مواضيع اليوم

وإذا بليتم..

كلكامش العراقي

2010-09-09 20:27:53

0

 في العصر الحديث لم يقدم أحد لألمانيا شيئا كما قدم لها مستشارها ومهندس وحدتها وثعلبها الماكر هلموت كول الذي يقارنه كثيرون ببسمارك بطل الوحدة الألمانية في القرن التاسع عشر.

هلموت كول ناضل وصارع وتملق من أجل أن يعيد المانيا موحدة ويجعل منها من جديد قوة لايستهان بها أوربيا ودوليا ونجح في ذلك..نجح في توحيد المانيا ونجح في جعلها تتفوق على من أنتصروا عليها في الحرب العالمية..
جعلها من كبرى بلدان العالم أقتصاديا وزراعيا وصناعيا وعلميا وحتى عسكريا..واليوم نراها الأقتصاد الأقوى في القارة الأوربية متفوقة على فرنسا وبريطانيا التي تعاني أقتصاديا وروسيا المتخبطة على جميع الصعد..
هلموت كول العظيم لم يشفع له ذلك كله حين أتضح أنه قبل تبرعات لحزبه من دون أن يقيد ذلك ضمن مدخولات الحزب لعدم رغبة المانحين في كشف هوياتهم..أقيل كول وأحيل للتحقيق وطنيا وحزبيا..لم يشفع له تاريخه ولم تشفع له مكانته ولم يشفع له منصبه..ومن أجل ماذا من أجل تبرعات للحزب..تصوروا أن الرجل لم يقبل رشوة أو منحة ما لشخصه..لقد قبل هلموت كول تبرعا للحزب وقد رفض فقط ذكر المانحين لكنه عومل كلص و أقصي من منصبه كما أبعد عن قيادة حزبه..
هلموت كول لم يكن بالسياسي العادي الذي ينساه الناس ما أن تنتهي ولايته،لقد كان سياسيا نادرا ما يجود الزمان بشخص بمثل عبقريته وحنكته..ولازال الألمان حتى اليوم يحترمونه لكنهم في نفس الوقت لم يسامحوه على ما أرتكبه وأقصوه عن منصبه (أو المنصب الذي يشغله بصورة أدق) في أنتخابات تاريخية قادت الأشتراكيين للسلطة.
أيضا دعونا نتذكر عزرا وايزمان الرئيس الأسرائيلي السابق الذي أطاحت به فضيحة تحرش جنسي بأحدى الموظفات ثبت فيما بعد برائته منها وكلنا نتذكر كيف دخلت الشرطة الأسرائيلية بيت رئيس الدولة مصادرة حاسوبه الشخصي وعددا من مستنداته الشخصية كما أننا أيضا نتذكر كيف قامت الشرطة الأسرائيلية بالمثل مع رئيس الوزراء السابق أولمرت وكيف دهمت بيته وفتشه ولم يستطع لا هو ولارئيس الدولة من قبله التحجج بالحصانة الممنوحة له إذ لا سلطة فوق سلطة القانون.
ماجعلني أمر على هذه الأمثلة هو طرح أسم عادل عبدالمهدي كمرشح لمنصب رئيس الوزراء وبالطبع عندما يمر أسم عادل عبدالمهدي في النقاش فأن أول ما يتبادر الى الذهن هو سرقة مصرف الزوية وقتل حراسه قبل أن يفتضح أمر العصابة المنفذة وتكشف هوياتهم الحقيقية وهم ثلة من حماية السيد عادل عبد المهدي الشخصية كما أنهم أخفوا تلك الأموال في مبنى صحيفة العدالة التي تصدر عن حزب عبدالمهدي نفسه.حينها بالطبع لم نتوقع أن يدان عبدالمهدي بتلك الجريمة فمن السهل جعل المسألة مسألة أستغلال صلاحيات من الحماية لاغير خصوصا مع هرب العقول المخططة للجريمة الى دولة مجاورة لم يسمها المسؤولون (ربما لأنها معروفة جدا بحيث أنها لاتحتاج للأشارة اليها) ومع تفشي الفساد والمحاصصة وأنعدام الأرادة بمتابعة المسألة جديا ظهر عبد المهدي بمظهر البرئ الذي لايعلم ما تخطط له عناصر الحماية رغم أن الجميع يعرف أن حمايات المسؤولين معينون من قبل المسؤول ذاته وتحديدا ممن يثق بهم كي يتم تقليل حالات الأختراق من قبل الجماعات المسلحة للحمايات.المهم برأت ساحة السيد نائب رئيس الجمهورية (كما برئ قبله مجرمون كثر) ولم يتهم بالقضية لكن الناس لم تنس الأمر حتى صار أسمه رديفا لجريمة الزوية وأصبح أسمه المتداول شعبيا "عادل زوية".
بالطبع في هذه الحالة يفترض بحزب السيد زوية أبعاده عن الواجهة ولو مؤقتا تجنبا للأحراج من ترشيح مثل هذه الشخصيات (تطبيقا لقاعدة إذا بليتم فأستتروا!!) الا أن الغريب أن المجلس الأسلامي الأعلى جعل عبدالمهدي أحد مرشحيه(وهو ربما أحد أسباب الأنخفاض الواضح في عدد مقاعده في هذه الدورة البرلمانية) والأغرب من ذلك أن السيد عبدالمهدي طرح نفسه كمرشح لرئاسة الوزراء قبل أن يقر أئتلافه ترشيحه كمرشح وحيد عن القائمة لهذا المنصب بعد أن أعطى ضمانات معينة للصغير مقتدى الذي تجاهل الأستفتاء الذي أمر هو بأجرائه وأسفر عن أختيار أبراهيم الجعفري كمرشح للتيار الصدري.
أفلات عبدالمهدي من العقاب ليس بشئ جديد في خضم الأرتباك السائد حاليا فقد أفلت قبله كثيرون كأيهم السامرائي وحازم الشعلان وفلاح السوداني ومشعان الجبوري ورغد صدام حسين وغيرهم العديدون لكن أن تصل الوقاحة به لأن يترشح لرئاسة الوزراء مستهترا بدماء ثمانية من شهداء الشرطة (وما خفي كان أعظم) لهو الوقاحة والعهر بعينه لكن نظرة سريعة لتاريخ هذا الشخص ستزيل كل الأستغراب فعادل عبدالمهدي لم يعرف عنه أنه كان يوما رجلا مبدئيا والدليل أن له تجربة مع كل مد سياسي في العراق فهو أبتدء حياته بعثيا قبل أن يتحول الى الشيوعية التي ما لبث أن تركها بعد أن أخذت في الضعف بمواجهة المد الأسلامي الذي دخل عبائته وبالطبع لانعلم الحلة الجديدة للسيد النائب التي قد نراه بها في حال أستمرت حاله التراجع الشعبي لحزبه الذي يعتقد الكثيرون أنه أصبح اليوم مجرد أطلال لتنظيم أحترق أوراقه..
ترى أن كان عبدالمهدي سرق الزوية وهو يملك نصف فوج من الحرس فماذا سيفعل وبيده مقدرات العراق كلها؟؟
نأمل أن لانضطر لمعرفة ذلك
 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات