سبع سنوات تمر على إنشاء الجمعية، والمؤشر في تصاعد مستمر، سواء من حيث الإنتاج، أو من حيث التفاعل والإقبال على منتدياتها، أو من حيث إثبات مصداقيتها، والتزامها في التعاطي مع المواقف، وفي دخول ميادين الأحداث، حتى كانت بصدق الممثل الأول للحق، في الصراع الدائر بين الحق والباطل. ولعل عطاءات الجمعية إبان الحصار على غزة، وفي أثناء العدوان عليها، وقبل ذلك في عدوان تموز على لبنان ومقاومته، أو في مجال الترجمات والإبداعات، قد أثبتت أن هذه الجمعية إنما وجدت لترفد تنمية العقول العربية، وتؤسس لدور إلكتروني متميز، هدفه الأول النهوض بالفكر الإنساني، وتعديته حدود الفكرة، إلى ميادين التطبيق.
لقد كانت فكرة التكريم التي ابتكرتها الجمعية فكرة أمينة على المشاعر، وحافظة للقيم. فهذا هو التكريم السنوي الخامس الذي سنّته الجمعية، لتقدير المبدعين والمعطائين، حين غاب التكريم الرسمي لهم على مستوى الدول والأنظمة، فهضمت حقوقهم، ووقفوا على هامش القيمة، بينما هم في نواتها، وهم كل شيء فيها، لكن جوائز وتقديرات الولاة والسلاطين لا تأتي إلا إلى فئات محسوبة عليهم، وغالبية المبدعين في هذه الأمة ليست محسوبة على أحد. إنها محسوبة على الإبداع دون غيره، ومن هنا كان واجبًا على الجمعية أن تنبري لتكريم هؤلاء، على الرغم من قلة إمكاناتها، لكنها تحرص على المعنوي من التكريم، وترى فيه حدًّا أبعد من كثير من المادي المجيّر للقرابة، أو الصلة، أو المحسوبية.
ولا تقف الجمعية في تكريمها هذا العام عند ( 265 ) شهادة تكريم وتقدير وتميُّز، و( 12 ) شهادة دكتوراه فخرية، بل تتعدى ذلك إلى مطالبة الدول العربية والإسلامية إلى دعم المبدعين، وتبنّي رسالاتهم، والوقوف إلى جانبهم، باعتبارهم قوة الأمة، وعتاد مستقبلها. ولأن الحديث عن المستقبل يعني الإعداد والاستعداد، فقد أدخلت الجمعية في تكريمها الخامس فئة جديدة إلى حقل التكريم، وهي فئة البراعم ( الواعدون ) بهدف تشجيعهم، والأخذ بأيديهم إلى العناوين الحقيقية للإبداع، والتغيير والعطاء.
لقد حصلت الجمعية هذا العام على ترخيص رسمي من الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما أُغلقت كثير من الحدود العربية في وجه هذا الترخيص، وبعدما أصبح الترخيص لجمعية تُعنى بالعقول العربية " تهريبًا " للأفكار، مثلما اعتبُر دعم المقاومة في غزة " تهريبًا " للسلاح! ولم تزل الجمعية تصر على أن الصراع مع الظروف يشحذ الهمة، ويبري القناة، ولذلك فإن الرقم (19000) قد أصبح خلف قوائم الأعضاء النوعيين في الجمعية، التي تحرص كل الحرص على أن تكون كل خطوة لها مزيّنة بالجديد، وكل نداء لها مكلّل بالصدق، وسمو الهدف.
وفي هذه المناسبة الكريمة، فإن الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب، تدعو إلى إنشاء مدينة خاصة بالعقول العربية للإبداع والترجمة والنشر والتأليف، وإلى أكاديمية عربية دولية للترجمة.، وتضع كل إمكاناتها، وخبراتها، في تصرف مثل هذه المشاريع الرائدة، التي ستكون كفيلة بتغيير المشهد الثقافي العربي، وتحصين العقل العربي بكل جديد ومفيد ومبدع.
لجميع المكرمين منا كل التهاني والتبريكات.
كل عام وأنتم بخير
رئيس الجمعية
عامر العظم
www.wata.cc
www.arabswata.org
2 فبراير، 2009
الروابط
رابط الأعلام و العلماء:
http://www.arabswata.org/forums/page.php?do=a2009رابط المترجمون و المبدعون:
http://www.arabswata.org/forums/page.php?do=b2009رابط متميزون يستحقون التقدير:
http://www.arabswata.org/forums/page.php?do=c2009رابط واعدون:
http://www.arabswata.org/forums/page.php?do=d2009رابط الدكتوراه الفخرية:
http://www.arabswata.org/forums/page.php?do=phs
التعليقات (0)