مواضيع اليوم

وادي الذئاب.. و الضباع الجبانة

Saleem Moschtafa

2010-01-21 09:48:38

0

 

يبدو أن "وادي الذئاب" الذي كان من بين الأسباب التي أفاضت الكأس بين تركيا و "اسرائيل" مؤخرا، يبدو انه قد ألقى الضوء أيضا الى هذا الوادي كما توجد فيه الذئاب توجد فيه أيضا "ضباع جبانة".

و لكي أوضح الفكرة أكثر، كلنا بتنا نعلم أن "وادي الذئاب" هذا مسلسل تركي فيه يفضح القائمون عليه السياسة "الإسرائيلية" في المنطقة و تورطها مع المافيا العالمية، و هو ما أثار حفيظة "الإسرائيليين" و طالبوا بوقف عرضه، و بالطبع قوبل ذلك الطلب بالرفض التركي و التي طالبت في المقابل "اسرائيل" بتغيير سياساتها و اصلاح نفسها عوض الإحتجاج في كل مرة.

هذا و أصرت الشركة المنتجة للمسلسل على ما جاء في العمل و أكدت في المقابل أنها بصدد الإعداد لعمل آخر يوثق جرائم "اسرائيل" خاصة بعد عدوانها الأخير على غزة.

هذه الأزمة و اصرار تركيا الرسمية و الشعبية على المضي بقناعاتها الى أبعد الحدود يجبرنا على القاء الضوء على الواقع العربي في هذا الخصوص، لذلك سأورد موقفا بعينه، اذ أقدمت منذ أيام قليلة فقط احدى القنوات العربية المحسوبة على الدولة السعودية أثناء عرضها لفيلم مصري الى حذف الجزء الذي يظهر فيه بطل الفيلم و هو يقذف العلم "الإسرائيلي".

في الواقع لست ادري هل أن الحذف جاء من الشركة المنتجة للفيلم أم هو تطوع و اجتهاد ذاتي للقناة.
في كل الأحوال و أيا كان المبادر بالحذف، فبامكاننا اعتباره مؤشر بليغ على الجبن و الإنهزامية و الرقابة الذاتية التي تمارسها تلك المواقع العربية سواء كانت سياسية أو اعلامية او ثقافية على نفسها و على المجتمعات العربية.

بمعنى أن "اسرائيل" معنا ليست بحاجة لكي يصل الأمر لكي تسحب سفراءها من الدول العربية أو تستدعي السفير العربي الفلاني لكي توبخه على هذا العمل العربي أو ذاك، فنحن "ماشاء الله علينا" مؤدبين جدا مع "اسرائيل" و "العين ما تعلى على الحاحب"، و حتى ان فكر البعض و تجرأ على تجازو المحظورات هناك من يتطوع مشكورا للتكفير عن تلك الزلة أو هذه الخطيئة في حق "جارتنا" التي نتطلع الى العيش معها في "سلام و محبة".

لذلك أرجو من القائمين على المسلسل التركي الذي بات شهيرا أن يخصصوا في الأجزاء القادمة بعض الوقت لكي يحدثونا عن تلك الضباع التي تملأ الوادي، ضباع جبانة ذليلة مستكينة تراقب فعل الذئاب و الأسود و هي تتصارع و تفتك لها موقعا في تلك الغابة التي تسمى الحياة.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !