هي كالضب بل أضل سبيلا "المرأة"
من يدعي العلم الشرعي ويؤمن بالإنسانية ويدعوا إلى القيم والالتزام يغرد بتويتر مشبهاً المرأة في الوفاء والصبر بأنثى الضب و يصورها بالشقه المؤثثة تأثيث كامل و يصورها بالسمكة إن خرجت من الماء فإن الموت سيكون حليفها , تصوير حيواني جمادي لا روح فيه ولا إنسانية , هذه حال بعض من يدعي العلم المذيل بتوقيع شرعي فالتوقيع شيء والشرع شيء آخر ..
لطالما تعرضت المرأة بمجتمع من المفترض أن يكون مجتمع متدين منفتح للظلم والتضييق فالفتاوى الفحولية تطاردها صباح مساء , والاراء الحيوانية تهطل عليها من فضاء واسع لا ضابط فيه , والنظرات الشهوانية تضايقها بالشارع وبالسوق وبالعمل , وتلك مفارقات وتناقضات لا توجد الإ بمجتمع يتغنى كل وقت وحين بأنه راعي للإنسانية والدين ؟
يمكن تفهم آراء تصدر من شخص جاهل لا يتعدى فهمه عدد أركان الإسلام وشروط الصلاة , لكنني لا أتفهم بعض الأراء الصادرة من دعاة يشغل بعضهم مواقع أكاديمية مرموقة , فالعقل هنا محتار أين سبب المشكلة الحقيقي في عقل الشخص أم في ماذا , فديننا دين شامل كامل وسطي يؤمن بالإنسان ويعزز وجوده ولا يفرق بين ذكر وأنثى إنسانياً وحقوقياً والتفريق فقط في الواجبات وبعض الفرائض والأحكام , لكن العقل لا أعلم ما اصابه من خلل , فالحديث كله منصب على المرأة وكأنها خطيئة كبرى وكأنها هي سبب الفتنة والدمار الرئيسي فأين سبب المشكلة الحقيقي ؟
في ظني سبب المشكلة الحقيقي في الفهم والوعي , فالعقل الواعي المتفهم المتفتح لا ينظر إلى المرأة بمنظور جسدي حيواني شهواني ينظر إليها بمنظور إنساني بحت فطبيعتها الإنسانية تطغى على تكونها الجسدي العاكس لجمال روحها وصمود قلبها .
لا يكاد يمر يوم الإ ويزدحم فضاء تويتر بأراء وبأفكار أشبه ما تكون بالحيوانية تنال من المرأة المخلوق الضعيف مسلوب الحقوق مكسور الجناح , ولا يخلو كتاب أو رسالة من ذكر المرأة بأنوثتها وبشهوتها وبأعضائها فهي إن لم تتقيد بكذا وكذا فإن الرجل سيكون حالة كذا وكذا وكأن المرأة هي سبب إنحراف الرجل الرئيسي !
عندما يتطرف العقل فإنه يدخل بصراع مع الذات ومع المجتمع فيحرم الحلال ويشرعن الحرام دون وعي أو إدراك , ومن المحرمات وصف خلق الله بأوصاف لم يوصفهم بها الخالق , ذلك الصراع يقضي على قيم كثيرة ويبعث جاهلية مقيتة , والبعض قد يبرر الإساءات بالخوف من فتنة النساء , تبرير شهواني فكما أن للنساء فتنة فإن لهن شهوة مثلهن مثل الرجل وضبط الشهوات لا يكون بالإساءة بل يكون بنشر الوعي وتغليب الإنسانية على الحيوانية والإلتزام بقيم وتعاليم ديننا الحنيف الذي وضع لكل شيء ضابط .
الإساءة اللفظية للمرأة يرجع سببها إلى الفهم الخاطيء لكثير من الأراء وإلى التشدد والتطرف الفكري النابع من أدلجة فكرية تسعى لأدلجة الواقع وحرف مساره , والإ كيف نفسر الإساءات اللفظية والواقعية على المرأة فالحرمان من الحق إساءة والتشبية الحيواني إساءة والإنسانية لا تقبل ولا تحتمل الإساءة , وهنا تساؤل هل تبقى لدى المسيء وسطية أم أنه لا يعلم ولا يدرك ماهي الوسطية فالمخلوق تحول لضب وقطعة آثاث فاخرة على حد قوله !
التعليقات (0)