مذ كانت المرأة .. كان الرجل .. قطبان في أرض الحياة الواحدة. تعطي فيأخذ ، يعطي فتأخذ.. في دورة خلق واحدة ..قوامها الروح والجسد في حركة مندغمة للوصول إلى الكمال.
ويكتشف الموغل في الحياة، مبلغ رحابة الحب في السعي للوصول إلى ذاك الكمال إن كان عبر الانسجام بين الأنيما والأنيموس في كلا الإنسانين .. أو حتى في معالم الافتراق بينهما.
وإن كان الرجل خلق لما يخرج منه، فإن المرأة خلقت لما يدخل إليها.. (بالمعنى الكلّي وليس بالمعنى الحسّي) لهذا كان جواب المرأة دائماً .. رجل .. في حين أن أجوبة الرجل نساء دوماً.
ولا نستغرب هذا .. فلو عرفنا تلك المرأة، المرأة الأولى، منذ تجلّيها الأول، لأمكننا الولوج إلى عالم غير محدود في تجلياته، سواء في المستوى الميتافيزيقي أو في المستوى الدنيوي وما بينهما. حينها سوف ندرك أننا أمام قوس قزح من الأنوثة، مقابل ذكورة تتوه في إدراك سرّ الألوان تلك.
من هنا .. جاءت فكرة هذه الوقفات أو الومضات والتي لا تدّعي الشعر بقدر ما تعني محاولة منفلتة للقبض على الجمال، في تجلياته المحظورة والمحجوبة، في اكتناه معاني الحب ونقيضها.. في تلك الوادعة كمريم، الغاضبة كميديا.
في التي فتحت أسرار الكون للرجل .. ومنحته معنى اللقاء ولو على الجمر.
إذن ..
هي حكاية لمعنى الحياة .. ولضرورة أن نتعلم كيف نعطي وإن كنا لا نملك شيئاً.
ذات يوم أسطوري، صارت سميراميس، الملكة المشرقية ..حمامة ولم تصر تنيناً، في حين كان ثمة تنين يجوب البحار كي يحظى بفتاة من المدينة.
ثم أن أنكيدو، انتظرها .. كي تأتيه محمّلة بها .. بأصابع من معانٍ لم يكن يألفها.. حتى، كان.
هي إذن مقاربة لما تودّه الروح، في هذا المزيج غير المدرك من الجمال والغضب، الحزن والفرح، المبالاة والجدوى، ألـ / هي والآخر/ وكل هذا في حقيقة واحدة، أنها .. المعنى لما كان, وما سيكون، وما هو كائن.
ففي البدء كانت الكلمة... وهي أنثى.
مقدمة كتابنا الشعري قال لها دار الرائي . دمشق .2006
التعليقات (0)