العلاقات المصرية "الإسرائيلية" علاقات طويلة اذا انطلقنا من تاريخ ابرام معاهدة (كامب ديفيد)... فتاريخ يمتد لأكثر من 30 سنة من العلاقات السياسية بين بلدين المفروض أنها تكون علاقات على درجة كبيرة من المتانة و التجذّر و الودّ إن على المستوى الرسمي أو على المستوى الشعبي.
و لكن على ما يبدو أنه لم و لن يكن الحال كذلك بالنسبة لأية علاقة تقام بين "اسرائيل" و أية دولة عربية. ففجأة و على اثر الإقتحام المشرف الذي قامت به مجموعة من الشباب المصري الرائع، فجأة اكتشفت و ربما العديدين مثلي أن ما كان يسمى بالسفارة "الإسرائيلية" في القاهرة لا يعدو أن يكون أكثر من شقة صغيرة في الطابق الثاني و العشرين من مبنى يقع في منطقة (الجيزة) بالقاهرة.
من المعلوم أن الدول تحاول أن تختار مقار سفاراتها بعناية بحيث يسهل الوصول اليها من طرف أفراد الشعب المستضيف بما يسهل التواصل معهم و يؤدي الى نوع من التفاعل الإيجابي بين الطرفين، و لكن لأن "اسرائيل" لا ينطبق عليها مفهوم الدولة "الطبيعية" خاصة كما يراها العالم العربي، فإنها في ما يخصه فإنها تفضّل اختيار سفاراتها و تمثيلياتها في أماكن لا تصل اليها الأبصار و لا الايادي.
في تونس أيضا و باعتبار أن النظام المخلوع كان يقيم علاقات مع "اسرائيل" يسميها بـ"العلاقات التجارية"، لم يكن أحد من عامة الناس يعلم أين يوجد مقر ما يسمى بـ"المكتب التجاري الإسرائيلي".
فـ"اسرائيل" و الأنظمة العربية التي ترتبط معها بعلاقات مختلفة تعلم أن تلك العلاقات ما هي الا علاقات فوقية و لن تتعداها في يوم من الأيام الى علاقات مع القاعدة العريضة للشعب، و هي في الغالب علاقات سرية تعقد لضمان المصالح الشخصية لنظام عربي ما.
فالعبرة أن علاقات ما تبنى بين طرفين لا يكون للشعب رأي أو مصلحة فيها لا يكتب لها النجاح و لا الديمومة و ستقابل بالرفض و المحاربة و ما حصل في السفارة "التي في العمارة" أكبر دليل على ذلك.
التعليقات (0)