وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة !!
لماذا يصر السلفيون / الإسلاميون عموما على تأليه النبي محمدا ...!!؟
يقول الله عز وجل على لسان نبيه الكريم :
- مؤكدا بشرية نبيه عليه السلام
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا[الكهف:110]
و أنه عليه السلام لا يملك لنفسه ضرا و لا نفعا و لا يعلم الغيب و لا يعلم شيئا عن مصيره و لا مصير أتباعه يوم القيامة ..
- قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ/ سورة الأحقاف الآية 9
- قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ[الأعراف:188]
و يؤكد الله عز وجل على أن مهمة رسوله الكريم إنما هي تبليغ رسالة الوحي للناس كافة دون زيادة و لا نقصان ..
يقول تعالى في سورة المائدة:
( ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين ( 67 ) )
فما الذي يجعل مكذبي آيات الله يصرون على تأليه الأنبياء بعد مماتهم بل و حتى في حياتهم كما أله بعض اليهود عيسى عليه السلام وهو لا يزال حيا بينهم ؟
الجواب بكل بساطة لأنه يبقى مدخلهم هؤلاء مكذبي آيات الله الأساس لتأليه أنفسهم و ملوكهم و ذوي الشأن في أزمانهم ، فاليهود و النصارى قد اتخذوا "أحبارهم و رهبانهم" أربابا من دون الله بعدما أعلنوا أن عيسى هو ابن الله !!
و المسلمون ألهوا الفقهاء و الملوك و السلاطين بعدما زعموا أن محمدا هو خير خلق الله ، و مجدوه في المساجد أكثر من ذكرهم لله عز وجل ، و لا عجب أن وجدنا الشيعة يؤلهون أيمتهم ، بعدما ادعوا لهم العصمة !!
و لا عجب أن صار أعضاء المجالس التشريعية في بلادنا الإسلامية يحضون بالحصانة البرلمانية التي تحول دون مثولهم للقضاء أو معاقبتهم ، ما يحولهم إلى آلهة أو أنصاف آلهة تشرع ما شاء لها الهوى و المصالح الفئوية الضيقة ..
و لا عجب أن امتلكت الدول الكبرى حق النقض ، لكل ما لا يتماشى و مصالحها ، دون محاسبة أو خضوع للحق المبين الذي قد فصله الله في جميع كتبه المنزلة ...!!
لكل هذا لا نعجب أن أصرت كل "قوى الظلام و التخلف و الظلم"
على "تأليه الأنبياء" حتى يبقى مدخلا أساسيا لتأليه البشر ، حكاما كانوا أو فقهاء أو حكماء أو تجار دين ، يقول تعالى في سورة المائدة نافيا عن أنبيائه أن يكونوا قد زعموا يوما أنهم شركاء لله في التشريع أو أنهم أربابا :
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ[آل عمران:79]
صدق الله العظيم و كذب كل من أله الأنبياء أو اعتبرهم معصومين عن الخطأ البشري ، أو مصدرا من مصادر التشريع مع الله عز وجل ، فمثل هؤلاء يقول عنهم المولى عز وجل :
( وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ( 45 ) )
التعليقات (0)