كل شي يبدئ بفكرة الطائرات والسفن والتلفاز والمذياع بدأت بفكرة وكذلك المقالات والفكرة التي برقت لوائل غنيم مهندس الحاسبات والحاصل على الماجستير من الجامعة الامريكية في القاهرة ذو الواحدة والثلاثين عاماً والذي يعمل المدير التسويقي لجوجل في الشرق الاوسط هي أنشاء صفحة في الفيسبوك واسماها كلنا خالد سعيد الذي قُتل على ايدي مخبرين لرفعه فديو على الانترنت يفضح فيه الشرطة ومع أن للشرطة رواية اخرى لكن ليس ذلك ببعيد عن نظام مبارك القمعي الذي يسجن شخص فترة طويلة لمجرد كونه مدون.لم يخطر ببال وائل ان هذه الصفحة سيكون لها تأثير واسع وتشكل حدث تاريخي وبعد انطلاق الاحتجاجات قال وائل لمديريه ان لديه ضرف شخصي طارئ ويريد اجازة وكان يريد الاسراع في الهبوط في القاهرة والانظمام للمتظاهرين في اول ايامهم وفي الواحدة صباحاً من فجر الجمعة اختطفه اربع مخبرين من الشارع واقتادوه الى أمن الدولة اخفوه عن مصر ببساطة ونفى النظام وجود هكذا شخص معتقلاً لديه بعد أثني غشر يوماً كان وائل فيها معصوب العينين ومنقطع عن العالم الخارجي تدخل حسام بدراوي امين عام الحزب الوطني لاطلاقة سراحه واوصله الى منزله فهل تعلمون من اخبر بدرواي عن وائل غنيم انها أبنته الشابة!.وبعد اطلاق سراحه تحدث وائل بصعوبة بعد ان بكى حينما شاهد صور الشهداء وابكى معه الملايين حيث اراد ايصال عدة رسائل في حديثه فحينما قال زوجتي امريكية مسلمة وكان بامكاني ان اهاجر الى الولايات المتحدة منذ سنين اوعلى الاقل اعيش مرفهاً في الامارات حيث عملي أراد للاغبياء الذين ينتقدون الناشطين بأستمرار ان يعيدوا النظر في انفسهم لكنه بالمقابل قال ان الكثير من ضباط أمن الدولة الذين حققوا معه كانوا مقتنعين أن بالفعل هناك من يحركه من الخارج وهنا النقطة الاهم فهو يبين للمتطرفين ان للحقيقة اوجه عدة وكل شخص يرى الحق من جانبه ويفصله على مقاسه ثم صرخ بوجه من ركبوا الموجة ليس وقت تقسيم الكعكة وبوجه المستغلين ليس وقت فرض اديلوجيات وبوجه المنتقمين ليس وقت تصفية حسابات.لماذا نحلل كلام وائل غنيم ؟الجواب لانه لايتحدث عن نفسه بل يمثل جيل من الشباب العربي.جيل ليس كسابقيه يرضى بأي شي ويقبل الظلم والهوان وفي الوقت ذاته يمثل الطبقة المرفهة او المتوسطة ذات الثقافة المتوسطة او العالية التي باتت داينمو الاحتجاجات والتحركات فهو يقول انه مواطن عادي يمشي في الشارع ويشجع النادي الاهلي وانه سيعتزل العمل السياسي بشكل نهائي بعد نهاية التظاهرات.نحن بحاجة الى وائل غنيم في كل شارع وزقاق عربي وآن للظالمين أن يعلموا أن زمن القمع والقهر والاستعباد قد ولى بلا رجعة واصبح بأمكان الفيسبوك ان يسقط رئيس الجمهورية.
التعليقات (0)