بقلم عزالدين مراغب
هناك عقدة نقص رهيبة يعاني منها الكثير من مواليد السعودية بمختلف جنسياتهم واعراقهم, و تلك العقدة تتمثل في ( انا اجنبي ) يرتدون نظارة مصنوعة من الوهم
يرون من خلالها الحضارة الانسانية و الرفاه والمجد تختصر في الدولة السعودية!
خيل اليهم ان السعودية اعظم دولة في الوجود واكثرها ثروة و امنا!! وتوهموا أنهم اقل مرتبة من السعوديون, ويرجع ذلك الى وسائل الاعلام السعودية المتمثلة في صحيفة عكاظ وغيرها من الصحف التي تعمد الى وصف الاجانب بأمم همجية وافدة من بلاد مختلفة طامعة في خيرات السعودية و يتكاثرون كالفئران, ويأكلون الأخضر واليابس! ودائما تعمد تلك الصحف الى عدم التفريق بين عامل اتى الى السعودية قبل عام او عامين لايعرف كلمة واحدة باللغة العربية قبل ان يأتي الى السعودية وبين انسان ولد ونشاء في المملكة ولايعرف بلاد اخرى غير السعودية ولا عادات غير العادات السعودية ولايعرف مدنا غير جدة والرياض والقصيم ومكة ولا يعرف احياءا غير البلد والنزلة والرويس والدوبية والبطحاء و العوالي,
اليس هناك فرق بين الذي اتى الى المملكة قبل عامين ليعمل سائق مقابل بضع مئات من الريالات, وبين انسان خرج الى حيز الوجود و وجد نفسه في هذه الدولة ..وبعد ان كبر قليلا واصبح يعي ماحوله ادرك ان هذا البلد ليس موطنه الاصلي وانما هناك بلد آخر قدم منه والديه, و _وجوده في السعودية مرهون بمزاج كفيل والده وفي حال ارتكب اي مخالفة سوف يرحل الى بلاد بعيدة لايعرف عنها شيئا وتلكم البلاد هي موطنه الاصلي!
وكيف تأملون منه ان يتقبل نفسيا ومعنويا بهذه الحقيقة المؤلمة؟! بعد ان عاش كل تلك السنون في بلادكم!, امن السهل ان يقتنع انه لا ينتمي الى هذه البلاد جملة وتفصيلا على الرغم انني لا اتطلع ابدا الى الجنسية السعودية إلا انني اتعاطف مع المواليد واشعر بمعاناتهم و يؤلمني مصابهم ,
لاشيء يربطهم ببلدانهم الاصلية سوى الاوراق التي يحملونها, ويتحدثون اللغة المحلية بطلاقة حتى المواطنين انفسهم لايميزون بين السعودي والمولد إلا بصعوبة ,
لاشيء يسرهم في واقعهم المزري,
يفكرون بماضيهم يتذكرون تلك السنون وطفولتهم في حواري جدة والرياض ..
يقفزون الى الحاضر .. لايجدون سوى مشاكلهم المتمثلة في تجديد الاقامة وغيرها من المشاكل.. تنهال عليهم كالسيل الجارف لتقلب مواجعهم,
يهربون الى المستقبل انه سراب لايلوح في افقه سوى الكفيل المزاجي ..
وقرارات وزارة العمل التي لاتفرق بين وافد ومولد !! لعلي لا ابالغ عندما اشبه علاقة المواليد مع هذه الدولة بحكاية حب من طرف واحد بين رجل ( هلفوت) تمتليء نفسه حبا وشغفا لحسناء شديدة الجمال, وبينما الحسناء لا تعيره اي انتباه !
وفي الحقيقة لانستطيع ان نغصب الحسناء على حب (الهلفوت) وكما اننا لا نستطيع
ان نلوم السعودية لعدم منحها الجنسية للمواليد, لكل دولة سيادتها وخصوصياتها
وهناك حقيقة يجب على مواليد المملكة ان يعوها جيدا "
ان العالم لايختزل ولايحصر في السعودية ابدا , اعرف ان السعودية هي مهبط الرسالة وفيها المدينة ومكة حيث مهوى افئدة المسلمين واعرف ان السعودية تعتبر الموطن الروحي لجميع المسلمين ولكن في نفس الوقت ان السعودية ليست اغنى دولة في العالم ولا تحتل المراكز الاولى في جميع المجالات ويجب عليكم ان تعوا ان البند الاول من ميثاق حقوق الانسان ينص بأن كل البشر يولدون احرارا ومتساوين بالكرامة والحقوق ,
بمعنى انتم لستم اقل قدرا من احد, يكفيكم فخرا انكم بشر قبل كل شيء ويجب عليكم ان تتخلصوا من عقدة (انا اجنبي)
والبند الثالث عشر من ميثاق حقوق الانسان العالمي ينص : لكل انسان الحق بحرية التنقل في العالم , والبند الرابع عشر ينص : لكل انسان الحق في طلب اللجوء إلى أوطان أخرى,
إذن ما اريد ان اصل اليه من خلال عرضي لنصوص ميثاق حقوق الانسان
بأن بلاد الله واسعة وفي حالة بلدانكم تعاني الحروب او مشاكل اقتصادية
فهناك دول كثيرة ترحب بكم اجمل ترحيب ,وليس هناك صحف صفراء تعاني من ازمة اخلاقية وفكرية تعنتكم تارة بالاجانب وتارة اخرى بالعمالة السائبة.
التعليقات (0)