لاشك ان الخطوة لما تتقدم نحو الامام يصير من الصعب اعادتها الى الوراء او حتى طمرها..ولاشك ان الحرية باتت تشكل مطلبا انسانيا ملحا منذ القديم خاصة انها ارتبطت بالتغيير الذي هو سنة من سنن هذا الكون..
فمع ارتباط الحرية بفعل التغيير ظهر تاريخ حافل بالفلسفات والاديولوجيات والمفاهيم والاراء..وبين هذا و ذاك برز فقهاء سياسة ودين وقانون..ليكاد يجمع الجميع ان الحرية هي الحياة والحياة هي الحرية..
وما يعيشه عالمنا العربي ليس ببعيد عن كل ما ذكر سالفا..فالاصوات تعالت و لا تزال من اجل الانخلاع من ربقة الظلم السياسي والفساد الاقتصادي والجمود الفكري..فبدءا من تونس وتحيدا الثورة البوعزيزية شرع المحكومون وقبلهم الحكام في مراجعة الدفاتر والمساطر..
في الصف الابتدائي تعلم ابناء الشعب تعربفا بسيطا وعميقا للديمقراطية..مفاده' انها حكم الشعب نفسه بنفسه.'.وفيما سمي بالربيع العربي بدت الحاجة ملحة لممارسة التعريف درسا واقعيا..فنزل الشعب الى الشارع وهو يحمل ملفا مطلبيا طويلا وعريضا ينطلق من الخبز وينتهي بالاطاحة برؤوس الفساد التي اتت على الاخضر واليابس..
فتونس الخضراء ومصر وليبيا واليمن..وغيرها اعادت ترتيب البيت السياسي الداخلي وارغمت فرقاءا وخصوما على حساب الف حساب للرجل العربي..الذي قدم نفسه فداء لوطنه تماما كان الحال في فلسطين السليبة منذ عقود ولا يزال..
تضاربت التحليلات والتاويلات لما تعيش قريتنا العربية من نظرية المؤامرة الى نظرية الدومنو الاسلامي..ووقف العالم اجمع ليشهد تهاوي الكراسي..وخروج الشعب بصدر عار صوب الموت لانه ادرك معنى اطلب الموت توهب لك الحياة.. ووقف على شعور الام الفلسطينية المكلومة المفعم بالفخر والنصر ومعهما الالم حين فقدان الزوج والابن..فادرك ان الصورة التي تقدمها وسائل الاعلام غير الصورة التي احسها وهو يدافع على ارض واهل وكرامة..
الحطب لا يخنق اللهب..والحرية لا ثمن لها عند اولاء الشباب الذين اطاحوا بسياط عمرت طويلا..لبوا النداء باكرا دون حاجة الى من يهتف في هممهم لتحقيق سنة التغيير الكونية..
بالمظاهرات السلمية والاقلام النظيفة..والاصوات العالية..استعادت الحرية حريتها..وسفينة التاريخ تتهادى وتسجل كل من شحذ لسانه او حبره..وسخرهما لخدمة قضية خير امة اخرجت للناس..
فلا التجويع ولا التقتيل..عاد يخيف لان ظلم الشعب اقسى بكثير من منظر بحور الدماء..فالشعب للحرية والحرية للشعب..
وكان الشعب يقول-وليس القائل انما القول لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه-:متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا..
انها الحرية..وانه الشعب..
فاما تكن او لايكن.
التعليقات (0)