مواضيع اليوم

هيومان رايتس تطالب بتحقيق شامل والعفو الدولية تطالب مجلس الامن بالتحرك - مروة كريدية

إبراهيم قعدوني

2009-01-12 10:59:26

0

مروة كريدية من: مع دخول عملية " الرصاص المصبوب " أسبوعها الثالث يتزايد عدد الضحايا من الأطفال والنساء الأبرياء في غزة ، كما تسجل المستشفيات حالات إصابات حرجة وحروق غريبة تضع علامة استفهام حول نوع الاسلحة المستخدمة في العملية ، فالوضع الانساني منذ اليوم الاول للحرب أخذ بعدا مأساويًّا حين سقط 8 أطفال في مدرسة تابعة للأمم المتحدة، و بعد مرور17 يوما على الحرب تجاوزت المعاناة كلّ التوقعات وأصبح العالم كله أمام كارثة ونكبة حقيقة حيث بلغ عدد الضحايا حتى لحظة اعداد هذا التقرير 888 بينهم 275 طفل واكثر من 80 إمرأة ، اضافة الى 4080 جريح حالة 400 منهم خطرة جدًّا منها العديد من الحالات النادرة التي تنذر باستعمال اسلحة محرمة دوليًّا ، الامر الذي دفع العديد من المراقبين الدوليين الى دقّ ناقوس الخطر والمطالبة بإدخال فرق طبية و محقيقين للإطلاع على انتهاكات شرعة حقوق الانسان واتفاقية جنيف حيث أن صور الضحايا تعكس أن ما يحصل في غزة يدخل في إطار جرائم الحرب و عمليات الابادة المنظمة.

وقد طالب فريد آبراهامز، باحث الطوارئ الرئيسي في هيومن رايتس ووتش بتحقيق قائلا "ينبغي السماح للصحفيين ومراقبي الحقوق بالدخول إلى غزة للتحقيق في سلوك الطرفين والكتابة عنه" مضيفًا "ولن تؤدي القيود الإسرائيلية المُفرطة في التشدد على الدخول إلى غزة إلا لعرقلة هذا الأثر الرادع وتعريض المدنيين لمخاطر أكبر". بالمقابل فإن اسرائيل تدافع عن حقها التي تصفه "بالمشروع " لصدّ الهجمات الصاروخية الفلسطينية التي ترسلها "حماس" وتعتبر ان قادة حماس هم المسؤولين عما يحصل في القطاع كما تتهمهم بأنهم يتخذون من النساء والاطفال دروعًا بشرية وانهم يختبئون بين المدنيين.

وتعليقًا على ذلك قال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش :"كان لقرار إسرائيل بتقليص ما يُدعى بـ "المنطقة الأمنة" في آخر مرة استخدمت القصف المدفعي على غزة تبعات مروعة، ويجب ألا يتكرر، فالمدفعية ذات مدى تفجير واسع مما يزيد الخطر على المدنيين لدى استخدام المدفعية في مناطق مأهولة. وعلى الجيش الإسرائيلي التزام باتخاذ كل الاحتياطات المستطاعة لتفادي إلحاق الضرر بالمدنيين لدى استخدامه لهذا السلاح "

وازاء كل ما يحصل وبالرغم من ان الدول الغربية بشكل عام تغض الطرف عن الموضوع برمّته، فإن إسرائيل تبدو محرجة "أخلاقيًّا " وهي في مأزق حقيقي أمام الرأي العام العالمي وشعوب الأرض الذين تنقل لهم صور الضحايا بشكل مباشر، الأمر الذي دفع ببعض المحللين الغربيين الى التساؤل حول جدوى الحرب الذي تغيب عنها ابسط شروط التكافوء المادّي وتشبيه البعض لما يحصل بالهلوكوست وعمليات التطهير العرقي.

وفي سياقٍ متصل عرضت جريدة الواشنطن بوست الأميركية وجهة النظر الإسرائيلية بشأن الحرب على غزة، التي تظهر ان تل أبيب تخوض حربًا ضرورية وقالت الصحيفة إن الإعلام الإسرائيلي لا يلتفت كثيرا للصورة المؤلمة داخل غزة، وإن مذيعة اسرائيلية تواجه الفصل لأن نغمة صوتها توحي بالتعاطف مع الفلسطينيين. وكانت الجريدة قد افتتحت بالقول إنه بعد مضي خمسة عشرة يوما على الهجوم على غزة، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 800 فلسطيني نصفهم من المدنيين وفق مصادر طبية، فإن الإسرائيليين متأكدون من أمرين، أولهما أنهم الضحية وثانيهما أنهم هم المنتصرون.


ورغم أن الصورة في غزة مرعبة فإن الإعلام الإسرائيلي منهمك في بث محنة الإسرائيليين الذين قتلوا أو أصيبوا في الحرب على مدار الساعة، حسب الصحيفة. كما نسبت واشنطن بوست إلى الرئيس التنفيذي للقناة العاشرة الإسرائيلية ريودور بنزيمان قوله إن "معاناة المدنيين في غزة أمر لا يصدق"، واصفا الوضع هناك بأنه "جهنم"، مضيفا: "إننا لسنا معنيين بذلك، فنحن نبث لمواطنينا، ولا نعرض الصورة كاملة، وكأننا نعرض حربا في تنزانيا. إنها حربنا نحن". وبعيدًّا عن كل السجالات الدائرة تجد المنظمات الانسانية الدولية نفسها أمام ثلاثة محاور أساسية تدخل اسرائيل في دائرة الإدانة وانتهاك الشرعة الدولية لحقوق الانسان واتفاقية جنيف وهي : قصف المدارس التابعة للأمم المتحدة ، وإستهداف المسعفين التابعين للصليب الاحمر وإعاقة عملهم ،و إستعمال أسلحة محرّمة دوليًّا وفق منظمة الهيومان رايتس ووتش.

قصف المدارس التابعة للأمم المتحدة.

وكانت الغارات الاسرائيلية على مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينين التابعة للأمم المتحدة الأنروا شرقي جباليا شمال غزة قدت أدت الاسبوع الفائت الى سقوط 43 مدنيًّا وأكثر من مائة جريح الى إثارة الرأي العام الانساني العالمي كما أثارت العديد من النداءات الدولية ملحة من أجل حماية المدنيين. وفيما أكد أكثر من مسؤول في الأونروا الى إنهم سلموا السلطات الإسرائيلية إحداثيات مدارس الأمم المتحدة بقطاع غزة حتى لا يطالها القصف ، فيما عبرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو"، عن قلقها إزاء ما تتعرض له لمؤسسات التعليمية والمواقع والمعالم الثقافية في قطاع غزة مطالبة بجعل المدارس آمنة للمدنيين.

إعاقة عمل الصليب الأحمر الدولي

اتهمت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الخميس الماضي الجيش الاسرائيلي بمنع فرق الاغاثة حتى الاربعاء من الوصول الى جرحى فلسطينيين بينهم اطفال ظلوا عالقين لمدة خمسة ايام في منزلهم مع جثة امهم القتيلة. وكانت اللجنة قد اعلنت يوم الجمعة الفائت الى انها حدّت موقتا من عملياتها في مدينة غزة بعدما تعرضت احدى آلياتها لاطلاق نار.حيث قالت المتحدثة باسم الصليب الاحمر في القدس آن-صوفي بونفلد متحدثة لوكالة فرانس برس "اصيبت احدى شاحناتنا باطلاق نار فيما كانت تتقدم قافلة من 13 سيارة اسعاف كانت تنقل مساعدات طبية الى جنوب قطاع غزة". وتابعت "لدينا دوافع قوية تدعو الى الاعتقاد بان الطلقات النارية كان مصدرها الجيش الاسرائيلي" مشيرة الى اصابة شخص بجروح طفيفة مطالبة بممر آمن فورا من اجل البحث عن الجرحى.

استعمال الاسلحة المحرمة دوليًّا

ومع تزايد حالات الحروق الخطرة وتسجيل حالات طبية غير مسبوقة في غزة فقد اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اسرائيل باستخدام اسلحة محرمة. حيث يحظر البروتوكول الملحق بمعاهدة عام 1980 بشأن الاسلحة التقليدية استخدام الاسلحة الحارقة ضد المدنيين أو ضد الاهداف العسكرية التي تقع وسط تجمعات سكانية. وقالت هيومان رايتس إن باحثيها رصدوا انفجارات متعددة في الهواء في التاسع والعاشر من يناير/كانون الثاني الجاري للفوسفور الابيض أطلق من المدفعية بالقرب من مدينة غزة ومخيم جباليا للاجئين.

