يقصد ليس اثنان أو ثلاثة أو أربعة حمير، حمار واحد فقط، يؤكد على الواحد، مع انه لو قال حمار أو يا حمار لكفى! لكنه ركز على واحد. إذن عندما تكون هذه قاعدة عندما يقول الشخص .. ياشاطر ممكن يقول "واحد شاطر" قياساً على "واحد حمار" قد يتوارد لدى البعض تساؤلات حول الموضوع، لكن لتستريح نفسك وتعرف متى تقال واحد حمار. أقول لك بأن هناك من ينطق بهذه الكلمة "واحد حمار" ينعت بها شخص من الأشخاص قد يكون بينهما خلاف أو قد يستخدمها القوي على الضعيف، ربما أب جاهل ضد ابنه أو أم مريضة ضد أبنها أو يقذف بها تجاه عامل ضعيف مسكين.
انها كلمة مرادفة غريبة حقاً، لكن قد يستنتج منها أهل اللغة والمنطق فلسفة كلامية خاصة، وتصبح عندئذٍ كلمة صحيحة لغوياً والتي قد تتبادر إلى الذهن أنها زائدة عن الحاجة.

لكن تعالوا! .. القرصون في المطعم قد يستخدم اللفظ نفسه! أقصد الأسلوب نفسه، من حيث التركيب لا من حيث المعنى، كقوله وعندك "واحد كشري وصلحه" وهي بهذا السماع، تسمع أنها منطقية. ماذا لو قال "وعندك كشري وصلحه" لا لا ليست بليغة، "كشري" ولوحدها لا تبلغ مافي الخاطر، لكن "واحد كشري" نعم، نعم وصلت وتخرج من القلب مبلغة بلاغاً حسناً.

واحد حمار، الكلمة التي قذف بها ذلك العامل المسكين، العامل الذي اشتد لهيب شمس الصيف الحارة على جمجمة رأسه، لا شك أنها أجازت مافي قلبه المريض حتى صوّر له أنه مثل الحمار حيث جره يعمل في تلك الصيفية اللاهبة، وبدون رحمة منه، والتي لا تشكل له تلك الكلمة شيئاً عندما يتلفظها تجاه ذلك العامل المسكين، والحقير في نظره، وتطابقت فعلاً ومضموناً تلكما الكلمتان المترادفتان لذلك الإنسان السوي الذي خلق في أحسن تقويم، وها هو يرد إلى أسفل السافلين، ولكن قد تعرفون من هو السافل في هذه الحالة اجاركم الله؟

ودمتم سالمين.