السلام اسم من أسماء الله تعالى
- (هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن ) والله سبحانه (محب) فهو يحب المحسنين ويحب الأتقياء ويحب الصالحين، ولفظة الكراهية لا يستخدمها الله تعالى حتى أنه سبحانه عندما يتحدث عن الكفار والظلمة والمجرمين فإنه لا يقول والله يكره الكافرين مثلاً …. لا بل تجده جل وعلا يقول
- ( والله لا يحب الظالمين)
- و( الله لا يحب الفساد ) فهو يفضل التعبير بكلمة (لا يحب) بدلاً من كلمة (يكره ) لأن البشر - حتى الكافرين- عباده الذين خلقهم بيده وأوجدهم من العدم بقدرته ولا يرضى لهم الكفر ( ولا يرضى لعباده الكفر)
والتدين هو حب الله ولكى يصبح التدين حقيقة واقعية يجب على الإنسان إتباع هدى الله الذى أنزله على الأنبياء والمرسلين لا نفرق بين أحد منهم:
- قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله
- وذكر بالقرآن من يخاف وعيد (قل إنما أنذركم بالوحى)
وسبل السلام هى الوسائل والطرق والأساليب والقوانين والأعراف والدساتير التى تضمن وتؤكد على كرامة الإنسان التى تتمثل فى:
1-حرية الإنسان فى الدين الذى يختاره
2-والفكر الذى يعيش عليه
3-والإتجاه الذى يحبه
دون قهر من مخلوق ودون خوف من سلطة ودون رعب من الإغتيال أو القتل أو السجن أو التعذيب فعندما توجد فى الحياة قوانين ودساتير وأعراف تحقق ما سبق فهذه هى سبل السلام: ( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم )
السلام هو الشعور الحقيقى والمؤكد بالطمأنينة والأمن والصفاء من منغصات الحياة، وهى كلها أحاسيس تعيش وتترسخ داخل العقل البشرى وتصل به إلى قمة درجات الرقى الإنسانى والفكر البشرى، فإذا تحققت هذه الأحاسيس وصارت واقعاً مفروضاً وحقيقة ملموسة أى عاش الإنسان فى بيته وعمله ومجتمعه آمناً مطمئناً على نفسه وأهله وماله من أى عدوان أو غدر أو خيانة نستطيع عندئذ وصف هذا الإنسان أنه يعيش فى سلام وأن نصف هذا المجتمع أنه طبق العدالة وحافظ للإنسان على الكرامة التى أوصلته إلى سبل السلام .
والسلام حق ربانى مكفول لكل إنسان مادام يعيش فى أمن ولا يعتدى على أحد مهما كان دينه أو لونه او عرقه أو جنسه أو فكره أو توجهه فليس لمخلوق شأن بذلك بل هو شأن الخالق سبحانه الذى لم يخلق أحدنا عبثا :
أفحسبتم أنما خلقناكم عبثأ وأنكم إلينا لا ترجعون
وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابأ يلقاه منشورأ إقرا كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبأ
انظر فى الآية السابقة فهى تخاطب (الإنسان) وليس المسلم فقط بل كل إنسان وأى إنسان فى أى زمان ومكان مهما إختلفت العقائد والأفكار والأديان فالذى يحاسب الإنسان هو الله رب الإنسان وليس عبداً من عباده فتعالى الله علواً كبيراً من أن يوكل عبداً من عباده بمحاسبة الناس على أعمالهم فهو وحده مالك الملك ومالك يوم الدين.
ودار السلام هى جنة الخلد التى وعد الله بها عباده الصالحين والتى يتمتع داخلها الإنسان بسلام الذهن وصفاء العقل ويستريح من منغصات الحياة مثل الموت والمرض والحروب والقتل والإرهاب والخيانة والغدر وسماع الألفاظ القذرة ومشاهدة الأفعال الحقيرة ويستريح من القهر فلا أحد يجبره على مذهب معين أو منهج أو فكر ولا أحد يرعبه فى زنزانة أو يعذبه بسوط أو بكهرباء أو بسكين ولا أحد يقطع لسانه عندما يقول الحق أو يقطع يده عندما يدافع بها عن برىء أو يفضح بها مجرماً أو لصاً مسيئاً.
وإذا نجح الإنسان، ويا ليته يفعل، فى تحقيق سبل السلام التى نختصرها فى تحقيق الحريات والعدالة الإجتماعية والمحافظة على كرامة الإنسان وتأمين حياته وإستقراره ضد القتل والغدر والإغتيال والخطف والتعذيب والتنكيل وضد القهر والذل والخوف والرهبة ، إذا نجح الإنسان فى ذلك فقد وصل إلى إيجاد صورة مصغرة من جنة الخلد التى يعد بها الله عباده الصالحين.
أيها الكارهون للسلام يا من ملأتم الأرض حروباً وقتلاً وإرهاباً وأجريتم على الأرض الطيبة الطاهرة أنهاراً من دماء الأبرياء ألم يئن الأوان لتعلموا أن القتل والإرهاب والتعذيب والتنكيل والغدر والخيانة كلها من تعليمات الشيطان الرجيم الذى أقسم منذ الازل لرب العزة سبحانه قائلا ( فبعزتك لأغوينهم أجمعين)
وأى غواية وأى ضلال وأى جريمة أبشع من قتل الأمن وحرق الحب وحجب السلام عن الأرض الطيبة التى خلقها الله ليعبد فيها بالحب والرضا والكرامة والسلام.
التعليقات (0)