مواضيع اليوم

وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين

كنا دائما نعانى أشد العناء من سلفي، مصر الذين كانوا دائما يقفون حجر عثرة في طريق الإصلاح السياسي، عندما كان الشارع المصري يخرج في تظاهرات سلمية يعبر فيها عن غضبه إزاء قضية من القضايا القومية أو الوطنية، كتهويد القدس، والاعتداء على المسجد الأقصى، أو أحداث غزة الأخيرة، أو المطالبة بوقف مخطط توريث الحكم، أو بالإصلاح السياسي، أو بالديموقراطية وحرية المشاركة السياسية ....عند التظاهر السلمي للتعبير عن الغضب إزاء هذه الأحداث الجسام، كانت تصدمنا دائما تصريحات مشايخ السلفية في مصر وفتاواهم، التي تقول بحرمة التظاهر ولو كان سلميا؛ لان هذا في نظرهم يعتبر خروجا على الحاكم المسلم، مما كانت تسبب هذه الفتاوى إرباكا للشباب المتحمس الذي تجرى في عروقه دماء الكرامة والحرية والغيرة على الدين والوطن، وتؤدى دائما إلى تفكيك الصف، وتشتيت الأذهان، وارباك خطط الإصلاح، وتفت في عضد هذا الشباب الواعد، وتمنع زيادة الأعداد المطلوبة للتظاهر، والتي تؤثر بشكل إيجابي كوسيلة للضغط على صانعي القرار السياسي، كما كانت تلك الفتاوى تعطى صورة سيئة للدين، باعتبارها تظهره مخدرا للجماهير التي تتوق للحرية..

لكن السؤال الذي بات محيرا كيف تغيرت هذه النظرة وأصبح التظاهر حلال، والدعوة إليه عملا طبيعيا يمكن قبوله من القيادات السلفية؟

إن العجب ليأخذنا عندما نقرأ الخبر التالي:
تحت عنوان " سلفيو مصر يدعون للتظاهر احتجاجا على إغلاق القنوات الدينية " جاء الخبر التالي:
"دعت قيادات في التيار السلفي في مصر لمظاهرات حاشدة عقب صلاة الجمعة اليوم في القاهرة والإسكندرية احتجاجاً على إغلاق السلطات المصرية لعدد من القنوات التلفزيونية السلفية، واعتبروا في بيان أن إغلاق القنوات التلفزيونية يأتي في إطار مخطط يصب في صالح الكنيسة المصرية والشيعة.

ورحبت قيادات من جماعة الإخوان المسلمين بالتحركات السلفية، خاصة بعد أن أعلن الداعية المعروف الدكتور صفوت حجازي عن التهديد بالإضراب عن الطعام، واللجوء السياسي إذا لم تتم إعادة قناة "الناس".
وأشار البيان لأول مرة إلى حادثة الاعتداء على طالبة جامعية تنتمي لجماعة الإخوان وإلى شراء قيادات كنسية لأسلحة من الكيان الصهيوني ، ومنع المنقبات من دخول الجامعات المصرية.

وقالت مصادر سلفية: إن حملات تبرعات بدأ سلفيون تنفيذها داخل مصر وخارجها تستهدف الاستحواذ على حيز لباقة تلفزيونية على قمر مواز للنايل سات يتم بثه من أوروبا، بالإضافة إلى حجز مساحات على القمــــر القطري "سهيل" الذي ينطلق بالقرب من مدار نايل سات نهاية عام 2010، وسوف يتم إطلاق الباقات التلفزيونية الدينية الجديدة تحت اسم القمر الإسلامي الذي بدأت حملات السلفيين في الدعوة إلــيه عبر شبكة الإنترنت، ليضم جميع القنوات الإسلامية التي ترفض نايل سات استضافتها.
وتأتي التحركات السلفية في أول تمرد علني على الحكومة المصرية في مخالفة للمعروف ظاهرًا عن أكثر الفصائل السلفية".

والسؤال الآن : ما الذي جعل السلفية تغير رأيها ؟ وهل تغيرت الأحوال، فتغيرت الفتوى؟.
وهل الأحداث السابقة التي خرج من أجلها الشعب المصري، والتي جاءت الفتوى بحرمة التظاهر من أجلها، أقل شأنا في نظر القيادات السلفية من غلق القنوات الدينية؟ أليس هو نفسه الحاكم المسلم الذي حرم على الشعب الخروج عليه كما تدعى القيادات السلفية، هو نفسه الذي أمر بغلق القنوات الدينية؟.

أم أن المسألة شخصية بحتة؟ ولم تتحرك هذه القيادات، وتخرج عن صمتها، وتحيد عن خطها الذي رسمته لنفسها، وهو عدم مصادمة الحاكم، أو نقده، أو معارضته، إلا عندما ذاقت من نفس الكأس.. كاس الذل والهوان والظلم ؟
وصدق الله العظيم حين قال" وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين"

محمد عبد الفتاح عليوة
Ostaz_75@yahoo.com
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !