مواضيع اليوم

واجهات الدكاكين!

علي جبار عطية

2009-04-15 08:22:00

0

علي جبار عطية

ـــــــــــــــــــــــــــ

aliatia123@yahoo.com

يحرص اصحاب المحال التجارية على وضع لافتات على محالهم لحماية انفسهم ومحالهم طبعا من الاشرار وهم كثار وكانوا في العهد السابق يضعون صورة ملونة للقائد الضرورة لئلا يجري التشكيك بولائهم للمسيرة الثورية ونحو ذلك!
وبنحو الاجمال كانت اللافتات لا تتعدى مقولات جاهزة من قبيل (عين الحسود فيها عود) و (يا ناظري نظرة حسد اشكوك الى واحد احد) و(الدين ممنوع والعتب مرفوع والرزق على الله) و(عزيزي الصديق.. مكانك في القلب وليس في المحل)!!.وتطور الحال بعد زلزال 9-4-2003 اذ اخذ اصحاب المحال يعلقون صور الشخصيات والرموز التي يحبونها ولكن يد الارهاب امتدت الى بعضهم بعد تصنيفهم مذهبيا استنادا الى نوعية الصور واللافتات التي يعلقونها فصرنا نشهد محالا مغلقة وقد خطت فوقها لافتة سوداء تشير الى تعرض اصحابها الى حادث غادر وجبان!وبعد ان تنفست المدن الصعداء بعد ان شبعت من دخان الحرب الاهلية هبط علينا بلاء مسلسلات مهند ونور وسنوات الضياع واسمر فصارت واجهات المحال تعلق صورهم على اساس ان تعليقها لا يودي باصحابها الى التهلكة.. لكن دوام الحال من المحال فقد بدأت صور ابطال المسلسلات التركية تقل تدريجيا مع تسرب الملل من طول حلقاتها التي فاقت حلقات الارهاب الاعمى وقرب موعد الانتخابات البرلمانية والتسابق المشروع نحو الامتيازات! والحديث ذو دكاكين!ست سنوات مضت وواجهات المحال تتغير عدة مرات لكن ما يدخل السرور في النفس ان مزاج العراقي قد تطور فلا تجد صاحب محل حتى وان كان مستفيدا بالكامل من سنوات التغيير يضع صورة مسؤول ذي منصب في الدولة على واجهة محله او داخله مع حبه وتقديره للكثير من المسؤولين المخلصين كأنه يريد ان ينأى بنفسه عن السياسة ورجالها مع ادراكه ان بعضهم عنده اكثر من دكان سياسي والبيع بالاجل.. طبعا المقصود هو بيع الوعود في حين ان صاحبنا على باب الله ويرفع شعار (لا دين ولا بعدين)! وكل امرئ في دكانه امير!

 

كاتب وصحفي عراقي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !