مواضيع اليوم

وأحسست أنني ماروكو

هـنــد بن كحيلة

2009-05-28 13:11:24

0

ملاحظة لا ينصح بقراءة المقال لذوي الأحاسيس المرهفة ...


لأول مرة أحس بثقل في يدي لما هممت بإخراج بطاقتي الصحفية المنتهية الصلاحية لكي أعطيها للبواب الذي يقف عند بوابة المصنع راجية إياه السماح لي بالدخول مستعطفة إياه بكل ما جادت به قريحتي من دعوات صالحة تعلمتها من أمي ومن عجائز أهلي. رق قلبه أخيراً وسمح لي بالدخول إلى "الريسابشن" فقط لكي أتمكن من مسح العرق المتصبب على جسمي والفوز بشربة ماء باردة على نفقة المصنع الذي كان يفوح مسكاً. لكن ما الذي يحدث لي ما الذي جعل أقدامي تسوقني إلى هذا المكان بالذات. دعوني أفكر والعودة بذاكرتي إلى الوراء قليلاً .. فقط قبل ساعة من وصولي إلى هذا المكان.
الأمور بدأت هكذا استيقضت مفزوعة ليس لصوت نهيق حمار أو لسمفونية الاستنشاق والاستنثار الأنفية المزعجة والمضمضة الفمويية للعمال الذين يسكنون تحت بنايتي أقصد غرفتي والذين تعودت النهوض على أصوات تمخطهم كل صباح. كان مصدر الانزعاج أن الصبح قد أقبل نعم.. صرت أنزعج من إشراقة الصباح بل وأخافها كثيرا مذ فقدت وظيفتي التي لا كنت أعرف معنى للنهوض من دونها والمهاجرة إليها بكل شوق وحب وجهد.
بدى العبوس على محياي وتحاملت على نفسي و"بوزي شبرين" كنت أخبط وأرمي كل ما وصلت له يداي لكي أزيل بعض التوتر وقمت أيضاً بمعاقبة بطني بأن جعلت حليب الصباح يبرد ويسرد لكي يصير أي شئ عدا حليب ولكنني شربته رفقاً برأسي الذي سيؤلمني حتما لو غابت غرامات الكافيين المترافقة مع الحليب.
ارتديت ملابسي ووضعت الواقي الشمسي رأفة بخطيبي الذي لن يتحمل رؤية وجهي المبرونزي ليلة الزفاف فأنا زوجة مطيعة أليس كذلك؟ وخرجت آآآآه فقط الآن تفكرت لم قدمت إلى المصنع.
-نعم أختي هذه أنا ..هل تتذكرينني؟؟
-لا أتذكرك ولكن هل أخدمك بشئ؟
- مشكورة عزيزتي فقط أريد أن ...
لم أقو على الكلام لأن فقاعة العرق التي كنا نراها على الصغيرة "ماروكو" تشكلت على رأسي وبدأت تميل بي يمنة ويسرة ولكنني فرقعتها فلا وقت لدي لتضييعه .
-فقط هذه سيرتي الذاتية ضعيها عندكم لعلكم تحتاجون يوماً لفتاةٍ مثلي.
بدى السرور على موظفة الاستقبال وقد قدمت لي الماء وأمرتني بالجلوس .
-حسناً سأكلم مسؤول التوظيف ما دمت جئت إلينا بنفسك .
-رائع وأنا حاضرة ومستعدة.
بدأ لون الموظفة يتغير في الوقت الذي كانت تهذي بكلام مشفر لا يمت للغة الانجليزية بأي شئ. ثم أشارت لي بالتوجه إلى الهاتف الذي بدأ يرن على جنبي ...خطفت السماعة وبانجليزية متواضعة رددت :
-HI SIR HOW ARE YA!
- I AM FINE AND YA?
-GOOD GOOD GOOD
-GOOD
-ARE YOU LOOKING FOR A JOB
-YES SIR (يعني أنا جاية أتعرف عليك؟)
- WHICH KIND OF JOB YOU ARE LOOKING?
-ANY KIND OF JOB SIR IT DEPENDS ON WHAT YOU OFFER FOR ME
- I OFFER NOTHING DEAR
-REALLY ?? قلتها بحسرة
-YES DEAR
-OK NO PROBLEM NICE TO TALK TO YOU SIR BUT DONT HESITATE TO CONTACT ME IN FUTURE IF YOU NEED MY EXPERIENCE.
-SURE
SALAM-

حملت حقيبتي بيد أثقل وودعت الموظفة وبسلام حار وودعت عامل الأمن الذي سمح لي بالدخول ورجعت من حيث أتيت . لأنتقل إلى مكان آخر سيكون موضوع مقالتي القادمة التي لا أنصح أيضاً ضعاف القلوب بقرائتها.
ودمتم سالمين.
بقلم :هند بن كحيلة
28-05-2009
16:22 زوالاً

• يسرد: كلمة عامية جزائرية تعني "يبتل"
• مبرونزي :كلمة عامية جزائرية مشتقة من كلمة برونز وتعني اسمرار البشرة بفعل الشمس.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !