتي.. جسد بوعزيزي فقط كان كافيا لتتبدى للعالم والمعالم واثقة الخطوة تمشي بوعزيزية.. جسد بوعزيزي فقط أعاد الذاكرة لذكرى مضمخة بأجساد ودماء أخرى أهرقت هنا وهناك من أجلها.. جسد بوعزيزي فقط سمح لها أن تقطف الأرض شبرا بشبر لتلاقي جلالة الأمة وتردد معها"عاشت الأمة..انتصرت الأمة".. إنها الحرية التي ما إن تتسلق ملامحها، حتى تجد نفسك وجها لوجه أمام كلمة ثقيلة يصعب قص رسمها من تاريخ فلسطين، وجسمها من جغرافية بلاد النيل والكثير من الأمصار.. لطالما سكنت بهدوئها الصاخب ضلوع الشعر، وتوسدت أنغام الوتر،وتلحفت قسمات النثر..إنها"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"..وما تشوف إليه ولا يزال كل مكلوم وأسير ومخنوق من دخان الرأسمالية والعولمة..وغيرها من المسميات التي ملأت الأرض طولا وعرضا.. هي اللفظة العملاقة الأكبر حجما وكثافة من طموحي وطموحك..لا يتغير لها لون ولا طعم ولا رائحة نكرة كانت أم معرفة.. و مهجة الإبداع التي لا تخبو،بل هي كل الإبداع الذي التقطه قلبي يوما قبل سمعي في أنشودة رائعة عن الثورة السورية..لتنثره الأنامل حكما عن الحرية"..وان كسرتم قلمي..وحبستم نغمي..فلم ولن تكتموا حريتي كما ألمي.." فمهلا يا مسافرا فيما أنجبه كلمي..أصغي السمع والبصر والفؤاد لهفهفات حريتنا التي سكبها فتية الوطن على نواصي الأزقة وأقدام الشوارع.. مخضبة"بالدم والدم"لسبب وكفى هو أنهم أدوا قسم الحرية أمام الحرية،وتيقنوا عين اليقين أنها الوطن الكبير الذي يجمع ولا يفرق،و لا يعترف بحدود أو مسافات أو اختلافات.. الحرية خد بلا دمع وقلم حر وطفل بمحفظة مدرسية وشاب بواقع يطاول أمله الأشم وعيش كريم بلا استبداد ولا فساد.. إنها وسام الفخر الذي تارة يسلم الأجيال تلو الأجيال شهادات عن صلاح الدين وأحمد الذرة والبوعزيزي وحمزة الخطيب..والأحرار الذين لا يموتون.. وأخرى تتسلم منه الأجيال يواقيتا ودررا،من شهادات توكل كرمان وثوار ليبيا وسوريا..والذين قدموا جميعا عربونا للحرية..ولا يزال النضال لأجل الحرية مشمرا عن سواعده في شتى بقاع العالم العربي الحبيب..ببساطة مركبة لأنه النصر.. فشتان إذن بين الشهادتين! فيا باحثاعن رأيي في الحرية التي ينشدها أبناء جلدتي أقول لك انها عندنا كما عند الطبيب الأخصائي في علاج أمراض الأحذية" الخبز" الذي يجري وراء بريقه الذي لا يضاهيه بريق درهم أو دولار.. بجسد منهك طول الحياة قبل أن يولي القهقرى إلى ضفته ولك أن تمعن النظر فيه جالسا القرفصاء جنبا إلى جنب بائعة الجزر العجوز "أم محمود" وطفلها اليتيم -الذي إلى الآن يبحث عن حل صعب لمعادلة في درس الحرية عن ماهية الفرق بين الأكل عند البؤساء،والازدراد عند الأغنياء- وآخرون.. بينما على الضفة الثانية لامحالة سيصادف فضولك شباب الحرية بهامات شعاراتية وحفنة من مطالب "رغيف الحياة" وزيادة على ما في الضفة الأولى: "حرية".. فلا مكان بقي أو سيبقى مع الحرية التي يتوق إليها "أبناء أمتي".. فما عاد الحطب يخنق اللهب.. وبين الضفتين سفينة التاريخ تتهادى منتظرة ما قد تجودان به لجلالة الأمة.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !