هي القدس ..وصلاة فيها يوم جمعة في رمضان
بقلم عوني ظاهر
هي القدس الحزينة ما ابهجها وما اسعدها برمضان وباهل رمضان وبرجال ونساء رمضان رائدهم وخطيبهم وهاجسهم الاقصى وصلاة فيه ودعوة ورفع ايدي لتعود حرة وعاصمة لفلسطين ودولتها الاتية ...
هي القدس ما اعطر اللسان باسمها وما اسعد القلب بذكراها
هي القدس بوابة السماء ومهد الانبياء وحبيبة رسول الله
هي القدس ليصلي الفلسطيني لأقصاها من الطبيعي انه سيدفع نصف دولار لكل كيلومتر واحد راكبا او ماشيا والاكيد ايضا انه سيكون قاطعا ومحضرا تصريحاً من سلطات الاحتلال ان لم يكن مواطنا مقدسيا وقادم من خلف الجدار اذا كان عمره اكثر من 45 سنه واقل من 50 سنه وعمرها "ابنة فلسطين وسيداتها "اقل من 30 الى 35 سنه
هي القدس مدينة يقف على أعتابها التاريخ ...
وتدور ساعة الزمان حول سورها العتيق...
هي القدس من أجل حسنها يسطع ضوء الشمس ...ولجمالها يدور القمر....
هي القدس عندما تدخلها تلمس بيديك معنى وغصة بالنفس
هي القدس ...قلب نابض ....وعيون دامعة تبكي ...وأصوات أنين وحنين لأهل قد غابوا عنها ....ومحتل يسيد ويبيد ...كما يحلو له او كما يريد
هي القدس منذ عقد واكثر تشدد الاجراءات والفلسطيني او الفلسطينية يسمح له يوم الجمعة برمضان فقط ان يزورها ضمن الشروط اعلاه والا فلا ..وليتم ذلك :عليه ان يصعد الى حافلة خاصة ومرخصة قبل الجمعة بيوم للقادم من جنين او الخليل او على الاقل بعد السحور وصلاة الفجر اذا كان يبعد من 1الى 40 كلم عن الجدار ،وتستغرق رحلته بالحافلة من ساعة الى ساعتين وقبل شروق الشمس يكون قرب الجدار من عدة محاور لتبدأ رحلة المشي على الاقدام والتي يمكن ان يمر او يعود من حيث اتي او يتاخر بزحف من الحاجز حتى المسجد بسرعة لا تتجاوز الامتار بالدقيقة
هي القدس لتزورها كفلسطيني تتناول السحور وتصلى الفجر بالبيت او بالحافلة او على الحاجز وتقرأ مما آتاك الله من ايات بينات نكبر وتهلل... ولكنك قد تستعيذ من الشيطان الرجيم عشرات المرات على الحواجز وبين اسوار القدس وقد تستغفر وتحوقل مرات ومرات من التزاحم ولضيق المكان مقارنة مع الاعداد المنسابة والمتجهة لنفس الهدف خاشعة ملبية ...يعترضها تفتيش وعراقيل وعصي وهراوات وبنادق واصوات صياح ..ويعترضها اختناقات ودهس لكبار السن وقد يصل او لا يصل ولكن النية والجهد قد بذل ،
هي القدس قد يصيبكِ بعض الحسد المحمود بها ، إذ انك لك صفحة ذكريات واحدة معها وفيها وغيركِ ما له أي سطر او كلمة..!!
هي القدس كم سيردد الصائم في طريقه اليها تلقائيا عبارات مثل " استغفر الله ،وانا لله وانا اليه راجعون ،والحمد لله على كل حال ،ولاحوله ولا قوة الا بالله ،واعوذ بالله ،وسبحان الله ،والله القادر على كل شيء ،واللهم اني صائم اللهم اني صائم اللهم اني صائم حتى ينقطع نفسه او يكاد " كل ذلك قد يرافقه دموع او دمعة وربما بكاء ونحيب واسترجاع للماضي التلييد والايام الغابرة ، حيث كان الوصول للقدس متاح والصلاة فيها بارتياح والمشاعر مشاعر لا ولن تتبدل
هي القدس ليس سهلا ان نتحدث عن رحلة التوجه للاقصى بداخلها وكيفة الخروج منه حيث يكاد ينخلع القلب اسفا على يوم _على ما فيه من معاناة والم وبهجة صلاة ومشقة _هل يمكن ان يتكرر !!!؟؟؟؟
هي القدس حيث المسجد الأقصى يتوسطها ،أصبح الوصول إليه بالنسبة للقادمين من خارج المدينة ضربا من المستحيل، فالحواجز العسكرية وانتشار جنود الاحتلال على الطرقات وإغلاق مداخل المدينة أمام زوارها المسلمين، كل ذلك، جعل المدينة المقدسة معزولة عن العالم.
هي القدس اليوم وبعد ما يقارب نصف قرن من الاحتلال والجور والظلم والتهويد ...تقف شامخة قد أثقلتها الجراح تنتظر وتنظر....تنتظر عمر أو خالداً أو صلاح الدين .
وتقبل الله الطاعات في شهر رمضان الفضيل ..
التعليقات (0)