وأضافت المنظمة أن إسرائيل بدا أنها تستخدم الفوسفور الأبيض لإخفاء عملياتها العسكرية, مطالبة بأن تتوقف هذه الممارسات في المناطق المكتظة بالسكان في القطاع.  وقال المحلل العسكري بالمنظمة مارك غارلاسكو لوسائل الاعلام إن "الفوسفور الأبيض يمكن أن يحرق المنازل ويسبب حروقا مروعة عندما يلمس البشرة". وكانت مصادر طبية فلسطينية أعلنت مقتل امرأة وإصابة أكثر من مائة شخص بحروق بالغة واختناق بالغاز, في هجوم بسلاح فوسفوري, شنه جيش الاحتلال على قرية خزاعة شرقي خان يونس.

الردود الاسرائيلية :

في المقابل فقد علق الجيش الاسرائيلي على هذه التصريحات والاتهامات الموجهة له مؤكدا عبر وسائل الاعلام انه"يعمل بشكل وثيق مع المنظمات الدولية اثناء المعارك من اجل ان يتلقى المدنيون المساعدة" مضيفا انه سيبحث اي "شكوى". ومؤكدا أيضًا انه لن يقدم تفاصيل بشأن الذخيرة التي يستخدمها بغزة, مشيرا إلى أنه "يستخدم فقط أسلحة مسموحا بها بموجب القانون الدولي". وحول قصف اسرائيل لمدارس الاونروا قال أمين عام الحكومة الاسرائيلية اوفيد حزقيل للصحفيين نقلا عن بيان مخابرات حصل عليه الوزراء " قادة حماس والجناح العسكري يختبئون في مخابيء ومستشفيات وبعثات أجنبية."

مطالبة مجلس الامن بفتح تحقيقات :

وفي سياق الاحداث قامت منظمة العفو الدولية الاسبوع الفائت باصدار بيان تحمل فيه مجلس الامن مسؤولية ما يحصل حيث قال مالكوم سمارت مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية إن "الإصابات التي تقع في صفوف المدنيين والدمار الذي يحدث في غزة بلغا حداً غير مسبوق. ولا يجوز لمجلس الأمن الدولي أن يظل صامتاً. إذ يمكنه لا بل عليه أن يتحرك دون مزيد من التأخير. مضيفا ان "مجلس الأمن الدولي يتحمل مسؤولية رئيسية للمساعدة على ضمان احترام أطراف النـزاع للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي". وتابع قائلاً إنه "لا بد للمجلس أن يتبنى بصورة عاجلة قراراً قوياً يدين الهجمات ضد المدنيين التي تشنها كل من إسرائيل وحماس وأن يطالب بوقف هذه الهجمات فوراً."

أما هيومان رايتس ووتش فهي تُركز على القانون الدولي الحاكم لإدارة كل من أطراف النزاع للقتال، خاصة فيما يتعلق بحماية غير المقاتلين من مخاطر الحرب. ولا تنظر هيومن رايتس ووتش فيما إذا كان لحماس أو إسرائيل مبررات تكفل لهم حق اللجوء إلى النزاع المسلح أو لأي درجة يحق لهما نشر القوات. وترى هيومن رايتس ووتش أن التزام هذا المنهج هو أفضل السبل لتشجيع جميع أطراف النزاعات المسلحة على احترام القانون الإنساني الدولي.

وقد طالبت بإجراء تحقيق جدي ومستقل في الخسارة المروعة في أرواح المدنيين كما وجهت في بيانها بإنه ينبغي على مجلس الأمن الدولي أن يحث إسرائيل على رفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة – العقاقير الطبية والطعام والوقود وغير ذلك من الضروريات اللازمة بصورة ملحة للتخفيف من معاناة المدنيين – والسماح للعاملين في مجالي الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والصحفيين بالدخول إلى غزة دون أية عراقيل.

http://65.17.227.80/Web/Politics/2009/1/399365.htm

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !