مواضيع اليوم

وأعدوا لخراب مصر

إيهاب العمري

2013-01-01 00:00:00

2

 من يقرأ تاريخ تجارب الحكم الإسلامي في الوطن العربي أو من يزعمون تطبيق الشريعة يجد متلازمة غريبة بين حكم الأحزاب والجماعات الإسلامية وتقسيم الأوطان. لعلها صدفة ولكن عندما تتكرر الصدف يصبح النظر الى القضية من زاوية أخرى ضروريا لفهمها ودراسة نتائجها والآثار المترتبة عليها وأخذ الدروس والعبر.

سوف نأخذ سريعا مجموعة من التجارب قبل العروج على مصر وما تمر به من أحداث ونبدأ بأفغانستان التي نجح من يسمون أنفسهم مجاهدين بطرد الجيش الروسي ليبدأ فصل آخر من فصول الصراع داخلي بين بعضهم البعض كان عنوانه الإغتيالات والتكفير. وفصل آخر معناه أن الصراع كان مستعرا حتى والجيش الروسي مازال متواجدا في أفغانستان وكان عنوانه الإغتيالات والتكفير برضو. ولعل أشهر ضحايا الإغتيالات كان الشيخ عبدالله عزام الذي إغتالته المخابرات الأمريكية بالتعاون مع المخابرات الباكستانية وأسامة بن لادن لمجموعة أسباب منها أنه كان ضد أي تواجد أجنبي في أفغانستان وكان يتعاون مع القائد الوطني أحمد شاه مسعود الذي كان مكروها من محور رباني-يونس خالص-عبد الرسول سياف وبالتأكيد حكمتيار الذي إغتال أحد قادته نخبة من قادة أحمد شاه مسعود كانوا عائدين من أحد الإجتماعات بعد أن أعطاهم الأمان للمرور في المناطق التي يسيطرون عليها.

الضحية التالية هي القائد الوطني أحمد شاه مسعود الذي كان أفضل قائد للجهاد الأفغاني وتسجل له أفضل الإنجازات والإنتصارات العسكرية ضد الجيش الروسي وكان يقاتل من داخل أفغانستان حيث كانت كل قواعده ومركزه الرئيسي في وادي بانشير. أحمد شاه مسعود أيضا تم إغتياله من قبل تنظيم أسامة بن لادن بمباركة المخابرات الأمريكية والباكستانية لأنه كان ضد كل تدخل أجنبي في أفغانستان حتى لو كان من باكستان أو أمريكا وقد كانت إزاحته ضرورة للتمهيد لأحداث (9/11) وكان من القوة والتنظيم إمتلاكه معلومات من عملائه داخل باكستان وتنظيم القاعدة عن نية التنظيم شن عمليات داخل الأراضي الأمريكية.

قسموا أفغانستان ألى مناطق نفوذ بينهم كأمراء حرب وكانوا يحاربون الجيش الروسي ويتقاتلون فيما بين بعضهم البعض لدرجة أن المحور الوهابي في أفغانستان والذي يضم القادة الأربعة وناصرهم أسامة بن لادن في إصدار فتواهم بتكفير أحمد شاه مسعود والتي إنساق إليه الكثير من المجاهدين العرب في قتال أحمد شاه مسعود ودخلوا دائرة الصراع الأفغاني الذي كانت له خلفيات عرقية وطائفية لا تمت للإسلام بأي صلة.

التجرية الثانية كانت في الشيشان حيث نجح من يسمون أنفسهم مجاهدين في الشيشان في إخراج الجيش الروسي مؤقتا ليتقاتلوا فيما بينهم ويقوموا بخيانة بعضهم البعض حيث قام بعض قادة الجهاد الشيشاني بالوشاية بالقائد سلمان راضوييف وهو صاحب أفضل العمليات العسكرية بين قادة المجاهدين بلا منازع وذالك الى الجيش الروسي نتيجة تنازعهم فيما بينهم على عائدات الجمارك والتهريب ومبيعات النفط ومناطق النفوذ وطبعا تدخلات من يسمون المجاهدين العرب الذين مثل ما يقول المثل (خربوها وجلسوا على تلها) ولم يلتزموا الحياد وتدخلوا في الشأن الداخلي الشيشاني كما فعلوا في أفغانستان.

في أفغانستان والشيشان, كانت هناك فرصة حقيقية لأن تظهر دولة الإسلام الحقيقة بسماحتها وعزتها وأن ينشغل أهل تلك البلاد ببناء ما دمرته الحروب في بلادهم ولكن هيهات فأطماع من يسمون أنفسهم قادة المجاهدين حالت دون ذالك وأصبحنا نرى ونسمع أفلام رعب في أفغانستان من قتل وقطع رؤوس و حرمان النساء من التعليم والعمل والتنقل وإعدام النساء في الشارع وتحكيم التشريع القبلي وجعله فوق التشريع الإسلامي وطبعا في الشيشان للتقاتل فيما بينهم.

التجربة الثالثة هي الحرب في البلقان حيث إرتكبت فرق الموت الأمريكية التي كانت أعضائها ممن يسمون أنفسهم مجاهدين المجازر المروعة لتبرير التدخل الدولي وإستكمال سيناريو الحرب الباردة وتدمير حلفاء روسيا وكانت طائرات حلف شمال الأطلسي تنقل من يسمون أنفسهم المجاهدين وتنقل لهم المعدات والتموين وتشرف على إنسيابية خطوط تموينهم وإمدادهم حتى أن باكستان قد قامت بشحن صواريخ مضادة للدبابات الى البلقان بمعرفة الإدارة الأمريكية حيث أنها أسلحة لا تباع لطرف ثالث بدون موافقة الإدارة الأمريكية.

تجارب أخرى في السودان والصومال إنتهت بتقسيم البلدين وحروب أهلية لم ولن تنتهي وكل ذالك تم بمعرفة الإدارة الأمريكية وهي حروب أمريكية بإمتياز بحجة القضاء على الخطر الشيوعي وإنساق للأسف خلفها عدد ممن غسلت أدمغتهم الدعاية الوهابية في المساجد ووسائل الإعلام في البلدان المختلفة التي كانت تطمح حكوماتها الى تصدير مشاكلها الداخلية خارج تلك البلدان الى أماكن أخرى تحت غطاء الجهاد ضد الشيوعية.

مصر لن تختلف عن ذالك فهدف الأدارة الأمريكية هو تقسيم مصر وشعار أرضك يا إسرائيل من الفرات الى النيل عبارة عن نبوئة توراتية تلقى دعما من قبل المحافظين الدينيين في أمريكا والتي يرون فيها تحقيقا لنبئة الرب بإعادة السيطرة اليهودية على أرض الميعاد تمهيدا لعودة المسيح حسبما تزعم أساطيرهم.

لتنفيذ السيناريو الأمريكي, تم تقديم الدعم لحزب الإخوان المسلمين في مصر وتم تهديد الإدارة المصرية بحجب المعونات الأمريكية إن إستمر التضييق على منظمات نشر الديمقراطية المتمولة أمريكيا التي تم ضبط خرائط في بعض مقراتهم متعلقة بتقسيم مصر الى دويلات حيث تبين أن حركة 6 أبريل هي إحدى تلك المنظمات والتي تبين فيما بعد أن من يقف ورائها هم الإخوان المسلمين في مصر مما أدى لحصول إنشقاق ونزاع بعد تبين بعض أعضائها تلك الحقيقة المفجعة وتبين خداعهم. حركة 6 أبريل هي إحدى أدوات المخطط الأمريكي عن طريق برامج تدريب مثل جيل جديد وموفمنتس وهناك صور لأعضاء من حركة 6 أبريل مثل محمد عادل وأحمد دومة وهم يحملون أسلحة قنص ويتدربون عليها في برامج أمريكية لتعليم الديمقراطية والإحتجاج السلمي وذالك تناقض واضح.

الحاصل أنه في النهاية وبعد إستخدام كل أساليب الرشوة والفساد والسميرة وتوزيع الطرود التموينية على الفقراء من أهل مصر وشراء الأصوات بتمويل سعودي/قطري/أمريكي مشترك, فقد تمكن سجين هارب بتهمة التختبر مع جهات أجنبية ويدعى (محمد مرسي) من الفوز بمنصب الرئاسة. وهذا ليس كلامي فمثلا تلقت جمعية أنصار السنة المحمدية أموالا قطرية من وراء ظهر الحكومة المصرية بلغت 188 مليون جنية وأيضا كلام حملة جورج ماكين الإنتخابية التي إتهمت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدفع مبلغ مليار ونصف مليار دولار للإخوان المسلمين في مصر وإستقبالهم في البيت الأبيض رغم أجنداتهم العلنية التي تدعو لتدمير أمريكا والحضارة الغربية بشكل عام وأيضا هناك إستجواب  من عضو مجلس النواب الأمريكي باري هنكل بخصوص نفس الموضوع  وهناك أيضا طلب إستجواب من السيناتور الجمهوري لويس جومرت بخصوص نفس الموضوع وطلب إستجواب من عضو الكونجرس ميشيل باكمان بخصوص علاقة سكرتيرة هيلاري كلينتون هوما عابدين بالإخوان المسلمين. كل هذا كذب فماذا تريدون أكثر من إعترافات خيرت الشاطر بتلقي دعم أمريكي للوصول إلى حكم مصر؟ وأيضا.....وأيضا.....وأيضا....

رغم كل أنواع الفساد والسمسرة والرشوة وشراء الأصوات التي تم إستخدامها فإن أهم سلاح تم إستخدامه بالتعاون مع حلفائهم السلفيين كان سلاح الدين حيث تم تحريم التصويت للمرشحين الآخرين بإعتبارهم فلول وعلمانيين وكفار وتم تحريم التصويت لمرشح لا يصلي وإستخدام منابر الجوامع وخطب الجمعة بما يخالف كل القواعد المرعية المعمول بها للحفاظ على نزاهة الإنتخابات وعدالتها وتساوي الفرص بين المرشحين.

لأن الإنجازات هي معيار النجاح من عدمه فهل هناك أي إنجاز قام به محمد مرسي منذ إعتلائه سدة المنصب الرئاسي؟

1- إنهيارات متتالية في البورصة المصرية, 2- أنهيار شبه كامل لقطاع السياحة, 3- فقدان ثقة المستثمرين بالإقتصاد المصري, 4- صعود التيار الديني الأصولي وقيامهم بالبلطجة على المواطنين بحجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى هدم الأهرامات وتغطية وجه التماثيل الفرعونية بل ودعا بعضهم الى هدم أبو الهول لأنها تعبد من دون الله حسب زعمهم, 5- فقدان الأمن وغياب ملحوظ للشرطة, 6- إزدياد النغمة المعادية للمسيحيين في مصر وخصوصا الأقباط والإستيلاء على عدد من الكنائس بالبلطجة وتحويلها الى مساجد, 7- عدم وفاء الرئيس محمد مرسي بأي من وعوده من إنجازات خلال مائة(100) يوم وهي نقطة سوف أتكلم عنها بشيئ من التفصيل في نهاية الموضوع, 8- تبين كذب مايسمى مشروع النهضة والذي هو عبارة عن هذيان وليس مشروع إقتصادي للنهوض بمصر, 9- خروج شبه جزيرة سيناء من سيطرة الحكومة المصرية وتزايد ملحوظ لنشاط التيار الأصولي فيها وقيامه بعدة هجمات ونصب كمائن للجنود المصريين حيث تم قتل عدد منهم في رمضان وهم صائمون, 10- إزدياد نفوذ حماس في سيناء وإفلات عناصرها المتورطين في الهجمات داخل سيناء من يد العدالة بعلم ومعرفة الرئيس المصري, 11- إرسال مئات من شاحنات الوقود الى غزة بينما تعاني مصر من شح تلك المادة وفتح المعابر أمام أهالي غزة من دون حسيب ولا رقيب في بداية لمشروع توطينهم في سيناء, 12- تعيين صهر رئيس وزراء غزة إسماعيل هنية ويدعى هشام قنديل رئيسا لوزراء مصر, 13- عدم لامبالاة الرئيس المصري بمشاعر الشعب المصري في مجموعة من الأحداث وهذه تحتاج الى شيئ من التفصيل.

إجتماع الرئيس المصري ورئيس وزرائه هشام قنديل مع رئيس وزراء ليبيا في يوم مقتل الجنود المصريين وتبادلهم الضحكات بطريقة توحي بعدم إهتمام رئيس مصر ورئيس وزرائه بالحادثة بالإضافة الى عدم إهتمامه بكارثة حادث القطار في أسيوط والتي أسفرت عن مقتل ما لايقل عن خمسين تلميذا. بل وزاد في الطين بله حين تم عرض تعويض تافه يقدر بخمسين ألف جنيه مصري عن كل ضحية وهو ما أثار غضب أهالي أسيوط ليس بقيمة التعويض حيث أن تعويض القتل الخطأ شرعا لايقل عن سبعمائة وخمسون(750) ألف جنيه بل لأن زيارة مرسي وصلاته في أسيوط قد تكلفت تسعة(9) مليون جنيه وهو ما يعد إستهتار بأهالي الضحايا والمال العام حيث تكررت زياراته الإستعراضية في أيام الجمعة وخطبه التي يلقيها بعد كل صلاة. أهالي أسيوط رفضوا قبول مبلغ التعويض التافه كما أنهم رفضوا العزاء في أبنائهم وهي أشارة صعيدية الى إستعدادهم للثأر من مرسي وعصابته.

14- إصدار عفو عن ثلاثة(3) آلاف من أخطر المجرمين المصريين الهاربين في أفغانستان والعراق وبلدان أخرى وعودتهم الى مصر لإرهاب الشعب المصري بهم وأيضا العفو عن أخطر المسجونين داخل مصر من التكفيريين وإطلاق سراحهم ومنهم قتلة السادات رحمه الله بل وحضورهم الإحتفالات بذكرى إنتصار أكتوبر وهي القمة الهزلية للأخطاء الذي يرتكبها الرئيس المصري, 15- طلب قرض من صدنوق النقد الدولي والكذب على الشعب بخصوص أن القرض بدون فائدة رغم وعوده قبل أن يتم إنتخابه بتوفير مليارات الدولارات لمصر والإستغناء عن القروض والمعونات وإستعادة الأمول المنهوبة للخارج وهذا كله لم يتم يعني رئيس كذاب.

هناك أسباب أخرى لإنتقاد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين بشكل عام وهي في محصلتها لا تؤدي إلى إستنتاج سوى أنه رئيس طرطور ودندول لمرشد الإخوان في مصر حيث كانت الهتافات في جمعة السبت التي زعم الإخوان أنهم حشدوا لها عشرة ملايين كانت (يا بديع يا بديع انت تؤمر احنا نطيع) واخد بالك وليس إطاعة الرئيس المصري بل مرشد الإخوان في مصر.

مظاهرات الإخوان المسلمين لدعم قرارت رئيسهم بالتعديلات الدستورية الأخيرة كانت مسخرة ومضحكة وفرصة للتندر على الإخوان وجماعتهم حيث شوهد مثلا بعض المشتركين في المظاهرة يجلسون على علم مصر بينما يرفعون علم الإخوان المسلمين وتم توزيع كباب وكفتة (لعشرة ملايين متظاهر) واخد بالك يعني داه كان يوم أسود للماشية في مصر وخصوصا البقر وقطعان كبيرة من الماشية تهرب الى السفارة الهندية وتطلب اللجوء السياسي والفيديوهات التي تم نشرها لمؤيدي القرارت لا تدل إلا على أنهم بعض إشترك في تلك المظاهرات وهو لا يعرف أي شيئ من أي شيئ ولا سبب تلك المظاهرة حيث تم شحن بعضهم في الحافلات (الحكومية) الى القاهرة من المحافظات للمشاركة في المظاهرة بعد وعدهم بكروت شحن موبايل ومائة جنيه لكل فرد وغداء وتوصيلة مجانية عائدا الى منازلهم.

