جلس في ناصية الشارع يراقب المارّة ويصنفهم
فمن يتلحف بعباءة غالية الثمن جميل المظهر أمير أو غنيّ
ومن يلبس عباءةً اقل منه قليلاً عالم أو شيخ
ومن يلبس أقل درجة زاهد وتقي
ومن لا يلبس العباءة له تصنيف لديه أيضا !!
أنتقل للجانب الأخر من السوق صوب النساء
هذه عاصية متمردة فاسقة قد تصل لدرجة .......!!
وتلك ملتزمة محتشمة .
والأخرى لباسها لا يرتقي للذوق العام !!
أنتقل لمجلسه العامر وبدا التصريحات والتصنيف للبشر
والدليل معه يتلوه ومن معه من الأتباع ( سوى ذاك المتمرد )
يستمع بشغف !!
خرج من بينهم صبي ( بنظرهم ) وسأل سؤالاً خبيثاً :
وهل تعلم ما في داخل تلك العباءة ؟؟
تملكهم الصمت فهم في حضرة الناظر أو المنظّر !!
أجابه صاحب الفضيلة : نعم فالبعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير .
رد عليه الفتى ( المتمرد بنظرهم ) :
وهل تعرف البعير أصلاً لتعرف البعرة !!
أجاب كبيرهم : نعم فلدي من العلم الغزير ما يبصر منه الضرير
رد عليه الفتى وماذا تصنفني أنا ؟
أجاب كبيرهم : أنت صغير فاسق متمرد لا تفقه شيئاً
خرج الفتى لبرهة ثم عاد وقد لبس العباءة الغالية الثمن والملابس الجميلة
وسأله : صنفني ؟؟
صاح صاحب المجلس بالحضور أحضروا البخور !!
وناداه ليجس بجانبه وهمس بأذنه منذ متى يابني وأنت تمتلك المال !!
وقفات
لا غرابة فنحن في زمن المظاهر
حتى أصبحنا لا نفرق بين الطاهر والفاجر
فكم تحت العباءة من مظهرٍ بشع
وكم من قلب أبيض تلحف بعباءة بيضاء نقية لا تظهر على أكتافه !!
توقيع
في طريقة لتطهير ذاته مشى في طريق مظلم وصادف شيطان ، تركة خلفه وواصل المسير حتى وصل لطريق يشع نوراً وهناك رحب به مَلَك وأوصاه : أحذر ففي طريقك أنثى !!!
التعليقات (0)