مواضيع اليوم

والله عيّب

www.mohawer.net

2009-01-31 22:19:40

0

لولا الله ثم إبداعات الإنسان الغربي التي بعثت الكثير من التقنيات؛ لبقي بنو يعرب وأشباههم على ما كانوا عليه قبل ألفي سنة، إن السيارة والطيارة ومكيف الهواء وحبة الدواء ووفرة الغذاء والكساء وتنقية الماء ووسائل التواصل والاتصال و 90% مما بين أيدينا والتي سهلت على الإنسان اليوم أغلب مصاعب الحياة إن هي إلا نتاج جهود الإنسان الغربي والذي نتواصى على نبذه وطرده وقتله وكرهه وندعو بمناسبة وبغير مناسبة بأن نوقف تزويده بالنفط، كي تشل حركته وتجمد الدماء في عروقه وكأننا قادرون بدون جهوده على تدبّر أمورنا!
كل ما لدينا هذا النفط وكنا في السابق وإياه كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول، ولولا مشيئة الله ثم مبادرة العقل الغربي لبقينا إلى اليوم نترصد الحجيج، ثم رغم اكتشاف النفط منذ سبعين عاماً فلا زلنا نعتمد على العقل الغربي في إنتاجه وتصنيع مشتقاته ودورنا فقط هو في استهلاك إيراداته في أغراض 90% منها سخيفة ومؤقتة، ولا أدل على ذلك من كثرة الاستراحات والمطاعم والصيدليات والمخيمات البرية والونيتات وبيوت الشعر في الأفنية، في حين لا زلنا نستورد حتى الملاعق والشوك والإبر التي نخيط بها ملابسنا!!
هل يستطيع أحدنا أن يورد اسم مخترع عربي أو أفريقي أخترع وسيلة لحل مشكلة حياتية، كتكييف الهواء أو تنقية الماء أو تحسين البناء؟
لو لم يخترع الغرب سبل حيوية لاستخدام النفط لبقي بين يدي بني يعرب مجرد طلاء لجرب الإبل.


99% مما أنتجه العرب منذ بعثوا وحتى اليوم أتى في علوم الدين وفي اللغة وخصوصاً الشعر الشعبي و وتفسير الأحلام و والتنبؤات المؤسسة على أساطير لاهوتية وصحراوية... ليل وخيل وخر جبابرة وهبي بصحنك والمهدي المنتظر وطحن قرون منذ نزلنا من سفينة نوح إلى اليوم!!

الغرب أهتم بالمعلومة الإيجابية فأنشأ مراكز البحث العلمي و التي أثمرت تقنية حسنت ظروف الإنسان والحيوان والنبات ومعظم ما يتعلق بالحياة الدنيا، في حين أن شعوبنا شغلها الشاغل اللاهوت والسحر والشعوذة والشعر النتبطي والقنوت و التذمر و اللهث وراء الغيبيات والروحانيات وكل ما يخص الحياة الآخرة وما ورائها.

ويبدو أنه ما دامت الثروات الطبيعية موجودة في باطن أراضينا وهناك من يحتاج إليها فإن سلالاتنا ستبقى بدائية دونية مع توفر الحد الأدنى من الغذاء والكساء والدواء، مجرد كائنات مستهلكة عالة على العالم المنتج يصنّع لها الغذاء لتتناسل والدواء لتبقى والسلاح لتتناحر، وبمجرد أن يستغني العالم المتحضر أو تنفد تلك الثروات؛ ستفنى هذه الشعوب التي هي اليوم أكثر بدائية منها قبل خمسة عشر قرن.
نحن فقط نغرف نفط ونبيعه ونتناسل ونأكل و نتداوى ونهذي و نشجب ونلوم ونلعن ونهدد ونتوهم أننا نحتكر الحقيقة اللاهوتية الأخروية، حيث النعيم المقيم والحور العين ولحم الطير ولا شغل ولا مشغلة، حتى أن البعض أستعجل الذهاب إلى هذا الحلم منتحراً، آخذاً في طريقة جمع من الأبرياء صوّر له أن قتلهم جواز عبور له إلى ذلك العالم؟
انفجار سكاني غير مسبوق - غزارة في إنتاج البشر وسوء في التأهيل والإستخدام و التخزين والإتلاف.

جرد المدن العربية من كل منتجات الغرب في كل شأن، وأنظر ماذا سوف تحول إليه!!
ستجد أن القاهرة والرياض و دمشق تحول إلى أكواخ من الطين متلاصقة نصف قاطنيها من المواشي...

والله عيب أن تناصبوا إنسان الغرب العداء وأنتم عالة عليه في كل شأن من شئونكم.

ومع هذا وللجهل وسوء التدبير والتدبّر فإن معظم الغذاء الذي يباع في أسوق الوطن العربي غير صالح للاستهلاك الآدمي والحيواني ، ولذا فإن أسواق العزيزية تبيع الكيلو الواحد من الطماط الهولندي الطازج السليم بمبلغ اثنان وأربعون ريال وكيلو الخس كذلك.
الدجاج المجمد " دو " الفرنسي والذي يباع في أسواقنا ممنوع بيعه في فرنسا و أسوق الدول ألأوربية لعدم صلاحيته أما الإنتاج المحلي فليس أكثر من هرمون وكمكل وألياف من شأنها تشويه الإنسان في عقله وخَلقه وخُلقه.
وحدث ولا حرج عن رداءة بقية البضائع من الدبوس إلى أف 15، ومن حبة الدواء إلى غرفة العمليات...

أسوق الخليج أكبر سوق مستهلك للأدوية والأسمدة الرديئة، وللفياقرا و استكات المصانع.
وفي السنوات الأخيرة راج الأستك الفكري والثقافي في سوق مضارب تغلب وربيعة.

المثير للقرف أن ثورتنا الثقافية الرائجة اليوم تتمثل في مزاين الإبل ومهرجانات شعر النبط و محاضرات الدعاة و الأناشيد الإسلامية و التفاخر القبلي وقضايا تكافئ النسب؛ في حين على الجانب الآخر يتحدثون عن الانحباس الحراري و الشفرة الوراثية والاستنساخ والجينات و شح المياه العذبة و ترشيد الطاقة والبحث عن بدائل ومصادر غذاء جديدة و أنفلونزا الطيور ومرض الإيدز.
لو كان لي من الأمر شيئاً لطرحت مشاريع إدارة البلدان المتخلفة في مناقصة عامة لا يتقدم إليها إلا شركات غربية، فحكوماتنا ونخبنا و مثقفينا ثبت أنهم ليسوا أهلاً لأن يدبروا أمور أنفسهم فضلاً عن أن يتدبروا أمور شعوب ويسوسوا دول.
إن أسوأ نموذج بشري موجود على ظهر هذه الأرض اليوم، هو النموذج الخليجي الذي اكتفى من الحضارة بأن يصبغ بدنه وجمله وداره وعقله ومنطقه بالنفط، أما جوهره – عقلاً وفهماً ورؤى وتطلعات - فهو هو لم يطرأ عليه أي تغيير منذ عصر طسم وجديس وعاد وثمود ... إلى يومنا هذا..سلام
--------
 
منتدى محاور



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !