تذكرت سيناريو تقديم" اندرو يونج" مندوب الولايات المتحدة في الأمم المتحدة لإستقالته بعد إنكشاف إجتماعه بمندوب فلسطين" زهدي طرزي" .كانت الاستقالة بعد هجمة يهودية صاخبة. كان ذلك في السبعينات. لم يكن حينها يجوز الاجتماع بفلسطيني حتى ولو كان دبلوماسيا وله مقعد في الأمم المتحدة . وتذكرت إعتذار مشابه من السيدة هيلاري كلينتون عندما إنتقلت لنيويورك عن تصريح قالت بأنه يحق للفلسطينيين وطن . فهوجمت وبسرعة البرق إعتذرت . وبعد كل تلك السنين تقدم السيدة هيلين توماس إستقالتها بسبب فلسطين أيضا. بعدما نفست عما هو جاثم على صدرها, تكلمت لتريح ضميرها . فبعد أن تخطت الثمانين لم يعد بمقدورها الصمت أكثر فنطقت بما عجز عنه كبار الساسة الامريكان . كانت تسمع كل يوم مالم تكن تقتنع به, لم تعد تتحمل ولم تضق أكثر فقالت ببساطة لهم هذه ليست ارضكم ارجعوا من حيث جيئتم إلى المانيا لبولندا. قالتها بعد أن اقتنعت أنها أدت دورها كاملا حتى اصبحت عميدة الصحفيين بالبيت الابيض أهم مركز لإصدار القرارات بالعالم. بعد أن تخطت مرحلة النفاق الإجتماعي والسياسي. أنزعجوا من كلامها فقامت الدنيا هناك وهللنا نحن هنا. أجبرت على الاستقالة. (وإن إعتذرت فمن وجهة نظري شكليا). لكن هل كلام السيدة صحيح؟. أم أننا اخذنا الحماس بشدة فصفقنا لها. . والسيدة "هيلين" ليست من المسلمين ولا حتى من المحسوبين عليهم. وكذلك السيد "اندرو يونج". والسيدة هيلاري كلينتون.
لنتحدث عن الارض التى عنتها السيدة هيلين لمن هي؟. احقا هي لليهود أم لنا نحن العرب مسلمين ونصارى . لنرجع للبداية, لفجر التاريخ عندما هاجر سيدنا ابراهيم الخليل عليه السلام هربا من طغيان الكلدانيين ببابل لأرض الكنعانيين, ارض بيت المقدس. من كان يسكنها ؟. هل كانت ارض لاحياة فيها.أم ارض بها شعب وحضارة . تقول التوراة نفسها أنه كان بها "اليبوسيين" . واليبوسيين أحد بطون قبائل الكنعانيين هاجروا من الجزيرة العربية نتيجة قلة الامطار فنزحوا للشمال.في القرن الخامس عشر قبل الميلاد . وكانت هناك مدينة اسمها"حصن يبوس" مكان القدس الشريف حاليا.(لن أتحدث عن التسمية فللقدس اسماء عديدة ويمكن كتابة مقال منفصل لها). وكان عليهم ملك يحكمهم اسمه "ملكي صادق". تعامل سيدنا ابراهيم الخليل عليه السلام مع هذا الملك وكان يدفع له الضرائب. تركها نبي الله ابراهيم الخليل لمصر ثم عاد اليها وظل يتنقل في فلسطين. وقد اشارت التوراة لذلك عندما ذكرت أنه أي سيدنا ابراهيم سكن ارض كنعان و" تغرب في ارض الفلسطينيين اياما كثيرة" . هذه اول الحقائق. أما ثانيها فسيدنا "ابراهيم" لم يولد ببلاد "اليبوسيين" بل جاء من بابل ارض "الكلدانيين". وعندما كبر ابنه اسحاق كان يدعو ربه ان لا يتزوج من بنات الكنعانيين... ثالث الحقائق في نفس الفترة كان في غرب البلاد على الساحل يسكن شعب آخر إسمهم "الفلس". كانوا يسكنون الساحل الجنوبي " غزة وعسقلان واسدود". وسميت تلك المناطق "فلستينا" مشتقة من اسمهم "الفلس" . بعض المراجع تقول عنهم "البلس" كونها تنطق هكذا باليونانية التي لاتنطق حرف "الفاء" فتنطقه "باء". وهذه اشكالية لغوية بسيطة. حاول بعض المؤرخين من المستشرقين الإدعاء أنهم أي " الفلس" قدموا من الشمال لقطع علاقتهم بالارض وبالعرب. لكنهم اختلفوا من أين؟, منهم من قال قدموا من وسط اسيا ومنهم من قال من اليونان و منهم قال قبرص. لكن الحقيقة انهم كنعانيون من بطون قبائل العرب. ولسنا هنا بصدد البحث من أين قدموا بل أنهم كانو موجودين قبل وصول سيدنا ابراهيم لبلاد اليبوسيين والفلستينا.
رابع الحقائق لو تحدثنا عن الوعد بمنح الارض لنسل سيدنا" ابراهيم". الذي يستثني الفلسطينيين كونهم ليسوا من نسل سيدنا "ابراهيم". فقد ولد له بفلسطين سيدنا"إسماعيل" وكذلك سيدنا "اسحاق" عليهما السلام . وإفتراضا بميراث الارض ..فهذا ينطبق على نسل "اسماعيل" و"اسحاق" معا .. فلم يكون النص محددا لنسل اسحاق دون اسماعيل. بل حددهم بالعهد وهو الختان والمسلمون يختنون ذكورهم كما اليهود. وهنا تستبعد التوراة النصارى من أي حق بالارض . بالتالى نحن نرث الارض. خامس الحقائق ولد لسيدنا "اسحاق" " يعقوب" الذي كان أيضا يسكن أرض كنعان.. وولد لسيدنا "يعقوب" اثنى عشر صبيا. منهم سيدنا "يوسف".ماتو جميعا عليهم جميعا السلام بمصر. ولم يكن لهم أي نسل بفلسطين.انقطعت صلتهم بها . وبالطبع ليس من بينهم سيدنا "موسى" التي شرعت اليهوديه به,( كان الفارق بين زمن سيدنا "ابراهيم" وسيدنا "موسى" عليهما السلام حوالي 6 قرون , وفي روايات اكثر) .الذي عندما عبر ببني اسرائيل لم يقل لبني اسرائيل ساعبر بكم الى ارضنا ارض "العبرانيين" بل قال لهم أصعدكم من ارض مصر إلى ارض "الكنعانيين", وذكر كذلك"اليبوسيين" وغيرهم ... فهل لم يكن يعرف سيدنا موسى الوعد بمنح الارض؟. هذه نقطة هامة .وهجرة بني اسرائيل من مصر كانت بسبب طغيان فرعون وظلمه لهم. بمعنى عاشو بمصر قرون كثيرة ولو مشاكلهم مع فرعون ماهاجروا لفلسطين . ويعني انه كانت هناك حياة في فلسطين ولها شعب . فقد كان سلطان الفلسطينيين على فلسطين مستمر حتى زمن سيدنا" داؤد" . انتهى عصرهم لفترة ثم عاد لهم. وهذه الحقائق هناك حفريات فرعونية واثار عمورية تؤكدها.. نعود للسيدة "هيلين توماس" فهي مؤكد كمثقفة كانت تعلم كل هذا التاريخ. فنطقت بما كان جاثم على صدرها لكن ذلك كلفها وظيفتها.أما حساباتها فتختلف عن حساباتهم ,هي تريد التقاعد بفخر. وهم يريدون طردها كما طرد اندرويونج وطرد كل من يتحدث وينطق بالحقائق..
التعليقات (0)