في سعيها لرد هيبتها في الشارع العام ، قامت الحكومة الاردنية ( مشكورة ) بحملات لم تقوم بها من قبل ، تمكنت على اثرها من بتر يد كثير ممن تمرد وخرج على القانون ، لدرجة ان الشارع العام اخذ يحسب لهم الف حساب ، وبرزت من هؤلاءكثير من الاسماء في اكثر من حي في كل مدينة ومنطقة ، واصبحو يشكلون خلايا اجرامية ، ذات تنظيم ، دأب رجال الدولة يقولون منذ فترة ان الاردن خالي من الجريمة المنظمة ، الى ان سمعنا من يقوم بتنظيم مايشبه الجيش وهم مسلحون ، ويخضعون لامرة رجل واحد يدينون له بالولاء والطاعة ومن قتل على يد رجال الامن حتى اخذ الاتباع بالتخطيط لاختيار خليفة ( لهذه الامبراطورية الاجرامية ) والتي ذكر تقرير ما انه زعيمها يصل دخله الشهري الى اكثر من 15000 دينار شهريا ، يحصلها من الاتوات والخاوات التي يفرضها وعصابته على الناس ..
نعم: لقيت بادرة ان يتنكر رجال الامن العام بالاقنعة ، ختى لا يعرفون قبولا كبيرا لدى الناس ، حيث اتاحت هذه الحيلة القديمة لرجال الامن العام التصرف بحرية مع من يقاومون القانون ويتصدون له بالسلاح ، فاذا قتل من قتل فان القاتل مجهول .. حيث يقال قتل على يد رجال الامن العام .. ولن يعرف القاتل ويطالب ويطارد عشائريا وقضائيا .. وكانت هذه بمثابة حصانة لرجال الامن العام .. كان يجب ان تمنح لهم منذ فترة بعيدة قبل ان يتغول من تغول من رجال العصابات والخاوات في البلاد ويصعب ردعهم .. لدرجة ان واحد منهم يتحكم في مساحة معينة من المدينة .. مثلا مجمع انطلاق الحافلات ..فلا يستطيع احد ان يفتتح بسطة ليعتاش منها مالم يكن من اتباع البلطجي .. او ان يقوم بدفع الخاوة والاتاوة له مقابل ما يسمى حمايته .. نعم هذا ما يحدث وهذا هو المسكوت عنه ...فيقول احدهم ان رجل المجمع هذا يصل دخله الى اكثر من 1500 دينار من الاتالوات والخاوات من اصحاب البسطات في المجمع دون ان يقوم باي عمل يذكر .. وهو شخصية مخيفة معروفه .. قادر على فعل ما لم تتصوره انت ايها المواطن العادي .. وطبعا كل ذلك والامن العام لا يستطيع ان يتصرف .. الى ان جاءت الحملة الامنية التي نحن بصدد الحديث عنها ..
ولكن : في عملية ازالة البسطات من الارصفة في مدن المملكة كاملة من اربد الى العقبة ثمة اشكالية كبيرة ، ولعلها ستشكل مشكلة اكبر ربما تتضخم وتنمو مع الوقت ربما تصل الى حد الانفجار .. خاصة بعد المصادمات التي جرت بين اصحاب البسطات ورجال الامن العام والبلدية ..مع الاخذ بعين الاعتبار ان هؤلاء لهم حاضنة اجتماعية في حراكهم ضد الامن .. وهي حركات الاصلاح وليس اقلهم الاخوان .. فربما يستغل الفرصة ممن اصابهم الضرر من اصحاب البسطات في الانخراط في الحراك المطالب بالاصلاح .. وهذا قد يؤدي الى فوضى لا تحمد عقباها .. خاصة ونحن نأخذ بعين الاعتبار الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وارتفاع مستوى الادراك بضرورة العدالة الاجتماعية ...
اذا : كالن على الحكومة ان تفكر مليا قبل اتخاذ هكذا اجراء وهي تبحث عن صيغة لرد هيبة الدولة الى الشارع والذي نطالب بها جميعا ..كان على الحكومة ان تبادر الى خلق حلول ..وايجاد مساحات .. واسواق شعبية .. تمكن اصحاب البسطات من ممارسة عملهم دون ان يتضرر .. خاصة ونحن نتحدث عن فئة تعتاش وتقتات من تلك البسطات ...
تمكنت : الحكومة من فرض ارادتها الى الان في ارصفة المدن .. ولكن هل تتمكن من تأمين معيشة اصحاب البسطات بعيدا عن البلطجة من قبل البلطجية في الاسواق .. وبعيدا عن دائرة العنف ... وبما يكفل كرامة المواطن ..
التعليقات (0)