وإذا بحثنا في شخصية الرئيس محمد مرسي فعدا من أنه لا يحكم مصر وهو فقط دندول للمرشد فقد ظهر في سفراته الخارجية ومقابلاته الصحفية بطريقة تحط من مكانة مصر وتجعله أقرب للعربجي وسائقي التوك توك أكثر منه رئيسا مع إحترامي لكل من يكسب عيشه بشرف. فقد تم التنبيه على موظفي البروتوكول والمعنيين بترتيب سفرات الرئيس المصري في وزارة الخارجية من قبل مسؤولين أجانب بأن الرئيس المصري ما بيستحماش بالإضافة الى ظهوره أمام رئيسة وزراء أستراليا وهو بيهرش في البتاع وبيسخن عليها مما أدى الى السخرية اللاذعة منه في كافة محطات التلفزة الأسترالية التي تركت كل هموم ومشاكل الشعب الأسترالي وقررت الترويح عنهم بإعادة بث مشهد الهرش عدة مرات. أما بالنسبة لوعوده بالديمقراطية والحريات المدنية فقد كانت كلها وعود زائفة كاذبة حيث يتم تكفير المعارضين وتخوينهم وإتهام كل من يعارضه بأنه فلول وإرسال البلطجية الى ميدان التحرير على ذمة الديلي ميل للتحرش بالنساء والإعتداء على المتظاهرين المعارضين لمرسي وسياساته.

الشخصية المفككة المهزوزة للرئيس المصري محمد مرسي أثارت تعليقات في أكثر من محطة أجنبية وصحف منها السي إن إن التي وصفته بأنه من دون كاريزما ومجلة التايم الأمريكية التي نشرت توضيحا لقرائها بعد يوم واحد من مقابلتها مع الرئيس المصري بأن لغته لأصلية ليست الإنجليزية رغم تدريسه في الجامعات الأمريكية لسنين عديدة وأنه على متابعي المجلة منحه بعض التعاطف أثناء القرائة وخصوصا عند المرور على الفقرة التي ذكر فيها إعجابه بفيلم كوكب القرود والذي تعلم منه كيف يحكم مصر وعمار يا مصر.

المهم أن الهبة الشعبية ضد الرئيس المصري الآن والذي من المتوقع أن تقتلعه من الحكم وجماعته أو تضعفهم بشكل كبير سببها الإعلان الدستوري الذي قام مرسي فيه بمنح نفسه حق جمع السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية مما يعد مخالفة واضحة وحنث بيمينه الذي أقسمه عند توليه الرئاسة حيث أن من أهم بنوده تحصين قرارات الرئيس من أي إجرائات قضائية بالطعن أو النقد أو حتى مجرد رفع دعوى قضائية, عدم تعيين نائب للرئيس, له حصانة برلمانية مدى الحياة إلا عند ضبطه في حالة التلبس, حق تعيين وعزل الضباط العسكريين دون قيد, تعيين كل روؤساء الأجهزة الرقابية التي من مهامهما مراقبة أعمال الرئيس والحكومة, مدة الفترة الرئاسية هي ستة سنوات ويجوز إعادة إنتخاب الرئيس لمدد أخرى....واخد بالك من كلمة مدد(بضم الواو) وضعوا تحتها ألف خط بالإضافة الى فرض رقابة مشددة على وسائل الإتصال الرقمي والإجتماعي.

تلك القرارات أدت الى ردة فعل دولية ضد الرئيس المصري حيث وصفت منظمة العفو الدولية القرارات بأنها فضيحة ورفضت ألمانيا إستقبال مرسي حتى لا يفسر هذا على أنه دعم له ولقيت قراراته إدانة دولية واسعة من حكومات وناشطين ومؤسسات ذات علاقة لتنافيها مع أبسط مبادئ حرية الرأي والتعبير حيث أن تلك التعديلات تمنح الرئيس المصري الحق بالحكم الإلهي لمصر والعودة بمصر الى عصور القرون الوسطى على الطريقة الأوروبية وسيطرة الكنيسة على مقاليد الأمور مع الفرق في حالة مصر هو سيطرة الفاشية الدينية السلفية والإخوانية على مقاليد الأمور.

وبالنظر الى أعضاء تلك الفاشية الدينية التي تؤيد الرئيس المصر من رموز وقادة وأعضاء في البرلمان فنجد أن الكثير منهم تحوم حوله الكثير من التسائلات الأخلاقية وشبهات الفساد واللصوصية فمنهم من هو متهم بتجارة الآثار وآخرون بتهريب البنزين المدعوم وبيعه في السوق السوداء وفي محطات بنزين تابعة لهم وآخرون بغسيل الأموال ودعارة في شقق مفروشة وفعل فاضح في الطريق العام وبلاغ كاذب. وهم أكذب خلق الله فتجد أحدهم يكذب بخصوص جنسية والدته والآخر يكذب بعدم تقديم مرشح منهم للرئاسة وقس على ذالك نماذج لمن تريد أنت تحكم مصر. وتناقضات مواقفهم يعني فاضحة وأذكر هنا موقفهم من إتفاقية كامب ديفيد والتي قتلوا السادات بسببها والتي يقسمون أغلظ الأيمان للإدارة الأمريكية بالحفاظ عليها وقضية تصدير الغاز لإسرائيل التي صدعوا رؤوسنا بالحديث عنها أيام النظام السابق والآن هم من أشد المحافظين عليها ومازال الغاز المصري المحروم منه الشعب المصري يتدفق إلى إسرائيل بأسعار تفضيلية حتى لا يصاب صديق مرسي الوفي بيريز بالزكام من الطقس البارد وهذه قائمة بالفضائح من دون ذكر أسماء التي سوف أترك معرفتها لذكاء القراء:

1- أدين أبنائه بالتجارة بالآثار, 2- بيشتم وبيكفر, 3- يتهم الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه كان يشتم, (ومالو) وتوزيع صور فوتوشوب مفبركة لإلهام شاهين, 4- إشتهر بقوله أن الديمقراطية حرام لأنها تجعل التشريع للشعب, 5- ليبرالية يعني أمك تقلع الحجاب, 6- قانون الطوارئ في القرآن, 7- تهديد بذبح المعارضين في نصف ساعة, 8- فعل فاضح في الطريق العام, 9- حبس شهر لعدم سداد نفقة إبنته لمدة ثلاثة سنوات, 10- علاقة غير شرعية مع سيدة تونسية, 11- أدين شقيقاه بتهريب السولار بالتعاون معه ومع نائب آخر من نفس الشلة الوسخة, 12- بلاغ كاذب بخصوص تعرضة لسطو مسلح, 13- يكذب بخصوص جنسية والدته, 14- بيع بنزين وسولار مدعوم بالسوق السوداء (وكيل لشركة إكس موبيل في مصر), 15- ضرب وسب رجال شرطة, سرقة 2.3 مليون دولار بخطاب رسمي من والدهم الى البنك المركزي, 16- قاتل ومجرم مطلق السراح, 17- توزيع ونشر الفيلم المسيئ على محطته الفضائية الدينية.

وكما وعدتكم بالكلام في نهاية الموضوع بخصوص وعود مرسي لشعبه بالنهوض بمصر خلال مائة(100) يوم وتسجيل تحسن ملموس في كافة أوجه الحياة يلمس أثره المواطن المصري فسوف نعقد مقارنة بسيطة بين مرسي والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند(يساري) وماذا حقق لفرنسا خلال مائة يوم من إنتخابه:

1- تحقيق الأمن في الضواحي المحيطة بباريس, 2- إصدار قانون ضد التحرش الجنسي, 3- رفع الحد الأدنى للأجور, 4- ضبط الميزانية, 5- تعديل قانون المعاشات ورفع قيمة المعاش, 6- تعديل قانون الإيجارات, 7- خفض الضرائب على الكتب وعروض المسرح والأوبرا لتصبح 5.5%.

ولم نسمع أن الرئيس الفرنسي مثلا أصدر إعلانا دستوريا يضع في يده كل السلطات القضائية والتنفيذية والتشريعية أو أنه كان قبل إنتخابات الرئاسة سجينا هاربا من السجن على ذمة التحقيق في قضية تجسس وتخابر مع جهات أجنبية أو أنه سمح لمجموعة من المساطيل بأن يقوموا بتعديل الدستور على الرغم من أن أحدهم كان سائق تك توك قبل أن يصبح نائبا في البرلمان وعضو آخر صدر الحكم بإدانته في قضية فعل فاضح والثالث مدان بتهمة بلاغ ثابت وإزعاج السلطات والرابع تاجر دواجن وهلم جرا.

فماذا قدم محمد مرسي لمصر؟

لا شيئ إلا تنفيذه خطوات مخططة ومدروسة لتقسيم مصر وتخريبها وتفتيت الجيش المصري لمصلحة جهات أمريكية وقطرية وإسرائيلية ليس لها في مصر قوية تقف إلى جانب قضايا العرب والمسلمين وخصوصا قضية فلسطين.

