تقول الصحفية إيمان السالم "كاتبة في جريدة الحياة" .. في سياق تقرير تلفزيوني عن حالة الضرب التي تعرضت لها فاطمة الشهري : "أتمنى من المسئول أن يحضر بنفسه ويرى ما حدث .!"
في البداية أشكر إيمان على تطلعاتها .. ولكن المسئول هو عبارة عن شماعة نعلّق عليها ونرجو منها .. ولا نراها .. فقد مات ضميره .. واختفى منذ ذلك الحين !
ولن تحرك فاطمة ومثيلاتها أيّ ساكن في هذا المسئول .. فمواقفه معروفة وشهامته معلومة .. ونعلم ماهية قراراته المدروسة !
والسؤال الأكثر مرارةً ، كم فاطمة في بيوتنا ..! كم من زوجة معذبةٍ باسم الشريعة في منازلنا .. وكم ..وكم !
،،
و نفسه المسئول هو من سمح للكهل الستيني .. بقتل أحلام فاطمة حين سمح له أساساً بهذه الزيجة.. فبقسمةٍ عادلة نجدها لا تمتلك عُشري عمره الذي أفناه حتماً في ضرب فاطماتٍ أخريات !
"فتكافؤ سن الزواج وزواج القاصرات" .. يجب أن يستيقظ الضمير لهما .. حتى لا تصبح قصصهما مجرد قصص عابرة نسمع عنها ولا نكترث ونقرأها فلا نبالي .. من كثرتها .
وما يحصل في مجتمعنا من ازدياد لحالات الاعتداء على الزوجات بذريعة الرجولة أو الشريعة .. له عدة مسببات ..
فتكريس مبدأ الخوف من الطلاق ونظرة المجتمع الغير عادلة والغير منصفة للمطلقة .. أحدثت شرخاً كبيراً في معادلة الزوجين ، فالعيب في مجتمعنا يتجاوز الحرام أحياناً .. ويصبحُ كلامُ الناسِ حينها هو الرقيب على الأفعال !
فافعل ما يحلو لك يا هذا .. فالطلاق عارٌ تخشاه هذه الزوجة التي ستسألُ يوماً عن معاملتكَ لها .. ليسَ من المسئول حتماً .. وإنما من رب العالمين .!
،،
ومن أهم المسببات تكريس مفاهيم ومبادئ تفضيل المرأة على الرجل في مدارسنا .. وما هذه القصص وشبيهاتها إلا بمثابة السقيا لهذه البذرة التي نشأت مع مقاعد الدراسة ..
فنرى جوانب التفضيل تطغى بينما لا تواجد للمساواةِ والعدلِ بين الجنسين .. فكما قالت الآية " الرجالُ قوامون على النساء" .. فالآية تقول "للرجالِ نصيبٌ مِمَّا اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن" .. ولكن لم نجد في مدارسنا مثل هذه المفاهيم .. بل الكثير والكثير من ومفاهيم التسلط والقوامة وشروحات التفضيل مما أنتج نوعاً من النظرة الدونية للطرف الأنثوي .. إضافة إلى ما نراه
من أفعال الضرب والإهانة .. فما مصائب أحياناً قوم إلا صنائع أيديهم !
،،
أما القضاء فهو الحلقة الأكثر غموضاً في هذه القضايا .. وكلّ علامات التعجب لا تكفي لوصف هذا القطاع الذي يأبى في كل فترة إلا أن يطلعنا على جديدة .. ولا أملك لهم سوى الدعاء بأن يصلح الله أحوالهم
ويمحوا فكرة صلاح الرجل وإثم المرأة الدائمين من أفئدتهم .!
،،
يقول الدكتور ميسرة : إذا عجز العقل .. سيبدأ الجسد بالتحدث !
التعليقات (0)