برنامج كان يقدمه محمد حسنين هيكل على قناة الجزيرة القطرية الكاتب والصحفي المصري والذي من خلال هذا البرنامج قدم نفسه وعرف بسيرته للمشاهدين والمتابعين لذاك البرنامج الذي يحكي من خلاله تاريخ مصر وتاريخ الرئيس السادات وجمال عبد الناصر الذي كان تربطه مع جمال آنذاك علاقة وطيدة ونادرة من نوعها.
وفي الحقيقة لا أخفي بأنه أبدع في هذا البرنامج وأستطاع أن يزيد من رصيد محبية ومتابعيه وقد كنت أحد هؤلاء وذلك من خلال طرحه الدقيق لأهم الأمور والمجريات التي حدثت في ذلك الوقت .
لكني لا أجد ما يمنعني من أن أقول أنه أخفق فعلاً في مقابلته الأخيرة والتي كان محورها " الأحداث الجديدة وبما تسمى بالربيع العربي " أراد هيكل بشكل أو بآخر أن ينتقص من نقاهة الثورة اليمنية بل أراد أن ينسفها ويهدمها بمعوله المتهالك القديم ، وقد فاجأني وجعلني أندب ظني الذي لم يكن في محله وهو يقول – ليس هناك ثورة باليمن ولا بسوريا – القبيلة اليمنية لا تريد سوى أن تتحول إلى دولة – وغيرها من العبارات والكلمات التي سمعناها من علي صالح وبقايا النظام الزائل
وقد فرحت القنوات الرسمية اليمنية بهذه التصريحات فأصبحت تستدل به في برامجها وتعرضه حتى صار يعرض اكثر من الرئيس علي صالح وبحسب رأيي أن هذا لا يحمل الا تفسيراً واحداً لو احسنا الظن به وهو ان الصوره التي طبعت في عقله عن المجتمع اليمني منذ ايام صديقه الراحل جمال عبد الناصر لم يحصل لها بما يسمى بمصطلح الحوسبه بالـ( تحديث ) بل هي نفس الصوره السابقه القديمه منذ الستينات
لم يكلف نفسه حتى ان يعيد النظر في الاحداث والتغييرات التي حصلت في المجتمع اليمني كما أنه نسى أو تناسى وتعامى من ان يرى ان هذه القبائل التي تمتلك اكثر من 80000000 ( ثمانيه مليون قطعه سلاح ) لو ارادوها حرباً لسقط النظام في عشيه وضحاها
الا ان الحكمه الالهيه ثم اليمانيه لم ترضى الا ان تكون سلميه بعيده عن النار والحرب
وقد شهد العالم اجمع وهم يتابعون المجتمع اليمني والقبيله اليمنيه والشاب اليمني وهو يقدم نفسه وابنه وزوجه في الميادين من اجل حياة كريمه وجديده بنزاهة الثوره اليمنيه
وقد شهد لها العالم كذلك وهم يتابعون ابناء القبائل ورجالها يضعون اسلحتهم في القرى والمنازل وينزلون إلى الساحات والمسيرات بالصدور العارية وهم يرددون سلمية سلمية بالسلمية الحقة .
وقد شهد لها العالم كذلك وهم يرون الشباب يقتلون بأبشع الطرق في الساحات والمسيرات وهم صابرون طيلة تسعة أشهر ويزيد تحت لهيب الشمس وزخات الرصاص ونتانة المياه التي كانت ترش عليهم بصبرها
شهدت لها الجائزة نوبل ومجلس الأمن ،كل ذلك .. ولا توجد ثورة باليمن ؟!!
التعليقات (0)