مواضيع اليوم

واقعٌ يخلو من القدوة .

طارق غنيم

2011-07-28 16:51:01

0

 واقعٌ يخلو من القدوة ..


  إن أوضاعنا الوطنية والدينية لا تخفى على أحد وما أصابها من وهن الانقسامات فكرية، دينية، مذهبية، أيدلوجية، اقتصادية، سياسية وإدارية.. الخ، وقد شرب كلٌ حسب ظمأه واقتدى بشاكلته ومزاجه وأهدافه .. ولأن الفطرة الإنسانية جُبلت على حب التقليد، فالطفل يبدأ بالاقتداء بوالديه أو أحدهما – كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه - ثم بأقرانه سلباً أم إيجابياً، رغبة من الطفل في إشباع حاجاته الفطرية دون توجيه .. ويسهم الضّخ الثقافي المعاصر وغير المقنن لمصادر المعرفة المختلفة وسلوكها كوسائل الإعلام الالكترونية والرقمية .. الخ، في صياغة قدواتٍ وهمية للصغار.
إن مفهوم القدوة هو: إتباع فعل وقول الغير من قيم وسلوك يؤمن بها المقتدى لإعجابه وحبه للشخص القدوة رغبة في السمو والنجاح، وتنقسم القدوة إلى:
1- مطلقة: وهي محصورة على الرسول صلى الله عليه وسلم لعصمة الله له, قال تعالى "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة"..
2- دون المطلقة: وهي محصورة في الصحابة رضوان الله عليهم والتابعيين والسلف الصالح والأئمة والعلماء..
3- الحالية أو المعاشة: وهي محصورة في من يصلح الاقتداء به من معايشته في هذا العصر أكانت دينية أم اقتصادية أم إدارية أم سياسية .. الخ.
ولأننا نعيش عصراً غلب عليه طابع الإنسان المادي في إدارته ومسلكه، سنتناول هنا النوع الثالث من القدوة لما تعانيه العلاقة المجتمعية والنظمية من مرضٍ تنموي وسياسي استفحل فينا .. وأصبحت الظروف المادية هي من تسيطر على إنسان اليوم وتحكمه في صياغة سلوكياته وعلاقاته دونما اعتبار لأخلاقيات المهن السامية أكانت خدمية أم استثمارية أم سياسية .. الخ. فيصبح مع الأسف قادة النظم قدوة لأتباعه وبعض مجتمعه الأضعف .. إذا كانت القدوة هي تعزيز جوانب الطموح .. فليسأل الواحد منا نفسه بتجرد وصدق: هل ما حدث ويحدث لشباب التغيير والحرية من قادة النظم الاجتماعية أكانت حزبية أم حكومية ونخبوية وقَبَلية يمت بأي صلة إلى أخلاقيات منظومة طموح التغيير مثلاً؟ وهل أزمات الغذاء والبترول والغاز..الخ، وارتفاع أسعارها إلى ما يزيد عن نسبة 500% يدل عن وجود قادة قدوة في المجتمع اليمني؟.. لا يكتفي البعض بعدم الشراكة الوطنية بل يصر في إذلال المواطن باحتكار السلعة لرفع السعر.. فهل يُعِد ذلك الإحتكار قدوة ولمن؟ .. فأين منّا القدوة الوطنية وحياة التنمية الوطنية لبلد بأسره متوقفة لما يقارب نصف عام تقريباً؟.. أيُعقل أننا كنا ولا زلنا نعيش في زمن اللاقدوة؟! ألا يعزى انعدام الحل بسبب انعدام القدوة فينا؟!
لقد فرض انعدام القدوة على الوطن والمواطن حياة فقيرة الإنماء في المجالات كافة، فسوء التخطيط وضبابية الرؤى أدت إلى عشوائية البناء أو مزاجيته.. فهاهي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية..الخ، تقترب من حالة الجمود وهي تدخل شهرها السادس مع انفاقٍ مهول من خزينة الدولة دون إيراد يذكر والذي لا يمثل 1 % تقريباً.. فكيف يسير بلد بذلك الوضع؟ ومن يُسيّره؟!
فإذا لم يضع المرء منا بصمته في تنمية وطنه يقتدى بها فهو زائداً على الوطن كما أثبته الواقع .. ولأن الصراع الكوني القائم أصبح بين عقل وعقل لا قتل وقتل، فماذا قدم كل فرد لوطنه اليمني وأمته من انجاز وتطوير يقتدى به؟. يقول سبحانه وتعالى " ..لا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن إتقى " ألا يُعزى تفشي الفساد السياسي والنظمي والمجتمعي بسبب انعدام القدوة المُنتِج لمجتمعه ووطنه؟ تلك أضعها بين العامة والخاصة لتقييم قدوة الذات وتقوى الله فيما وكِّلوا.. أم أننا سنظل نشكوا من القدوة فقرنا ويبقى الحال كما هو عليه ليكون شهر رمضان حجة علينا لا لنا؟!!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !