وَالدَّمْعُ تَرَقْرَقَ كَالقَطْرِ
في قصيدته "عروس في الأسر" قال :الشاعر الياصيدي الكنعاني
ابو نادر
وَالحُزْنُ يُلَبِّدُ أَجْوَائِيِ
وَالدَّمْعُ تَرَقْرَقَ كَالقَطْرِ
يومها كانت لي مداخلة ان الدمع حتى ولو كان كالمطر غزيرا فانه يبقى كماء البحر مالحا ..والقطر ماءًحلواً...وهو ماء غلي مع السكر ويضاف للكنافة والكلاز ومعظم الحلويات لتكون فعلا حلويات ,وجاء الخطاب من الاخ بشار وأظنه مازحا كانت نصيحة اياك ان تحشر نفسك بين النقاد والشعراء رغم علمه صعوبة ذلك بالنسبة لي ولو أخطأت ...وارجو ان يقرأ عزيزي بشار والمناور المثابر ابو علي هذا البحث حيث اكد تلفونيا على اقتراح ونصيحة ابا حسني لي بتجنب التعليق على القصيد خاصة ان كان الشاعر الجميل ابو نادر والمعلق الاخت فدوى والاخ الغوراني عمر .....وفي هذا البحث تجولت بايات الذكر الحكيم والنزرِ من ابيات القصيد وما اكثر وهي تصف الماء بحالاته الثلاث ووثقت ذلك بالصور وكان هذا البحث مع اطيب تحياتي
عوني ظاهر
حالات الماء
الحاله الصلبة
يقول تعالى
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ
ومن الأبيات الرائعة التي قيلت في الثلج تلك التي قالها أبو جعفر بن سلام المعا فري المتوفى عام 550م وقال فيها:
ولم أر مثل الثلج في حسن منظر تقر به عينٌ وتشْنَؤه نفسُ
فنارٌ بلا نور يضيء له سناً وقطرٌ بلا ماءٍ يقلِّبه اللمسُ
وأصبح ثغر الأرض يفترُّ ضاحكا فقد ذاب خوفاً أن تقبِّله الشمس
وهذه أبيات جميلة لابن خفاجة في وصف الثلج يقول فيها:
ألا فَضَلتْ ذيلَها ليلةٌ تجرُّ الربابَ بها هيدبا
وقد برقع الثلجُ وجهَ الثرى وألحف غصنَ النقا فاختبى
فشابت وراء قناع الظلام نواصي الغصون وهامُ الربى
وقال ابن حمديس يصف البرد
نثر الجوُّ على الأرض بَرَدْ أي درٍ لنحورٍ لو جمدْ
لؤلؤٌ أصدافه السحْب التي أنجز البارق منها ما وعدْ
ذوَّبتْهُ من سماء أدمعٌ فوق أرض تتلقَّاه نَجَدْ
وهذان بيتان جميلان في وصف البرد وهو يتساقط من السماء والريح تعبث به فتبعثره قالها أبو بكر عبد المعطي بن محمد بن المعين:
كأن الهواء غديرٌ جَــمَد بحيث البرود تذيب البَرَدْ
خيوطٌ وقد عُقدت في الهوا وراحةُ ريحٍ تحل العُقد
الحالة الغازية
يقول تعالى
وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا
ويقول الشاعر :
ألسحبُ تَرْكضُ في الفضاءِ الرَّحْبِ رَكْضَ الخائفينْ
والشمسُ تبدو خَلْفَها صفراءَ عاصِبَةَ الجبينْ
والبحرُ ساجٍ صامتٌ فيه خشوعُ الزاهدينْ
لكنَّما عيناكِ باهِتَتَانِ في الأُفقِ البعيدْ
الحاله السائلة
يقول تعالى
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ
وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ
وهذه الأبيات الرائعة لابن حمديس في وصف بركة من الماء في أحد القصور وقد احتوت على تماثيل لأسود تقذف الماء من أفواهها...
ولعل لفن النقش والنحت والزخرفة الذي كأن سائداً آنذاك أثر كبير في جمال هذه الصورة التي رسمها الشاعر بكل براعة:
وضراغمٍ سكنت عرين رياسة ٍتركت خرير الماء فيه زئيرا
فكأنما غشَّى النُّضارُ جسومَها وأذاب في أفواهها البلورا
أُسْدٌ كأن سكونها متحركٌ في النفس،لووجدت هناك مثيرا
وتذكَّرت فتكاتِها فكأنما أقْعت على أدبارها لتثورا
وتخالها والشمس تجلولونها ناراً ،وألسنَها اللواحسَ نورا
فكأنما سَلَّت سيوفَ جداولٍ ذابت بلا نارٍ فعدُنَ خريرا
وكأنما نسج النسيمُ لمائهِ درعاً، فقدَّر سردَها تقديرا
وبديعة الثمرات تعبر نحوها عيناي بحرَ عجائبٍ مسجورا
شجريةٍ ذهبيةٍ نزعت إلى سحرٍ يؤثر في النُّهى تأثيرا
قد سَرَّحت أغصانَها فكأنما قبضت بهن من الفضاء طيورا
ويقول الشاعر رائق أنيق: يصف المطر
وروض عن صنيع الغيث راض
كما رضي الصديق عن الصديق
يعير الريح بالنفحات ريحاً
كأن ثراه من مسك فتيق
كأن الطل منتشرا عليه
بقايا الدمع في الخد المشوق
ويصف الشاعر ... أكرم صبحي خضر في قصيدة طويلة البحر وماء البحر جاء فيها
علمني هذا البحر فنونَ الصبر
فبين يديّ يفرّ البرُّ
ويغدو البحر بلا عنوان
علمني هذا البحر بأن
اليأسَ صديقٌ للأمواتْ
يموجُ البحر جبالا
تفزعُ راكبه
وإذا ما البحر تهادى
يشبه نيلا أو كفرات
علمني أن الأمة مهما تضعفُ تضعفُ
يوما تشمخ مثل السروٍ
في الطرقاتِ
وفي الغاباتْ
ويقول ابو تمام
ديمة ٌ سمحة ٌ القيادِ سكوبُ مستغيثُ بها الثرى المكروبُ
لو سعتْ بقعة ٌ لإعظامِ نعمى لسعى نحوها المكانُ الجديبُ
لذَّ شؤبوبها وطابَ فلو تس طيعَ قامتْ فعانقتها القلوبُ
فهيَ ماءٌ يجري وماءٌ يليهِ وعَزَالٍ تهْمي وأُخْرى تَذُوبُ
كشفَ الرَّوضُ رأْسَه واستسَرَّ المَحْلُ منها كمَا اسْتَسَرَّ المُريبُ
فإذا الرى ُّ، بعدَ محلٍ وجرجا نُ لَدَيْها يَبْرِينُ أَو مَلْحُوبُ
أَيُّهَا الغَيْثُ حَي أَهْلاً بِمغْدَا كَ وعندَ السرى َ وحينَ تؤوبُ
واختم مع ابى فراس الحمدانى قائل هذه الكلمات
معللتى بالوصل و الموت دونه....إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر
الى لقاء مع تحيات عوني ظاهر
التعليقات (0)