مواضيع اليوم

واخيرا فعلها شباب مصر ..

أخيرا فعلها الشعب المصري ، واستطاع ان يبقي الكثير من زعماء العالم العربي وغير العربي على جمر الاحتراق والخوف مما حصل في الجوار ، واعتقد ان الكثير من الزعماء في العالم ومن يساندوهم فكروا كثيرا بما عملوا وبما قدموا وبما جمعوا ، ولعل الكثير منهم لن ينام ليلة الرابع من اب كما اعتاد ان ينام في كل ليلة ، كما ان عام 2011 لم يكن كباقي الأعوام المنصرمة بالنسبة للكثير من القادة والزعماء ومن يساندهم وعائلاتهم بعد ان شاهدوا الكثير من قادة النظام المصري المخلوع خلف الشباك كما يليق بالمجرمين والعصاة ، وبعد ان شاهدوا حسني مبارك على سرير ابيض خلف الشباك ونجليه يحاولان ان يداريا وجهه عن عدسات آلات التصوير للعديد من قنوات العالم التي بثت الخبر سريعا ومباشرة بالصوت والصورة .
وكأن الصورة تتكرر ، جمال وعلاء يحملان المصحف الشريف ، وهذا يذكرنا بصورة صدام وهو يحمل المصحف أثناء فترات محاكمته ، من قبل الإدارة الأمريكية بصورة عربية كردية .

وكأني بأحد الزعماء العرب او كلهم ، يبيتون ليلتهم وهم يستعرضون سلسلة حياتهم ، وسلسلة انتهاكاتهم ، وكأني بهم وهم يستعرضون احتياطاتهم القانونية ، او كأني بهم وهم يفكرون كيف يتخلصون من الكثير مما قد يسيء إليهم او يشير إليهم بأصابع الاتهام ، او ان يتخلصوا من الكثير من الأعوان الذين اغووهم او من يسروا لهم سبل الكسب والنهب والفساد ، او ممن أوهموهم بأنهم اقرب ما يكونوا آلهة ، او على الأقل أنهم قد أوهموهم أنهم نعمة من الرب الى العباد والبلاد ، وان البلاد والعباد يقضون ليلهم ونهارهم يقدسون بحمدهم ويسبحون لهم ، وان البلاد والعباد ما كان لها ان تكون لولا تلك الهبة التي وهبها الله للبلاد والعباد بان جعلهم قادة لهم .

اخيرا فعلها الشعب المصري وهذا يحسب لهم ، فلم يطلبوا تدخلا أمريكيا ، أو أوروبيا ، او حلف الناتو او غيره ، ولم يستعينوا او يستقوا بإسرائيل وحلفائها في المنطقة والعالم ، ولم يحملوا السلاح ضد بعضهم البعض ، وآثروا أن تكون سلمية سلمية .. بأيد مصرية ذات علامة مميزة ( صنع في مصر ) ولم يعين القضاة بأمر من أمريكا أو الحاكم الأمريكي المدني ( إشارة الى اللعين بريمر وقد لوث تاريخ العراق بان كان ذات زمن بغيض حاكما له ) نعم هم قضاة مصر من نادي القضاة الذين كان لهم شرف المشاركة في الثورة جنبا الى جنب مع أبناء مصر من الفلاحين والعمال والشغيلة ، والطلاب والمعلمين والحرفيين من شمال مصر وجنوبها ومن شرقها وغربها بيد واحدة هي اليد المصرية القوية الأمينة المسلمة والقبطية ، التي تكشفت حقيقة التأمر على وحدتهم ، على يد البغيض الظالم ( الحبيب العدلي ) اليد المصرية التي تحب كما تستطيع ان تحارب .

الأحرار في العالم العربي والعالم اجمع ، كما أحرار مصر ، ينظروا الى يوم الثالث من آب كيوم تاريخي ، فريد في تاريخ مصر والعالم العربي والعالم اجمع يؤسس لمرحلة قادمة ، حتما تختلف عن كل ما سبق ، اليوم الأحرار في العالم يقارنوا بين صورتين لزعيمين دخلا قفص الاتهام خلال هذا العقد الفريد من تاريخ امتنا المجيدة ، قبل سنوات كان صدام ومجموعة من رفاقه من كبار قادة حزب البعث العراقي ، يدخلون قفص الاتهام ولكن بأمر من أمريكا وبحكم وقضاة من أمريكا بثوب عربي كردي ، وتحت العلم الأمريكي والقانون الأمريكي ، فما هان الرجال وما استكانوا وما ضعفوا وماتوا وهم يقولون ( نحن لها.... نحن لها ) ولا تزال صور صدام حسين أيقونة تعلق في الكثير الكثير من بيوت الأردنيين والفلسطينيين والكثير من العرب ، بل لا زالت تلك الصور تطبع كملصقات توزع بالمجان احيانا وبثمن رمزي احيانا في الكثير من المناسبات التي توصف بانها قومية . وتلصق على الجدران والمحلات التجارية والشوارع العامة وسيارت المواطنين في إشارة الى تقديرهم له ولمرحلته . ( وان اعلم ان هناك الكثير أيضا مما قد لا يعجبه هذا الكلام .. ولكنها الحقيقة )

وصورة أخرى هي صورة حسني مبارك ، الذي استهان بصدام وشمت به وكان يردد له العبارة التي أصبحت دارجة على لسان الكثير من الناس وهو يوجه الحديث عبر التلفاز لصدام حسين في معتقله الأمريكي في العراق قرب المطار : ( دي امريكا يا صدام .. دي امريكا يا حبيبي ) ... اليوم يقف لا لا يقف بل يحضر كجثمان بلا حراك على سرير ابيض الى قاعة المحكمة رغما عنه .. ولا أظن ان احد من العالم يمكن أن يتعاطف مع حسني مبارك ، لانه ظلم واستبد ، ولأنه ويحاكم بأيد مصرية وطنية خالصة ، فلن نجد من يتعاطف معه لأسباب كثيرة .
والتاريخ لن يرحم من ظلم ، ولن يغفر لمن تهاون بحق وطنه وشعبه وأمته ، وسيسجل التاريخ تلك الأفعال بمداد الخزي والندامة .
أيها المصريون الأحرار ، وانتم ترسمون بعرقكم ملامح وطنكم الجديد ، كما رسمه الإباء والأجداد على مر التاريخ ، الذي كانت فيه مصر قائدة لا منقادة ، حرة لا تقبل الضيم ، أبية لا تعرف معنى الدنية ، اليوم اضفتم هرما جديدا الى مصر هو ثورة شباب مصر التي توجت اليوم بمحاكمة القرن ، اليوم أحييكم ، واشد على أيديكم ، واسلم عليكم ، فما كانت مصر قوية الا وكانت العروبة تستقوي بها ، وما ضعفت الا وجرت العروبة الى ضعف اكبر ، مصر قائدة رائدة حرة أبية .. هي مصرنا كلنا .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !