واجب الشدة مع السلفيين و إبداء العداوة و البغضاء تجاههم ؟
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
[آل عمران:159] =
من أبسط مفاهيم الفطرة التي يتداولها الناس أن لكل مقام مقال ، و إسقاط الآيات على وقائع الحياة و إخراجها عن سياقاتها الزمنية خاصة ، من أبشع الأسلحة التي يستعملها الأصوليون لتحريف كلمات الله و البرهنة على تضارب كلمات الله حتى يجدوا المبررات الشرعية للاعتماد على ما يسمونه " سنة نبوية " و هجر القرآن المجيد ، و هذا ما يسميه الله تحريف الكلم عن مواضعه و إلباس الحق بالباطل وهي عادة تعود عليها منذ القديم أهل الكتاب من اليهود و المسيحيين و المسلمين يقول تعالى مصورا عملية التحريف : وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون .
و نعود للآية المذكورة أعلاه ، فهي آية مدنية تصور التفاف الصحابة المؤمنين بالله حول رسول الله يستفسرونه الرسالة التي بعثه الله بها للناس كافة ، و واقع حال هؤلاء المؤمنين يستوجب ضرورة معاملتهم بالرفق و الاستجابة لأمر الله بمشاورتهم في الأوامر التي أوجبها الله على المؤمنين و المؤمنات لأخذ ما يتناسب و وضعهم الحضاري و المعيشي ، فالله إذ يأمر بالزكاة لا يحدد مبلغا أدنى أو أقصى حتى يختار المؤمن ما يناسب حاله ، و الله إذ يأمر المؤمنة بغض البصر و بالستر ، يترك لها حرية ترك بعض الأعضاء من بدنها مكشوفة راسما حدود لباسها الشرعي قائلا في خطاب مباشر للمؤمنات :وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
[النور:31]
و هكذا هو الحال في جميع الأوامر و النواهي فالمنطلق الأساس هو رضا المؤمن و المؤمنة و التشاور حول أفضل ما يناسبهما في زمنهما المعيش ...
إن هؤلاء السلفيين ينطلقون أساسا من عقيدة فاسدة و باطلة وهي الاعتماد في التشريع " على مصدر بشري وهو النبي البشر " و بالتالي لا فائدة أصلا من الحوار مع هؤلاء قبل أن يكفروا بربوبية البشر التي كان منطلقها عبادة النبي الكريم وانتهاء بعبادة رجال الدين المجرمين الذين صاروا يتخيلون أنفسهم مصدرا للتشريع بناء على ما يسمونه اجتهادا ...
يقول تعالى مفندا عقيدة هؤلاء السفهاء المتقولين على رسول الله :ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون
= إن هؤلاء لا ينطلقون من جهل بالإسلام يستوجب تذكيرهم به بلين و حكمة كما طلب الله من جميع رسله في بداية دعوتهم ، و لكنهم ينطلقون من قناعة : "شراكة الأنبياء و الفقهاء مع الله في التشريع و التحليل و التحريم " و يحفظون المرويات في هذا المجال "كحديث الأريكة" الذي فندنا محتواه في أكثر من مناسبة ...؟
و لذا و جبت الشدة مع هؤلاء السلفيين استجابة لأمر الله لأنه الأعلم بنفسياتهم يقول تعالى في حق من يتشدد مع هؤلاء الوثنيين عبدة البشر و الحجر و الآباء :( عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم - صدق الله العظيم /
التعليقات (0)