وفي النهاية أدعو الى الله بالتوفيق لكل القوى الثورية المعتصمة في ميدان التحرير وكل المشاركين في العصيان المدني الذي يبدأ غدا الثلاثاء وخصوصا بعد قيام خرفان المرشد بالبلطجة وحصار المحكمة الدستورية ومنع القضاة من مزاولة عملهم وعقبال تحرير مصر من الإحتلال الإخواني/السلفي الذي هو ليس إلا وجه من أوجه الحركة الصهيونية ويعملون لتحقيق أهدافها.

تحية ثورة فلسطين

الوطن أو الموت




التعليقات (2)

1 - الأخوان المسلمون (حزب سياسى يرفع شعارات دينية ) و مبارك وجهان لعملة واحدة!

وائل مطر - 0000-00-00 00:00:00

مرسى فقد شرعيته عندما سمح لأحد أقطاب حزبــــه عصام العريان فى الأستمرار فى منصبه كرئيس لكتلة حزب العدالة فى مجلس الشورى بعدما صرح بترحيبه بعودة اليهود المصريين لمصر و استرداد ممتلكاتهم . و عندما قام بادارة مصر على انها تكية تماما مثل ما كان يفعل مبارك و قام بتعيين 35 وزيرا بدل من الأكتفاء ب 14 وزيرا مثل المانيا.و السماح باستمرار مجلس الشورى الذى أجمع الكل على الغائه لعدم فائدته و لم يخفض عدد سفارات مصر بالخارج إلى النصف و هى 170 سفارة (أمريكا لديها 90 سفارة فقط ) بل أصدر قرار بفتح سفارة جديدة فى سلطنة بروناى. و عدم منع إستيراد السلع الترفيهية من أطعمة قطط و كلاب و كافيار و سجائر و خمور و جمبرى جامبو و أستاكوزا و التى تكلف مصر 4 مليار دولار سنويا!!!! فى بلد يعيش 40 بالمائة تحت خط الفقر و غارقة بالديـــون. أما عن التطنيش عن سرقة إسرائيل و قبرص لحقول غاز شرق المتوسط المصرية و ســد إثيوبيا الذى سيمنع مياه النيل عن مصر فحدث و لا حرج. و لم يفعل شيئا أمام مهرجان البراءة للجميع لأعوان مبارك و عدم القصاص للشهداء و ترك مجموعة من البلطجية يشيعون الرعب فى مصر و لو أعدم 100 بلطجى لعاد الأمن و الأمان ... مزيـــــد من التفاصيل فى مقالات ( ناس هايصة و ناس لايصة ، مغارة على بابا ) بالرابط التالى http://www.ouregypt.us/culture/main.html محمد بديع قــال : و لماذا لا نسمح للفلسطنيين من غزة فى أقامة مخيمات للاجئين فى سيناء و هذا ما فعلته دول مثل سوريا و الأردن و لبنان؟ - و ده بالضبط هو مخطط التوطين الذى تريــــده إسرائيل لحل مشكلة ازدحام غزة على حساب مصر

2 - رشاوي

محمد سمير عسكر - 0000-00-00 00:00:00

القصة ايها الحمار يا عبد بشار ليست قصة اخوان او اخوات ..وليست قصة الرئيس مرسي..بل قصة مؤامرة كبرى ضد التحول الديمقراطي في مصر عن طريق اطراف خارجية تحارب وبعنف ضد الديمقراطية في العالم العربي حتى يستمر حكمها البربري.وشاركتهم اطراف وأذناب مصرية داخلية مثل الحمار السيسي وبردعة الحمار البرادعي وغيرهم.هل تعرف حجم الرشاوي التي حصل عليها السيسي.علاوة على راتب شهري 3 ملايين جنيه وبقية المجلس العسكري راتب مليون جنيه شهري وشيخ الازهر مليون جنيه شهري..وكبار رؤساء الصحف معاش نصف مليون جنيه.هؤلاء يبحثون عن مصالحهم ولا يريدون نجاح الديمقراطية في مصر .مرسي رئيس سوف يعود وبعد سنوات ياتي رئيس من حزب آخر وتستمر الديمقراطية رغم انف ابو بكس الفاشل..

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !