شدّ شمعون بيريز رئيس الوزراء الإسرائيلي على يديّ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ضمّه الي صدره، أبدى له انبهاره الشديد بالتجربة التركية المتفتحة و المتميزة بالواقعية و الإعتدال، كما نوّه كثيرا بشجاعته التي عبر عنها بزيارة إسرائيل في خطوة لم يقدم عليها أي مسؤول رفيع المستوى بعد الراحل أنور السادات. وعند تبادل الأنخاب، أبدى شمعون بيريز إعجابه الشديد بعمق تدين ضيفه الإخوانيّ الذي عبّر عنه بطريقتين: أولاهما حرصه الشديد على تقديم رجله اليمني عند دخول أي فضاء، و اليسرى عند الخروج منه، و ثانيهما إصراره على تناول عصير البرتقال، بدل شراب المارتيني المحرّم. و بعد فراغه من كأسه الخامسة، لم يجد شمعون بيريز أي حرج في الإعلان صراحة عن إعجابه بميكافيلية الحكومة الاخوانية التي تجلت أروع ما يكون في إقدامها على قصف المواقع الكردية المناوئة، دون مراعاة لآصرتي المواطنة والدين المشتركين، و في تقديم المساعدات اللوجستية للقوات الأمريكية وهي تشق طريقها الي العراق محمّلة بأكثر من ثمانين بالمائة من الذخائر التي درجت على استعمالها هناك.
و في نهاية السّهرة، عبّر شمعون بيريز مجدّدا عن سروره بهذا اللقاء التاريخي، و قبل ان يغادر نظيره التركي متمنيا له ليلة سعيدة، همس في أذنه :
ـــ سيّد رجب صدّق أو لا تصدّق، منذ شبابي الباكر ... و بالتحديد منذ اطلعت على فكر الإمام حسن البنا ، لم أكف لحظة واحدة عن الإيمان بأممية الشعار الإخواني العظيم " الإسلام هو الحلّ"!
التعليقات (0)