شبّه أحد الخبراء السياسة في الدول العربية بحوض سباحة كبير وفارغ ، يكسر رقبة كل من يحاول الغطس فيه .. في إشارة إلى الإفلاس السياسي الذي تعاني منه الأنظمة العربية ، وأوضح ذات الخبير أن الإحصاءات تشير إلى إرتفاع أعداد قوات حفظ النظام الداخلي ، بالنظر إلى دورها المحدود والمحصور في السيطرة على حركات الشغب الداخلية ، ما يعني أن تلك القوات هي لحماية الأنظمة والحكومات أكثر منها لفرض النظام ، وإرتفاع أعدادها مقارنة بأعداد الجيوش المُعدة خصيصا لحماية الأوطان من أعداء خارجيين مُحتملين ، كلها مؤشرات خطيرة ! ..
ما يعني أن الحكومات تقيم بتلك القوات جدار صد بينها وبين مواطنيها ، لتأمن على نفسها من غضبهم وثوراتهم ضد تعنتها ، ولتعزل نفسها عن كل ما من شأنه أن يعكر أجواء العبثية التي تعيشها ! .. تلك القوات هي سواعد الحكومات اليمنى ، وجلاديها ، وكلاب شوارعها التي تطلقها على كل يخالف توجهاتها ، أو ينادي بالتغيير ! ..
لاتوجد ديمقراطية حقيقية في الدول العربية بحسب الخبير ، وبحسب واقعنا الذي لايحتاج إلى خبرة بديلة عن التجارب المعاشة ، ونضرب مثالا بحكومة مصر التي نظمت مؤخرا إنتخابات برلمانية فازت فيها بالأغلبية الساحقة ، ولم تنل فيها المعارضة سوى المزيد من المتابعات ، والكثير من التهميش والإضطهاد ! .. ومثالا آخر عن حكومة هي رائدة ـ برأيي ـ لكنها بحاجة إلى المزيد من المرونة ، هي حكومة الكويت التي إنهالت قواتها على النواب وأوسعتهم ضربا ، فقط لأنهم تجمعوا خارج إحدى الديوانيات ! .. إذا كان هذا جزاء مخالفة ( قانون التجمعات) فماهو جزاء شارب الخمر أو تارك الصلاة بحسب اللوائح والقوانين الرسمية الكويتية ؟! ..
التشكيلات البرلمانية هي التمثيل الرسمي الوحيد للمواطنين في نطاقات الحكومات المحدودة ، وممارسة العنف الجسدي ضدها ، أو حتى اللفظي ، هو تمريغ لكرامة المواطن في الأرض ، لأن النواب هم إختياراته وإراداته ، وينبغي إحترامها ، والمساس بهم رسالة مباشرة للمواطن بضرورة الذعون والرضوخ ! ..
الحكومات العربية تطبق ـ على ما يبدو ـ الآية ((.. وأعدوا لهم ما استطعتم ..)) لكن ليس على أعداء خارجيين يهددون الدين والثوابت والوطن ، بل على مواطنيها العزل الذين يكافحون فقط من أجل العيش الكريم ! .
ـــــــ
تاج الديــن : 12 ـ 2010
التعليقات (0)