شعار الثائرين إقتداء بسيدنا الحسين،من قال للظالمين(والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا إقرار العبيد)هذه بمثابة الخلفية التاريخية لهذا الشعار،وفي الحاضر طالما سمعنا هذا الشعار يتردد على مسامعنا من الأوساط الشيعية ،في كل بقاع العالم، لكن مع مطلع الثورات العربية لم يعد محصور على أبناء الطائفة الشيعية فحسب، فقد أصبح شعار لكل مظلوم تكالب عليه البعيد والقريب وخذله الصديق وكُثر عدوه وقل ناصره،من تونس الخضراء،ومصر العامرة،والبحرين الجريحة،وسوريا الممانعة’،وليبيا الحرية...
وفي يمن الثورة تردد هذا الشعار بزخم كبير،لكن ما يقلق ويثير الازدراء ،ويولَد اليأس ،أن يصبح هذا الشعار صيحات بعيده عن المضمون ،تلوكه الألسن وتشتد له الحناجر مصحوبا بشد الأيدي ودفعها في الهواء ،قول بلا فغل،القول الثوري لابد من اقترانه بالفعل،هيهات منا الذلة والسيف في الغمد لا نسله،تناقض بين الشعار ومعناه،فمنذ رضينا بفساد الفاسدين وظلم الظالمين،ضُرب علينا طوفان من الذلة والمسكنة لا يقارن بما مضى ولا في زمن المحتل العثماني ،أصبحنا نقول مالا نعلم وما لا نعمل،ببغاوات لا تجيد الطيران مكبلة في قفص مظلم ،تلفها الحيرة والارتباك ، ففي شعبنا اليمني وخصوصا في ظل هذه المرحلة الثورية تتجسم الذلة بكل معانيها وأشكالها وأصنافها ،كل شي ذليل في وطني بما فيه ساحات التغيير نفسها،فهي ذليلة لأنها أسيرة للمؤامرات والتدخلات الأمريكية السعودية ،خانعة مخدره لا تجيد إلا ثقافة الاتهامات المتبادلة فيما بينها،تلعن الحزبية والأحزاب وأغلبها متحزبة،وفي نفس الوقت تطالب بدولة مدنية وتتغابى بأن الحزبية دعامة الدولة المدنية كآلية للتغيير والتداول السلمي للسلطة ،وحرية التعبير...
أصبحت ساحة صراع وتصفيات ،يسيرها العملاء والجواسيس واللصوص والمخربين
والمزورين وعبدت الدولار والدرهم،لعنة الماضي والحاضر ومتسلقي عتبات الأمل الواعد(إلا من رحم الله) أصبحت غابة بلا أسود ،بل صارت محمية لقطيع لا تعرف ما نوايا خبثاء السياسية والاقتصاد تنتظر الخلاص ولو بالنحر ومزيد الدماء التي دوما تنتصر على السيف ،ولم يبقى من شي جميل فيها إلا أحلامنا وصبواتنا التي تسمو فوق الآلام والجراحات والطعنات الغادرة والصراعات الشخصية،فلابد من الرجوع إلى الذات بعيدا عن كل المسميات والتقسيمات المقصودة لشتاتنا وضياعنا وتيهنا فكلنا يمنيون عانينا ما هو أمر من العلقم بكل أصنافنا وأطيافنا ذات النبت اليمني الأصيل ،لا بد من التمرد على كل ما هو اعتباطي يؤدي إلى المجهول ،لابد من القول مصحوبا بالفعل .
العلاقات الإعلامية لشباب الصمود
التعليقات (0)