مواضيع اليوم

واقع إنسان اليوم ..!

طارق غنيم

2012-01-12 15:23:08

0

 

واقع إنسان اليوم ..!

تعيش الإنسانية اليوم فراغاً نفسياً  وهي تبحث عن حقيقة مجهولة لا تستطيع الاهتداء إليها رغم تخبطها ومعاناتها وألمها النفسي ، فتعيش في أزمة تأمل الخروج منها إلى استقرار وأمن مجهولين عجزت عن توفيرهما كل وسائل الإشباع المادي .. ولو طرحنا سؤالاً لإنسان اليوم بقولنا له : ما نوع الأمن والاستقرار الذي تنشده؟ وهل هي في زوايا العولمة المعاصرة ؟ وقد قيل ليس من السهل الإجابة على هذا السؤال برغم اشتراك علماء النفس والتربية .. الخ

وللتأكيد عن صعوبة الإجابة عن السؤالين هو ما يعيشه إنساننا العربي اليوم على نحوٍ عام والإنسان اليمني على نحوٍ خاص من حالة غليان جاء كنتيجة منطقية لمصادرة الحرية والمواطنة المتساوية، وتدمير وظلم وقهر طال الغالبية من الضعفاء من قبل قلّة الأقوياء.. وكمثال فقط للحالة اليمنية التي شابها شبه توقف للحياة التنموية للبلد قرابة العشرة أشهر، وما عاشته وتعيشه مخرجاتنا في غالب نظمنا الاجتماعية من سوء وترهل ووهن فرضته عليه سلوكيات إدارية مارستها قيادات فاشلة صعدت إلى هرم النظم بطموحات غير مشروعةـ والتي ولّدت صراعاً نظمياً غرضه التهام القوي الضعيف أو أن يكيد الضعيف القوي بدفاعاته في محاولات للبقاء أو تمزيق القوي..الخ.. وفي غالب تلك التصرفات تطغى المصلحة الذاتية والأنا الممقوتة على كل ما هو مفيد في البلد مُلتمسين من تصرفاتهم تلك وكما يقولون الطريق إلى استقرار حياتهم وأمنها، ولم تدرك أنها أسهمت إلى حدٍّ كبير بفرض صراعٍ نظميٍّ ــ مؤسسي، وهو لا يمت بصلة إلى أخلاقيات النظم ومعاييرها ــ أدى إلى ما نلمسه اليوم في حياتنا اليومية محلياً وإقليميا ودولياً فكان وما زال  الإنسان العربي اشد ضياعاً وتخبطاً وخوفاً وهو ينشد اللحاق بركب الأخر في التحسين والتطور لنوعية حياته المأمولة دون التأكد من صلاحية أدواته وممكناته ..

إن النظم التعليمية نظماً بشرية في غالبيتها ولأنها المغذي الوحيد بمخرجاتها لبقية النظم المصاحبة، فهي أشد ما تكون بحاجة إلى أن تنطلق في مختلف عملياتها من منظومة أحادية المحور الإيماني لتضمن فعالية بُعد الأداء ونوعيته، وأن بذلك قد يستطيع الإنسان الإدراك بأنه ليس مسؤولاً فقط أمام رئيسه ــ قائده، مديره ــ المباشر ومجتمعه ووطنه، بل ومسؤولاً في الوقت ذاته أولاً أمام الله الذي لا تخفى عليه خائنة الأعين وما تخفي الصدور .. فإذا كنا ننشد الأمن والاستقرار وجودة الإدارة الفعّالة لنُظمنا الاجتماعية والطمأنينة، فلا بد لنا من العودة إلى  الإيمان بالله والتوجه الصادق إليه في أداءات رحلتنا النظمية ــ المؤسسية ــ التي سيطر عليها عالم المادة وأغفل من محتواها عالم مرتكزها الإنساني وحاجاته الروحية والوجدانية والبدنية..الخ . وصدق الله القائل " الذين امنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون" وقوله " الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ".

ويبقى المفروض على قادة نظم اليوم كافة والقائمين عليها العودة إلى بعد الفطرة الإنسانية والحفاظ عليها من الانحراف وتوجيهها وفق القيم الإيمانية إن أردنا الطمأنينة في نظمنا الاجتماعية وفي نوعية حياتنا المطلوبة فقد قال علي رضي الله عنه " لا حياة لخائف " فلا بد من اقتلاع القيم السلبية كالحقد والأنانية والمكر والزور والخداع والعدوان .. الخ ، ومقت الظلم حتى تكون مكونات النظم الاجتماعية ذاتها في اتزان ومحفزة للإبداع والتجويد ، وكل عمل وأداء يقوم به الفرد هو تعبير عن بناؤه ونوازعه وما هو راسخ لديه من عقيدة.. وصدق الله القائل " قل كل يعمل على شاكلته فربكم اعلم بمن هو أهدى سبيلاً " .فالفاسد يرى الكل فاسد والشجرة الطيبة لا تثمر إلا طيباً..

ولأن دموع البسطاء قد وضعت بين أيدي رئيس وأعضاء حكومة الوفاق فأتمنى عليهم أن يتبنّى كل منهم إيجاد غرفة عمليات مجهزة بوسائل الاتصال والتواصل مع المواطنين مباشرة، وعلى مدار الساعة ليس لسماع أنين المواطن ومعاناته فحسب، بل ولأن يعمل الوزير ما أمكن من أجل أمن المواطن واستقرار عيشه في ظل هذا الوضع الاستثنائي.. فهل بالإمكان ذلك؟ أم سيظل الوزير في إجازة عن المواطن كما عهد ذلك؟

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !