أخونا الحبيب تشافيز ...
أهلنا الأحبة في شعب فنزويلا الحر الأبي .. أيها الأعزاء في كاركاس .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . ..
نبحث في قواميس لغتنا العربية عن معاني مشتركة مع لغتكم ، نبحث في تاريخنا العربي ، من داحس والغبراء ، إلى سقوط الاندلس ، مرورا بسقوط دولة الخلافة الإسلامية ، إلى سقوط فلسطين ، وتسليمها إلى شذاذ الآفاق ، إلى سقوط بغداد ، فلم أجد ولو كلمة واحدة ... لكن هداني تفكيري إلى كلمة النخوة .. فعرفت أننا كعرب قد فقدناها منذ زمن بعيد .
نبحث عما قدمناه لكم ، وانتم في أمريكا اللاتينية ، تكافحون ضد الاحتلال والتسلط والفقر والجوع .. إلى أن تمكنتم من فرض إرادتكم الحرة على بلادكم ، وأصبحتم فنزويلا الحرة التي تمد يدها للمستضعفين في العالم ، وتطالبون بالتحرر من قوى الشر والتسلط والجبروت في العالم ، يدفعكم لذلك إحساس بالمسؤولية الإنسانية ومشاعر نبيلة والتزام أخلاقي عز نظيره . ولم أجد شيْ
فأعود ثانية إلى كلمة النخوة ( تلك التي يقابلها الشعور الإنساني ، والضمير الحي ، والحرية )
أخونا الحبيب تشافيز :
نعلم أن من يصرخ يصرخ من غضب أو تأثر بمؤثر خارجي أيا كان هذا المؤثر ، ونعلم أن من يتخذ قراره لا يمكن أن يتخذه بحرية واستقلالية إلا إذا كان حرا مستقلا، يمتلك حرية قراره .. ونعلم أن الاستقلال لا يكون إلا بالتحرر الكامل من التبعية ، التبعية السياسية والاقتصادية على حد سواء ، ونعلم أنكم كافحتم وحاربتم ضد جميع أشكال التبعية والتسلط والجبروت ، حتى تمكنتم من امتلاك حرية اتخاذ قراراتكم .
حتى تمكنتم من رفع راية الحرية والمنادة بها ، يدعمكم في هذا شعب مخلص ثوري مناضل ، صبر وتحمل وناضل معكم ، فبتم مشعلا يستضاء به في دروب الحرية ، ومثالا يحتذى في حركات التحرر الوطني ، ليس هذا فحسب بل إنكم رحتم ناصرون حركات التحرر والتحرير في دول العلم لأنكم أدركتم أن الحر لا يقبل الذل والعبودية لغيره إذا كان حرا حقيقيا ، ديمقراطيا حقيقيا،
فالحرية والديمقراطية ليست بشعار يرفع أو كلام يقال ويسمع ، بل ممارسة وفعل .
كان لطرد سفير كيان العصابات الصهيونية المجرم وممثل حركة الإرهاب العالمي ، اكبر الأثر في نفوس أبناء الشعوب المسلمة
والشعب العربي والشعب الفلسطيني على وجه الخصوص . وكان لهذا اثر في دعم صمودنا وإصرارنا على التحرر ، وإننا نعتبر
طرد هذا النكرة من بلادكم تحرير من نوع آخر ، يصب في دائرة الثورة .
ها نحن نرفع علم بلادكم المبجل إلى جانب علمنا الوطني ، ونرفع صوركم الكريمة إلى جانب صور رموزنا الوطنية ، لنسجل وبكل فخر ،اسمكم الكريم إلى جانب كل مناضل وثائر أممي ، لأننا وجدنا في هذه الدنيا الظالم أهلها من ينصرنا بعد أن عز النصير ، ويعيننا بعد أن عز المعين ، ها نحن نعرف أننا ليس بوحدنا في المعركة ، وأن هناك من يقاوم ويدعم المقاومة ، في وقت حسبنا أن الثوار قد ماتوا من الدنيا وانتهاء عصرهم بحلول عصر الفاشية الصهيونية والنازية الأمريكية المتغطرسة بميزة القوة العسكرية . نشاهد المسيرات ، وحملات التبرع بالدم ، وحملات الإغاثة والجسر الجوي الذي قطعه أولي القربى .. فتقف الكلمات عاجزة .. ويقف اللسان يبحث عن الحروف ليصوغ كلمة شكر أو تقدير ... لكننا ندرك أن الثوار لا ينتظرون شكرا من احد ..
وانه ليشرفنا أننا في خندق واحد .
التعليقات (0)