مواضيع اليوم

هيلاري كيلنتون وسياسة الثلاثة وجوه

هيلاري كيلنتون
وسياسة الثلاثة وجــــوه

ملصق دعائي لفيلم "الغرب ذو الثلاثة وجوه" بطولة جون واين. من أبرز إنتاج فترة الأربعينيات من القرن العشرين .. كان يحمل مدلولات سياسية قوية

خلال كافة عهود الإدارات الأمريكية السابقة كنا نتسامع ونسمع عن سياسة الوجهين والكيل بمكيالين التي تمارسها الولايات المتحدة في علاقتها مع إسرائيل من جهة و العرب من جهة أخرى في كل ما يتعلق بجوانب الصراع العربي الإسرائيلي ....
ولكن المثير للضحك والحساسية الجلدية أن وزيرة الخارجية هيلاري كيلنتون جاءتنا هذه الآونة وهي ترتدي ثلاثة أقنعة وفاجأتنا بأن الإدارة الأمريكية خلال عهد أوباما وتحت شعار التغيير (The Change) أصحبت تمارس سياسة الثلاثة وجوه والكيل دون حساب لإسرائيل وحدها وعلى عينك يا تاجر ......
قبل مغادرة هيلاري كيلنتون إلى الشرق الأوسط مؤخرا ودعها سيد البيت الأبيض الجديد في الولايات المتحدة بتصريح لوكالات الأنباء يفيد بأن الاستيطان وبناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة يجب أن لا يكونا عائقين أمام مواصلة مباحثات السلام بين الصهاينة والفلسطيني .
وربما لم يكن على سبيل المصادفة أن يكون توقيت زيارة هيلاري كيلنتون للمنطقة متزامنا مع احتفالات الغرب بعيد الهالووين الذي تتميز أهم جوانب الاحتفالات به بممارسة ارتداء وإستبدال الأقنعة.

الوجه الأول:
في إسرائيل تحولت هيلاري كيلنتون إلى قطة مستأنسة ؛ وتصرح بأنها تتفهم التزامات الحكومة الإسرائيلية أمام ناخبيها ببناء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة . وبالتالي وعلى وتيرة أوباما فإنها تطمئن الصهاينة بأن الإستيطان لايجب أن يكون عائقا أمام جلوس الفلسطيني (العباسي) المغلوب على أمره في مواجهة الصهيوني القاسي لمواصلة ما يسمى بمباحثات سلام .

الوجـه الثاني:
وفي الضفة الغربية المحتلة تسارع هيلاري كيلنتون إلى إبراز عضلاتها والإفصاح عن أنيابها لتجبر الخليفة المحمود العباسي المغلوب على أمره في عهد هولاكو العصر الجديد بأن يبتلع الأخشاب والمسامير ومخلفات أحفاد القردة والخنازير ويرضى أن تبني حكومة نتنياهو مستوطنات جديدة في الضفة الغربية .... ويا دوبك 3000 مسكن دون أن تشير (متعمدة) بالطبع إلى ما يلزمها من مصادرة لأراضي الفلسطيني وهدم لمنازله ومزارعه ومدارسه ومساحات تبلغ أضعافا مضاعفة لرصف وبناء وتشييد الطرق والكباري وتوصيلات مرافق الماء والكهرباء والمجاري والأسواق والملاعب والمعابد والساحات والحدائق واحتياطيات التوسع في المستقبل لمقابلة متطلبات النمو السكاني للمستوطنين . ولا ننسى إقامة أسوار الفصل العنصري والأسلاك الشائكة المكهربة وتمديدات أجهزة الإنذار وحجر مساحات آمنة للمداخل والمخارج ... وهلم جرا ...... ويبقى أن نعرف أن مساحة الضفة الغربية المحتلة بكاملها وبما فيها من مستوطنات ومناطق نفوذ إسرائيلية تبلغ فقط 5,860 كيلومتر مربع لا غير وبالتالي يمكننا تخيل مدى فداحة ما يجري بإسم الاستيطان وأحلام السلام.

الـوجه الثالث:
وحين تجلس هيلاري كيلنتون إلى رصفائها العرب تدعي العـذرية والمسكنة والبراءة من كل عيب . وتصرح أن الولايات المتحدة ضد مواصلة الاستيطان ... وتؤكد سعيها إلى (التجميد الجزئي) لبناء المستوطنات.....

هناك إذن عدة وجوه وأقنعة ترتديها الإدارة الأمريكية وتلاعب خبيث في الكلمات والمعاني والألفاظ ..... فعبارة (التجميد الجزئي) لبناء المستوطنات تعبير فضفاض يفتح الباب على مصراعية للجدل والنقاش وسنوات من المباحثات حول مقدار كلمة (جزئي) .... ويكون الصهاينة قد فرغوا خلال هذه السنوات من بناء ما يرغبون فيه ، وكذلك يخططون إلى مرحلة أخرى من توسيع الاستيطان.
وبالطبع وكما عودتنا الرئاسة العباسية المغلوبة على أمرها في عهد هولاكو العصر الجديد دائما أن ترفض في البداية .. ثم تتمنع في منتصف الطريق .... وتتنازل وترغب في النهاية . فلا مناص من إهمال تصريح محمود عباس الفوري برفض الجلوس مع الصهيوني لمواصلة الحوار أو مباحثات السلام ..... ومما لا شك فيه ؛ فـإننا سنشهد قريبا تخريجا مسرحيا كوميديا يفضي إلى ابتلاع محمود عباس تصريحه تمهيدا للجلوس في طاولة مباحثات عقيمة بالطبع تنتهي إلى طريق مسدود غايته أن يبني نتنياهو وليبرمان ما يحلو لهما من مستوطنات في الضفة الغربية تجعل من محمود عباس في نهاية المطاف مجرد رئيس حي سكني فلسطيني.
وعلى طريقة إخراج مسرحية عبد الله عبد الله في كابول فمن المتوقع أن تشهد الفترة القادمة زيارات متعددة لرئيس سلطة الأحياء الفلسطينية في الضفة الغربية إلى عدد من عواصم الدول العربية المحورية لمقابلة ما يتيسر من مسئولين يغرض الإيحاء وإعطاء الإنطباع بأنه حصل على ضوء أخضر وتطمينات وموافقات مبدئية و (مباركات) سرية من الزعماء العرب للتوجه نحو طاولة مباحثات تنازلاته العقيمة مع الصهاينة.
إن السؤال الذي يطرح نفسه في النهاية دائما هو هل الولايات المتحدة وبما باتت تمارسه من سياسة تبديل الوجوه والأقنعة بين الأطراف .. هل لا تزال وسيطا حيويا يعول عليه منفردا وحده لإنجاز أحلام السلام ؟؟ .. الإجابة بكل بساطة لا .

 

أسرة يهودية من شذاذ الآفاق حاءت واختارت لنفسها مستوطنة

واحد من حاخامات قطعان المستوطنين يدّعـي تلقـّي الوحي الإلهي بسرقة أرض العرب 

سرطان مستوطنة يهودية في أرض العرب 

 

الضفة الغربية وقطاع غزة قبل نكسة يونيو 1967م

 

فقط المساحات الصغيرة البيضاء من الضفة الغربية وكذلك قطاع غزة هي التي تخضع الآن للإدارة (وليس السلطة) الفلسطينية .... إنّ ما أخـذ بالقوة لا يسترد إلاّ بالقوة

 

المستوطنات اليهودية في جسد الضفة الغربية سرطان لا يمكن علاجه إلا بالإزالة 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات