واقية للاذن!

علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي

 فتحت موجة البرد الكانونية الاخيرة ابواب الاسواق العراقية على نوع جديد من الاغطية لم اجد له اسما محددا لكن سأطلق عليه (واقية الاذن)… اقول موجة البرد الكانونية استنادا الى المثل الشعبي الذي يقول:(اللي يسافر بكانون يكون مجنون!!) ولا ادري ما علاقة السفر ايام البرد بالجنون! وقد ظننت اول وهلة- ولا اقول اول نظرة التي ربما تقود الى العشق- ان الذين يرتدون واقية الاذن مصابون بالصمم وهم بحاجة الى المتنبي ليصدع بقوله (واسمعت كلماتي من به صمم)! حتى علمت ان مستوردا عراقيا ذكيا رأى كثرة اصابات العراقيين بالتهاب الاذان فاستورد هذه الواقيات بانواعها والتي صارت موضة الشباب هذه الايام حفاظا على الصحة طبعا نظرا لارتفاع اجور اطباء الاذن والانف والحنجرة واللسان! وارى ان هذا النوع من الواقيات مفيد ليس خارج البيت وانما داخله خاصة عند الازواج الذين يعانون الامرين من زوجات جاحدات كثيرات التذمر والشكوى ويمكن للشركة المصنعة له تطويره وجعله واقيا للسمع وربما يضاف له (فلتر خاص) لتصفية الكلام غير اللائق واخفاء الطلبات غير الواقعية على طريقة القائل (يدخل من هذه الاذن ويخرج من هذه الاذن) او يمكن ان تزدهر مثل هذه التجارة لو استخدمت في السيارات ودوائر الدولة وسوق الصفافير! بل يمكن اعمام هذه الفوائد حتى على الحجاج العائدين من مناسك الحج فالحاج الذي ادى ما عليه من فروض الطاعة ليخرج من الذنوب كيوم ولدته امه فاذا به يفاجأ عند دخوله بيته بجوقة موسيقية تضرب الطبل وتعزف (المزيقة) ترحيبا بمقدمه ليباشر في ذنوب جديدة ولو كان يمتلك واقية اذن حقيقية على وفق مواصفات عالية في حجب الاصوات النشاز لما اضطر ان يقول (كأنك يا ابا زيد ما غزيت).!!