السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقال _والله العالم_ أن أفضل الكتاب في العالم والذي دائماً مايحب الناس قراءة مقالاته هو الكاتب الذي يعبر في مقاله عن تجربه شخصيه..
فمثلاً..
وسأضرب لكم مثالاً ليس ببعيدٍ كثيراً مما نحن فيه..
فتخيلوا يامعشر الساخريـن لو طلب من أي كاتب في العالم في العالم الكتابه عن (الذل) ..
أجزم أنك لن تجد من يبدع كتابة هذا الموضوع أكثر من إبداع (الكاتب الذليل)
وبما أننا نتكلم عن الذل فإنه يتطرق إلى أذهاننا كلمة (عرب)
فتلك الكلمة المذكورة أعلاه تعد مرادفاً للذل إن لم تكن هي الذل نفسه..
يقول أحد قطاع الطرق داعياً ربه:اللهم ارزقني بقومٍ لا حيلة لهم إلا الدعاء..
وقاطع الطريق هنا أعتقد أنه إسرائيلي والمقطوع عليهم هم نحن العرب..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
سأخرج قليلاً عن الموضوع وأذهب لحالي أنا...
يقول أحد العاطليـن _أمثالي_:أن المملكة العربية السعوديه هي بلد من لا بلد له (إنتهى قوله جزاه الله خيـر)
وأجزم أن قول هذا العاطل هو تمام الصحه وتمام كمال العقل
فالأجنبي في بلدنا يعيش بكل رفاهيه (إلا من رحم ربي)
بينما الرجل أو المواطن السعودي يعيش مغترباً في بلده (وافهم يافهيم)
##########
أتذكر أنني حينما كنت صغيـراً كنت أتمنى أن أصبح رئيساً على أي شيء حتى لو على بهائم..
والمهم فقط هو أن أكون رئيس
ولكن الله لم يحقق لي هذا الحلم البسيـط في نظري
فأنا الآن أعتبر بهيمه ولكني بلا راعي
فالراعي يغط في سبات عميقٍ جداً ولا يفكر في بهائمه..
تخيلوا أني عاطل والسبب في ذلك أني _سعودي_
فلو تقدمت أيها السعودي في بعض الشركات فإنهم لايقبلونك بحجة أنك لاتملك الخبرات
وهل ترون أن هناك خبرةً في رفع أو إنزال حديـد!!
##########
إلتقيت ذلك المدير اللبناني (الوسيم)
فكان يود أن يعمل لي مقابلةً شخصيه فكانت تلك المقابلة عباره عن أسئله لا دخل لها في وظيفتي..
فتخيلوا أن هذا اللبناني (الوسيـم) كان يسألني عن مخترع التلفون
مع أن الوظيفه كانت عباره عن (رفع بوابه وإنزالها بعد مرور السياره)
فما دخل مخترع التلفون في هذا؟؟
وحينما استفسرت منه عن سبب هذا السؤال؟؟
قال: أولاك شووو عم تعلمني شغلي إنت ....شو هالناس الغليـزين
وبعدها بدأ ينفخ السيجاره الغالية الثمن والتي كانت تكفي لتسديد راتب شهرين من مرتبي أنا..
كان متردد هذا المديـر..
هل يقبلني في شركته لأعمل (بواب)
أم يتركني أعبث مع العاطليـن..
وبينما أنا أتابع تلك النظرات الثاقبه حتى فاجأني بسؤال:
إنتا لساتك ماتجوزت
ابتسمت بهدف الإستلطاف وقلت: لا..بس إن شاء الله ـــــــــ قاطعني وقال:وقف خلاص شووو بدك تخطب كمان..
ثم رفع حاجبه وظل يحدق في وجهي وقال: أنا سأبل بتوظيفك هنا لكن بشرط..
وهل تتوقعون أنه بسعتي قول غير : موافق
كان شرطه أن لاأتأخر ولو لدقائق عن بوابتي وإلا سيتم فصلي
وأن لا أتكلم مع الداخل والخارج..
خرجت من لديه وهو يقول: متث ما إتفئنا مابدنا تأخير ولاغياب هي شركيه مو حيا الله
إستلمت تلك الفانيلة الزرقاء والتي تدل على أنني (سيكورتي أمن) رغم أن بنيتي لا تساعدني أصلاً للحاق بفأر فما بالكم بلص؟؟
##########
راتب 1400 ريال مقابل راتب 32000 ألف ريال لمديري اللبناني (الوسيم)
ذلك ماسمعته من سيكورتي أمن ولكم أن تحسوا بالفرق بيني وبين المدير
هو يستحق أن يكون مديراً لأنه يتكلم اللغه الفرنسيه ولديه شهاده جامعيـه..
بينما أنا لاأستحق إلا أن أرفع بوابه لأنني لا أملك إلا لغة القرآن (العربيه)
وشهادتي هي الثانويه العامه...
لعلها أرزاق للعباد
فلو كان إسمي جوزيف بدلاً من ثامر لكنت الآن موظف محترم
أو لو أن أبي سامحه الله
تزوج من الشام لكنت مديراً في إحدى الشركات..
##########
مع إشراق ذلك الصباح الجميـل..
لم تشرق الشمس كلياً ولكني أشرقت قبلها لكي لا أتأخر عن يومي الأول كـ(بواب) في شركه سعوديه
أحسست ذلك اليوم أنني رجل ياباني مهتم بالمواعيـد
فهل يعقل أنني حضرت في الموعد المحدد!!
كنت أرفع تلك البوابة بكل تعب..
فلم يكن لدي أي قوة تذكر
ذلك الجسم السبعيـني لا ينفع إلا أن يكون متسدحاً من مكان لآخر
مرت ساعةُ على بدء دوامي الجديد..
هناك سيارة تتجه بالقرب مني..
لم أرفع البوابة بل انتظرت حتى أرى الإستيكر الذي يدل على أن صاحب السياره موظف هنا في الشركه..
ولكن صوت البوري أبعد من رأسي بقايا العقل
اتجهت للسياره التي كانت مظللةً بالأسود..
تفاجئت أن صاحب السياره هو اللبناني (الوسيـم)
بدأ يصرخ ويضرب البواري ويقول:بدك طرد من أول يووووووم
شو هالناس اللي من على وش الصبح..
فتحت البوابة على عجاله وتقبلت منه كل الشتائم
فقد كان يشتمني بـ(العربي والفرنسي)
ولكن من هم في نفس وضعي فلا حيلة له إلا إخفاض الرأس ومحاولة إنهاء المشكله..
أقسم أنني خفت أن يطردني من دوامي..
تنتهي مدة دوامي التي تستمر ل12 ساعه
أعود للبيت لأنام ال12 ساعه الأخرى لأنني أكون على وشك الموت من هذا الدوام
فأصبحت كالماكيـنه 12 ساعه دوام و12 ساعه نوم
هذه هي الدنيا (ملعونة الوالديـن)
التعليقات (0)